Image Background

اخترنا لك

زوتروبوليس: أرنبة نسويّة تحارب العنصريّة!

اخترنا لك: أفلام



كتب: لؤي وتد
تواصل استديوهات "وولت ديزني" تميّزها الإنتاجيّ، وتفاجئ المشاهدين بفيلمها الجديد "زوتروبوليس". فهذا فيلم عبقريّ يطوّر مفهوم الطفل بخطوات كبيرة إلى الأمام، ويتعامل معه بجدّيّة مطلقة. "زوتروبوليس" ليس مجرّد فيلم أطفال جديد، بل هو فيلم بوليسيّ ذو حبكة لا تقلّ إثارة عن روايات أشهر كتاب الأدب البوليسيّ في العالم، مثل آرثر كونان دويل -مبتكر رجل التحرّي الشهير شرلوك هولمز- وأغاثا كريستي.

يعرض "زوتروبوليس" عالمًا مثاليًّا تتعايش فيه كافة الحيوانات معًا في حضارة شُيّدت من دون كائنات بشريّة. إلّا أنّ العنصريّة في عالم زوتروبوليس، كما في عالم البشر الحضاريّ، لم تختفِ بين الفئات والمجتمعات والمجموعات المختلفة. هذه العنصرية ظاهرة بشكل واضح في زوتروبوليس، لأنّ ماضي الغاب والطبيعة ما زال يحافظ على تأثيراته في الحضارة الحيوانيّة الجديدة. أي أنّ الكائنات المفترسة ما زالت أقوى من المخلوقات العاشبة، ولذلك فهناك قسمة واضحة بين الحيوانات بخصوص من يحصل على أيّ وظيفة في المجتمع.
تبدأ قصّة الفيلم في مزرعة بعيدة عن المدينة الكبيرة، تعمل فيها الأرانب بزرع الجزر وتوفيره لباقي الحيوانات. وفي المزرعة نتعرّف على الأرنبة الصغيرة، جودي هوبس، التي تحلم أحلامًا كبيرة بأن تصبح شرطيّة في شرطة مدينة زوتروبوليس. تتمكّن الأرنبة جودي من تحدّي كلّ الصعاب وتحقق حلمها، لكنّ المعوّقات تزداد عندما تكتشف أنّ الحيوانات العاملة في جهاز الشرطة هي بالأساس حيوانات كبيرة الحجم وضخمة.

جودي هوبس لا تيأس وتباشر بالتحقيق في واحدة من أهمّ القضايا الغامضة في المدينة بعد أن تنازل عنها جهاز الشرطة لأسباب سياسيّة. ينضمّ لتحقيق الأرنبة جودي، الثعلب المحتال نك وايلد، ومعًا يبذلان قصارى جهودهما للتغلب على المفاهيم الاجتماعيّة القاسية والعنصريّة، ضدّ المخلوقات الصغيرة الضعيفة من جهة، وضدّ الغريزة الطبيعيّة التي تفرض عليهم العداوة كونهما مفترِسًا وفريسة طبيعييْن. يتميز الفيلم بدور الضابطة جودي، لكونها شخصية نسويّة تحارب المفاهيم المجتمعيّة وتسعى وراء حلمها بذكاء وفطنة وإصرار شديد. الضابطة جودي لا تتنازل عندما تسوء الظروف وتعلّم الأطفال الطموح والإصرار والجري وراء أحلامهم حتى لو كانت صعبة ومختلفة عن المفهوم ضمناً، كأن تكون الأرانب ضحايا وفريسة سهلة دائمًا أو أن تعمل في حقل زراعة الجزر وليس في حقل العدالة والقانون.

لا تفوّتوا عليكم فرصة مشاهدة الفيلم الذي ما يزال يحصد أعلى المراجعات الإيجابيّة من كبار النقاد في هوليوود.

العنصريّة في عالم زوتروبوليس، كما في عالم البشر الحضاريّ، لم تختفِ بين الفئات والمجتمعات والمجموعات المختلفة
  • اصدار: استديوهات "وولت ديزني"
  • التاريخ: 03/06/2016
  • كلمات مفتاحية: أفلام