اخترنا لك

في عام 1992، قدّمت استديوهات مارفل سلسلة رسوم متحركة سرعان ما تركت بصمة لا تُمحى على عالم الأبطال الخارقين، هي سلسلة إكس-من X-Men. لمدة خمسة مواسم (1992-1997)، انبهر المشاهدون بمغامرات بروفيسور تشارلز كزافيير وفريقه من المتحولين (Mutants) أثناء نضالهم وقتالهم ضد العنصرية والاستبداد في عالم ظالم لا يتقبّل المختلف. واليوم، في عام 2024، استجابت Marvel لدعوات المُعجبين في جميع أنحاء العالم بإصدار سلسلة استمرارية للرسوم المتحركة، هي X-Men 97.
نتجت عن إعلان سلسلة X-Men 97 موجات من الفرح والسعادة عبر مجتمعات المعجبين. هذا الأسبوع صدرت أول حلقتين من المسلسل وسرعان ما أصبحت ظاهرة عالمية حصلت على تقييم 100% على موقع الطماطم الفاسدة (Rotten Tomatoes). تبدأ السلسلة الجديدة بسلاسة تامة بالضبط من حيث توقف الموسم الخامس، ما أعاد المشاهدين مرة أخرى إلى قلب الحدث. في نهاية الموسم الخامس عام 1997، كانت صحّة بروفيسور كزافيير تتدهور، ما أجبره على طلب العلاج على كوكب آخر، تاركًا مجموعة الإكس-من تحت إشراف صديق طفولته وخصم بلوغه، ماغنيتو. يمهد هذا السياق المُعقّد الطريق لاستمرار الملحمة بين قوى الخير والشر، حيث تتصاعد التوترات داخل الفريق وتظهر تحديات جديدة.

ما يجعل X-Men 97 استثنائيًا حقًا هو قدرته على التقاط جوهر السلسلة الأصلية مع إمدادها بالطاقة الجديدة والابتكار. تثير الرسوم المتحركة، التي تذكرنا بسابقتها، موجة من الحنين إلى الماضي، وتنقل المشاهدين إلى الوقت الذي كان فيه المتحولون وعالمهم يحكمون موجات الأثير عبر شاشات التلفاز. حتى التسويق للسلسلة اعتمد عوامل كثيرة تميّز عصر التسعينات من شرائط الفيديو وحتى الملصقات الكبيرة التي كانت تملأ غرف الأطفال والمراهقين. ومع ذلك، هناك تحسن ملحوظ في جودة الرسوم المتحركة، ما يعزز التجربة البصرية لكل من المعجبين القدامى والوافدين الجدد على حد سواء.

ولكن ربما يكمن التحسين الأكثر أهمية في تصوير قوى المتحولين وتوظيفها في الصراع. في مشهد مميز من الحلقات الأولية، يتعاون المتحوّل غامبيت مع وولفرين (أكثر المتحوّلين شعبية) في عرض مذهل للعمل الجماعي والاستراتيجية. بينما يركب غامبيت على ظهر وولفرين، ويشحن سكاكينه بالطاقة المتفجرة، يوجه الثنائي ضربة مذهلة إلى الحارس الشاهق. هذا المستوى من الإبداع والتآزر بين الشخصيات يرتقي بالإثارة إلى آفاق جديدة، ويترك المعجبين على رؤوس أقدامهم متلهّفين لهذه التجديدات.

تجديد آخر من هذا النوع نراه في مشهد لقائد المجموعة، سايكلوبس، عندما يقفز من الطائرة بقفزة رهيبة من غير مظلّة، ليخفف سقوطه أرضًا بواسطة طاقة الليزر التي يطلقها من عينيه. تم وصف هذا المشهد بأنه أحد أفضل مشاهد هبوط الأبطال الخارقين في تاريخ مارفل، على يد مئات من المعجبين.

علاوة على ذلك، يتعمق X-Men 97 بشكل أعمق في شبكة العلاقات المعقدة التي تحدد الفريق. من التوترات الرومانسية المتصاعدة إلى المنافسات الطويلة الأمد، تضيف ديناميكيات العلاقات الشخصية طبقات من العمق إلى السرد، ما يضمن وجود قدر كبير من الدراما خارج ساحة المعركة كما هو الحال في ساحة المعركة. ورغم ذلك، لا تقلل الدراما الشخصية من الدراما المجتمعية، إذ لطالما كانت المعركة المجازية ضد العنصرية والتمييز أمرًا أساسيًا في روح قصص الإكس-من. منذ بدايتها، كانت السلسلة بمثابة قصة رمزية قوية للفئات المهمشة والمنبوذة التي تناضل من أجل المساواة في مواجهة التحيّز المجتمعي والعنصرية. في عالم X-Men 97، يأخذ هذا الصراع أبعادًا جديدة حيث تصبح المحكمة الدولية ساحة معركة هامّة في النضال من أجل حقوق المُتحوّلين. قرار المحكمة له وزن هائل، إذ أنّه يحدد القيود المفروضة على المُتحولين مقارنة بمن ليس لديهم قوى خارقة - العامّة. هذا الاستكشاف الموضوعي متجذر بعمق في تاريخ المسلسل، كما رأينا في النهاية المؤثرة للموسم الخامس عندما وقف بروفيسور كزافيير أمام المحكمة للدفاع عن حقوق المتحوّلين وتم إطلاق النار عليه. في صدى مرعب للماضي، تشهد الحلقة الثانية من الموسم الجديد تصوير خصمه ماغنيتو يواجه المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قاعة المحكمة ذاتها، ويتعرض للهجوم كذلك. ولا يمكن المبالغة في أهمية استخدام المحكمة كساحة للعدالة ومكافحة العنصرية، لأنها تعكس صراعات العالم الحقيقي وتؤكد أهمية المؤسسات القانونية في تشكيل الأعراف والقيم المجتمعية.

مع استمرار X-Men 97 في رحلتها، هناك شيء واحد واضح تمامًا: لقد عاد المُتحولون، وهم أكثر إثارة من أي وقت مضى. بفضل مزيجها المثالي من الحنين إلى الماضي والابتكار والإثارة التي تنبض بالحياة والنضال، تعد هذه السلسلة من المشاهد التي يجب على كافة المُعجبين القدامى والجدد متابعتها. استعدوا أيها الرفاق المُتحولون، لأن المغامرة قد بدأت للتو، ومارفل تُعد لنا رحلة جديدة من النضال الاجتماعي.