اخترنا لك
كتب: لؤي وتد
في شهر ديسمبر الأخير (2015)، صدر الجزء الثالث من سلسلة أفلام "كونغ فو باندا" المحبوبة من استديوهات "دريمووركس". تتمحور سلسلة الأفلام حول مجرى حياة دب الباندا المحبوب "بو"، الذي يعمل في مطعم لصنع المعكرونة عند والده (مربّيه) ذكر الإوز "السيد بينغ". في الفيلم الأول (2008) يحصل بو على فرصة حياته ويتحوّل في ليلة واحدة إلى محارب التنين المنتظر بعد أن يختاره مدرب الكونغ فو الكبير، السلحفاة "أوغواي". في الجزء الأول يفاجئ بو الجميع وينجح بالتدريبات الصعبة بالرغم من بدانته ووزنه الثقيل. بدانته هي عنصر كوميديّ في سلسلة الأفلام، إلّا أنها تصبح ميزته وجزءًا لا يتجزّأ من شخصيّته، بالإضافة إلى أنّه يستغلّها كأداته في القتال.
الجزء الثاني (2011) من السلسلة يتمركز أكثر في حياة بو الشخصية، حيث يعيش مع والده، ذكر الإوز "السيد بينغ"، ولكن مع تطور الفيلم يكتشف أنّ عائلته البيولوجية من دببة الباندا قد خضعت لمجزرة لإعدام دببة الباندا بسبب نبوءة ضدّ الأمير الطاؤوس، تقول بأنّ دبّ باندا سيتغلّب عليه ويوقف حكمه الدكتاتوريّ. يكتشف بو أنّه دبّ الباندا الناجي الوحيد من تلك المجزرة بسبب جرأة والده الذي ساعد على تهريبه من قرية الباندا قبل قيام المجزرة. عندما يفهم بو أنه الأمل الوحيد للتخلص من سلطة الطاؤوس الدكتاتور، يتوجّه إلى القصر مع زملائه محاربي الكونغ فو ويحقق النبوءة بالتغلب على الطاؤوس.
الجزء الثالث والجديد (2015)، هو الأفضل من جميع النواحي في السلسلة. فهو فيلم أكثر كوميديّة، وذو تسلسل سريع ومثير أكثر. قصة الفيلم تتمحور في البداية حول محاولات بو بالحصول على درجة أعلى من الكونغ فو بواسطة الوصول إلى "التشي" أو ما يسمى بالسلام الداخلي (Inner Peace). في البداية يواجه بو صعوبة شديدة بالوصول إلى السلام الداخلي بسبب شخصيته المشاغبة والفكاهية ونشاطه المفرط. إلا أنّ عودة أحد أقوى محاربي الكونغ فو، الجاموس "كاي"، من عالم الأموات ومحاولته احتلال العالم وتدمير مجد الكونغ فو، تفرضان على بو البحث عن التشي بجهد أكبر. في هذه المرحلة يزوره دب باندا كبير ويعرف عن نفسه بأنه والده، ويحكي له أنّ المجزرة في قرية دببة الباندا لم تحدث حقاً لأنهم تمكنوا من الهروب وأقاموا قرية جديدة خفيّة يعيش فيها كلّ دببة الباندا. يكتشف بو بأنّ طريقه للوصول إلى السلام الداخليّ هي من خلال فهم نفسه، وتواصله مع نفسيته من خلال التعرف على عائلته البيولوجية، إلا أنّ السلام الداخلي لا يكتمل إلا عندما يمزج بو بين عائلته البيولوجيّة وعائلته الجديدة من زملائه ومن والده الذي ربّاه، ذكر الإوز "السيد بينغ".
سلسلة الأفلام "كونغ فو باندا" هي غاية في الابداع ومن أنجح انتاجات استديوهات "دريمووركس". بالاضافة إلى كلّ ذلك، فهي تحوي الكوميديا الطفوليّة والساتيرا اللاذعة ما يجعله فيلمًا مناسبًا بشكل تامّ لمشاهدة عائليّة يشترك فيها الأطفال والبالغون. الجزء الثالث من السلسلة يساعد الطفل على تقبّل ذاته كما هو ويوضح له أهمية العائلة من أجل الوصول إلى السلام الداخليّ مع نفسه ومع من حوله.
- التاريخ: 13/05/2016
- كلمات مفتاحية: أفلام