Image Background

اخترنا لك

99 بطلًا خارقًا يجتاحون العالم الإسلاميّ!

اخترنا لك: مسلسلات كرتونية


99 بطلًا خارقًا يجتاحون العالم الإسلاميّ!

في عام2007، ابتكر الدكتور نايف المطوع، وهو طبيب نفسانيّ كويتيّ، فكرة "التسعة وتسعون"، وهي أوّل سلسلة قصص مصوّرة (كوميكس) إسلامية لأبطال خارقين في العالم. سلسلة "التسعة وتسعون" صدرت عن دار تشكيل كومكس الكويتية ونجاحها وصل إلى البيت الأبيض خلال أقلّ من ثلاث سنوات. هدف السلسلة منذ البداية كان خلق ثقافة جديدة من الأبطال الخارقين مثل سوبرمان وباتمان، تحمل هذه المرة الثقافة الإسلاميّة، وتمثلها لكي تعطي الأطفال المسلمين أبطالاً يصبحون قدوتهم.
فكرة العنوان "تسعة وتسعون" تعود إلى صورة تصنيفية ومركزية في التعاليم الاسلامية، وهي أسماء الله الحسنى. لاقت السلسلة جدلاً واسعاً في المجتمع الاسلاميّ، بادّعاء أنّ السلسلة تجسد أسماء الله في صور آدميّة، إلاّ أنّ الدكتور المطوع قال إنّ الأبطال لديهم صفات ومزايا تميزهم وهم لا يحملون أسماء الله الحسنى. وحتى بداية 2016، أنتجت السلسلة 37 بطلاً وبطلة، لم يصلوا للآن حتى "التسعة وتسعون".
في خلفية السلسلة تتجسد المصادر الفكرية للعصور الذهبية الاسلامية:
"نحن الآن في عام 1258. حالة من الذعر تسود بغداد: القائد المغولي هولاكو، حفيد جنكيز خان الرهيب، يحاصر بقواته العاصمة العباسية. خطة هولاكو تعني التدمير. هدفه الأساسي المكتبة الكبيرة، دار الحكمة الشهيرة. يريد ضرب بغداد في الصميم، "مركز العلم والمعرفة في العالم المتحضر"، لأنّ "المعرفة قوة"."
هكذا تبدأ السلسلة، وتعتمد على قصة سقوط بغداد بيد المغول. هولاكو يحتل بغداد ويدمرها، يقتحم المكتبة، ويلقي آلاف الكتب في نهر دجلة. لكن العلماء المسلمين لا يستسلمون بل يجدون طريقة للحفاظ على كنز المعرفة الذي ألقي في النهر. يقوم علماء المسلمين بغمر 99 حجرًا من الأحجار الكريمة المحنطة في النهر الأسود الممتلئ بالحبر، وتمتصّ الأحجار جميع المعرفة المحلولة في الماء. هكذا يتم إنتاج حجارة من نور مشبعة بحكمة وعلوم الحضارة الإسلامية. تنتقل الأحجار إلى الأندلس، ولكن سرعان ما تندثر حول العالم بعد سقوط الأندلس. وهنا، تأتي القفزة الزمنية نحو القرن الحادي والعشرين، فيها نتعرّف على الأبطال الذين يمثلون قوى الخير. وكما هو في نصوص الخارقين المصورة الأخرى، ثمّة صراع واضح وحادّ بين الخير والشر. لكلّ بطل من الـ99 بطلًا حجر من نور يحوي فيه المعرفة التي امتصّها من نهر دجلة. وبما أنّ المعرفة هي القوة بحسب السلسلة، فإنّ هذا الحجر يعطي البطل قوة خارقة معينة ويمنحه ميزة من الميزات الـ99.
من بين الأبطال المركزيين في السلسلة، "جبّار"، البطل الخارق السعوديّ الأول، طيب القلب وذو عضلات مشدودة. "باطنة"، هي البطلة اليمنية، التي تختبئ وراء النقاب وتمتاز بقدرتها على التخفي والتكيف مع البيئة، أمّا "نورا"، البطلة الإماراتية، فهي ترتدي الحجاب وتسيطر بيديها على كرات نور ونار. "باري" هو البطل من جنوب أفريقيا القادر على علاج الجراح؛ "مجيبة"، البطلة الماليزية، تستطيع الوصول إلى الفطنة والمعرفة البشرية وتستخرج منها المعلومات.
بدأت السلسلة كمجموعة قصص مصوّرة، ولكنها سرعان ما تحوّلت إلى مسلسل كارتونيّ عمل على إنتاجه كبار فناني الكرتون في العالم، وجرى عرضه في التلفزيون الأمريكيّ والعربيّ. في سنة 2010، صدرت مجموعة من الكوميكس دمجت بين شخصيات DC Comics وشخصيات "التسعة وتسعون"، فيها التقى سوبرمان وباتمان ووندروومان بأبطال "التسعة وتسعون" لدحر قوى الشر تحت عنوان JLA/The 99.
عند عرض المسلسل الكرتوني، اشتهرت السلسلة أكثر فبدأ النقد والاحتجاج عليها يشتدّ من جميع الأطراف. في العالم الإسلاميّ دعوا لتحريمها، مُدّعين أنها تجسّد الذات الإلهيّة، ومن العالم الغربي احتجوا على أنها تبشّر بالاسلام. ورغم هذا النقد، ما زال المسلسل يعرض في قنوات كثيرة للأطفال، وحلقاته جميعها متوفرة على شبكة You Tube بالعربية وبالإنجليزية.
سر نجاح السلسلة يكمن بالتعطش الكبير في المجتمعيْن العربي والإسلامي لأبطال خارقين يتكلمون العربية، ليس فقط كلغة بل وكثقافة أيضًا. على هذه الحاجة لا يجيب إلا "التسعة وتسعون" حتى الآن.

عند عرض المسلسل الكرتوني، بدأ النقد والاحتجاج عليه يشتد من جميع الأطراف، من العالم الاسلامي ومن العالم الغربي
مجموعة قصصية فيها التقى سوبرمان، باتمان ووندروومان مع أبطال "التسعة وتسعون" لدحر قوى الشر