Image Background

اخترنا لك

سونيك القنفذ: فيلم لكل العائلة من بطولة جيم كاري

اخترنا لك: أفلام


سونيك القنفذ: فيلم لكل العائلة من بطولة جيم كاري
لؤي وتد

في عام 1991 صدرت لعبة سونيك الأولى، وعرّفتنا إلى شخصية القنفذ الأزرق السريع الذي يجري بسرعة تتحدّى سرعة البرق، أو كما يرمز اسمه بالانجليزية supersonic أي أسرع من سرعة الصوت. يواجه سونيك في اللعبة العالِم المجنون د. روبوتنيك إيغمان (رجل البيض)، الذي يسعى لتدمير عالم سونيك وتحويل جميع سكانه إلى روبوتات. هذه اللعبة البسيطة والسريعة من عالم سيغا للألعاب، مكّنت من تحطيم أرقام قياسيّة عديدة في عالم ألعاب الفيديو في بداياته، ما جعل سونيك القنفذ أحد أبرز شخصيات سيغا، وأدى لانتاج العشرات من الألعاب الأخرى التي تحمل اسمه ورموزه. في أعقاب نجاح سلسلة الألعاب على مدار الثلاثين عامًا الأخيرة، صدرت كذلك سلسلة مسلسلات تحكي قصة سونيك ود. روبوتنيك، بالإضافة إلى سلسلة مجلات كوميكس، وحتى فيلمي كرتون في نهاية القرن العشرين.

قصة الفيلم

واليوم، صدر فيلم "سونيك القنفذ" الجديد، الذي يحاول هوالآخر أن يروي لنا قصة سونيك من البداية، ويجيب عن السؤال: كيف وصل سونيك إلى عالم البشر، وهل سيتمكّن من البقاء فيه؟
عمليًا يحكي الفيلم قصة سونيك القنفذ الفريد من نوعه، الذي يتربى عند بومة ذكية تخبره بأنّ قوته المميزة هي كالمغناطيس للمشاكل وللملاحقات من طرف الأشرار، وتعطيه صرة خواتم ذهبية تمكّنه من الانتقال بين العوالم، كلما اكتشف أحدٌ قوته وبدأ بمطاردته. هكذا يهرب سونيك من عالم إلى الآخر، حتى يصل كوكب الأرض. وطبعًا، بما أنّ الفيلم أمريكيّ، يجد سونيك نفسه في منطقة مونتانا، في أحراج بجانب قرية التلال الخضراء (Green Hills)، وهي كذلك اسم المرحلة الأولى في اللعبة الأصلية (Green Hill Zone). في البداية يعيش سونيك وحده في الأحراج ويستغل سرعته الخارقة ليهرب من أعين سكان القرية. الفيلم يحكي قصة سونيك الفتى، أي أنه قنفذ في جيل المراهقة (نسبة للمفاهيم البشرية)، وطبيعة حياته المنفصلة عن المجتمع تؤدّي لشعوره الشديد بالوحدة. في مرحلة معينة يتغلب عليه اليأس الناتج عن الوحدة فيصدر طلقة كهرباء شديدة تخلخل شبكة الكهرباء، ما يؤدّي بالسلطات للتحقيق في الأمر. وسرعان ما تجنّد السلطات الأمريكية أكبر علمائها ليتحقق من الأمر. ومن هو أكبر العلماء؟ بالضبط: د. روبوتنيك! ويقوم بدوره ممثل الجنون الرسمي في التسعينات، الفنان جيم كاري!

وهكذا يبدأ الفيلم ليحكي قصة مطاردة طويلة بين د. روبوتنيك وسونيك الذي يريد أن يستغلّ آخر يوم له في الكرة الأرضيّة ليخوض التجارب التي لم يخضها بعد. يشارك سونيك في محاولات الهروب جميع سكان قرية التلال الخضراء، وهكذا تستمرّ المطاردة حتى آخر لحظات الفيلم.

مميزات الفيلم

قد يذكر البعض أنّ الفيلم كان من المفروض أن يصدر في العام الماضي، إلا أنّ إصدار أول تشويقة له، ولّد ضجة كبيرة في الشبكة من المعجبين والمتابعين، الذين لم يحبوا تصوير سونيك كشخصية حقيقية، بعيدًا جدًا عن الشخصية الكرتونية التي اعتادوا عليها. وهكذا، تراجع المنتجون عن اصدار الفيلم وأعادوا النظر في تصميم الشخصية، وتمكّنوا بالفعل من تصميم شخصية جديدة، تعجب المتابعين أكثر (في الصورة المرفقة: في اليمين سونيك بعد التعديل، في اليسار تصميم سونيك الأول).

هذا التعديل كان سابقة سينمائية لا مثيل لها في عالم السينما (ربما فقط في تعديل سلاحف النينجا بين الفيلم والآخر)، ما يدلّ على احترام المنتجين لجمهور متابعيهم واستعدادهم لبذل جهد واستثمار ماديّ لتغيير تصميم الشخصية. قوبل هذا الاحترام طبعًا باحترام من جميع المتابعين في دور العرض، حيث اختار جزء منهم حضور الفيلم مرتين أو ثلاثًا، من أجل دعم ايرادات الفيلم والتعبير عن شكرهم للمُنتجين.
بالإضافة، يقوم جيم كاري في دور د. روبوتنيك، بأحد أبرز وأروع أدواره الأخيرة، ويذكرنا لماذا كان يعتبره الجميع فنان الجنون الرسميّ. فالكثير من تصرفاته تذكّرنا بتصرفاته في فيلم القناع (The Mask 1994) وسلسلة أفلام أيس فانتورا (Ace Ventura: Pet Detective). الكوميديا في دور د. روبوتنيك لا تتمثل فقط بتصرفاته، انما كذلك في تسخيف التكنولوجيا التي يستغلها ويسيطر عليها، ما يحوّل شخصيته إلى رمزية لنقد التطوّر التكنولوجي والعلمي في العقود الأخيرة.

أمر آخر ورد في الفيلم، هو محاكاته المباشرة لأفلام الأبطال الخارقين، التي ذكرت في رمزية بالبداية من خلال اقتباسات، وثم بعد التقدم في الفيلم تمّ التطرق إليها بشكل صريح. مثلًا في البداية تقول البومة لسونيك "لا تتوقف عن الركض/الهروب يا سونيك" (Don`t stop running, Sonic)، وفيها محاكاة مباشرة للجملة المركزية في سلسلة قصص فلاش (Flash)، "اركض يا بيري، اركض" "Run, Barry, Run". وفي مرحلة أخرى يشاركنا سونيك بأنه يعشق سلسلة الكوميكس حول شخصية فلاش – فهو عمليًا المقابل المركزي له في عالم البشر. في اقتباس آخر يقول سونيك ""With Great Power Comes Great Power-Hungry Bad Guys، وهي اقتباس صريح لبداية أشهر جملة في عالم الكوميكس من سلسلة سبايدرمان "With great power comes great responsibility".

التحفّظ الوحيد الذي كان لديّ عند مشاهدة الفيلم هو أنّ القسم الأول الذي يحكي قصة تربيته عند البومة، غير ضروري بشكل نهائي، ويمكن التنازل عنه، أو عرضه بطريقة مناسبة أكثر للفيلم. أما بصورته الحالية فهو مفصول عن طبيعة الفيلم ويبدو كجزء آخر، وربما كان هذا الهدف، بما انه يحكي عن عالم آخر. بالرغم من هذا فأظنه كان اضافة غير موفقة للفيلم.

باختصار

الفيلم هو بلا شك أحد أفضل أفلام الألعاب التي صدرت في السنوات الأخيرة (مثل واركرافت، المحقق بيكاتشو، بيكسيلز وغيرها). نجاح الفيلم في دور العرض (وأحد المقاطع في نهايته)، يعدنا بعودته في جزء ثانٍ.
الفيلم مناسب لأجيال 7 سنوات وما فوق، وهو من أجمل أفلام العائلة الموجودة في السينما – وأنصح الجميع بمشاهدته.

فيلم سونيك الجديد هو إكسير سعادة يدمج بين الحنين إلى التسعينات والتوجه السينمائي الحديث لتأنيس الكرتون.
جيم كاري في أحد أروع أدواره منذ التسعينات
  • التاريخ: 27/02/2020
  • كلمات مفتاحية: أفلام