اخترنا لك
سيارات 3: الشباب يهزمون البالغين!
اخترنا لك: أفلام
تواكب استديوهات بيكسار التقدّم التكنولوجي بصورة رائعة جداً في فيلمها الجديد "سيارات 3". في الجزء الثالث من السلسلة يواصل لايتنينغ ماكويين (بصوت الممثل أوين ويلسون) -سيارة السباق الحمراء الشهيرة- مسيرته نحو مضمار السباق ونحو الدرجة الأولى، إلّا أنّ عدوّه اللدود في هذا الفيلم لم يعد قضية الشهرة والكبرياء كما كان في الجزء الأول والثاني، بل التقدم التكنولوجي والتقدم في الجيل.
في هذا الفيلم يتسابق ماكوين مع سيارات متقدمة تكنولوجيًا أكثر منه، ولهذا أصبحت أسرع مما كان يعرفه ويسابقه في السابق. بالرغم من هذا كله، تجد استديوهات بيكسار الحل المثالي للتقدم بالجيل ولتنافس الشباب مع البالغين. يبدأ الفيلم بسباق ماكوين مع سيارات سريعة ومتقدمة أكثر منه، فتتغلب عليه السيارة الجديدة جاكسون ستورم "عاصفة" (بصوت أرمي هامر) وتسبقه. لم يعد ماكوين أفضل سيارة في المضمار.
ماكوين وستورم
يحاول ماكوين طيلة الفيلم التغلب على ستورم من خلال التدريب ويؤمن بأنه يمكنه أن ينتصر على السرعة الكبيرة بتجربته وبقدرته على المناورة في السباق. تنضم لتدريباته مدربة سيارات صفراء جديدة باسم كروز راميرز (بصوت الممثلة كريستيلا ألونزو)، لكن ماكوين يكتشف أن خبرته في السباق تزيد عن خبرة راميرز، فيجد نفسه هو من يدربها ويعلمها المناورة من تجربته الطويلة في مضمار السباق بدلاً من العكس.
في بداية مسيرة تدريبات ماكوين ينطلق برفقة راميرز إلى البلد التي ترعرع فيها مدربه القدير دوك هادسون في الجزء الأول، الذي كان بنفسه سيارة سباق أسطورية خرجت من عالم سباق السيارات بسبب تقدم جيلها وانضمام سيارات متطورة أكثر، كما كان ماكوين في بداية طريقه. في الفيلم نكتشف أن دوك هادسون قد مات، ولكن مدربه ما زال حياً، وعندما يجده ماكوين ويحاول التعلم منه، يجد أن المناورة لا تكفي للانتصار على المنافسين، وأن طريقه في مضمار السيارات قد اقتربت للنهاية.
في سباقه النهائي ضد جاكسون ستورم، يسلّم ماكوين بتقدم جيله وبعدم قدرته على الانتصار على سرعة السيارات الجديدة فيقرر استبدال نفسه في السباق بالسيارة الصفراء، كروز رميرز. رميرز تنتصر على جاكسون ستورم، وتثبت أن المناورة بالاضافة للسرعة هي سلاح أقوى بكثير من السرعة وحدها.
في خلفية الفيلم نجد نقاشًا مستمرًّا حول قضية اكتساب الراعي الرسمي لسيارات السباق، كما كان في الفيلم الأول؛ فشركة رعاية السيارات راستيز قد باعت جميع أسهمها لمدير جديد ترعرع على قصة بطولة ماكوين الأسطوري. بالرغم من هذا كله، يجد ماكوين أنّ الطرف المادي والنجاح الاقتصاديّ ما يزالان يعتمدان على البحث عن السيارة الأسرع التي تكسب السباقات، ولا يعتمدان على احترام الماضي العريق لأيّ سيارة سباق، مهما كان تاريخها راقيًا وعريقًا.
ماكوين ورميرز
يعرض الفيلم، كذلك، قضية الجندر والنسوية بطريقة ذكية جداً، بالذات أنّ سلسلة أفلام السيارات أخذت صورة سلسلة للفتيان الذكور، ويعرض سيارة أنثى، تتمكن من تعلم أسس سباق السيارات وحتى الانتصار فيه. كما في واقعنا، كذلك في الفيلم، تلاقي رميرز استهتارًا بقدرتها على سباق سيارات على أساس أنه مجال للذكور، فتسمع كثيرًا عن عدم وجود المؤهلات الكافية للنساء في هذا المجال، ولكن مدربها ماكوين يبرهن لها عكس ذلك ويثق بقدرتها على الانتصار- بالذات لأنها قنوعة ومؤمنة بنفسها وليس لأنها أنثى. التحفظ الوحيد قد يكون هو أنها كانت بحاجة لذكر ليرشدها إلى هذا، ولكن يجب ألّا ننسى أن ماكوين كان منذ البداية البطل الأساسي للسلسلة، فكانت هذه القضية لا بدّ منها لإكمال مبنى الفيلم وسيرورته.
يوفر هذا الفيلم، وبشكل رائع جداً، حلًا لقضية التقدم التكنولوجي للبالغين ويقترح عليهم بدلاً من تحدّي الشباب فقط لأنّ تجربتهم أكبر، أن يدعموا الشباب والجيل الجديد ويساعدوهم لينتصروا ويتغلبوا على منافسيهم، وهكذا يصبح ماكوين بنفسه مدرباً لسيارات السباق السريعة التي لا يمكنه أن ينتصر عليها بالسرعة. ربما في الفيلم عرض استسلام معيّن للبالغين أمام الشباب، ولكنه يعطيهم أملاً بأن يصبحوا هم بأنفسهم مدربين ومرشدين للشباب ليقدموا لهم من خبراتهم. في نظرة سريعة على ثلاثية أفلام "سيارات"، نجد أنّ لايتنينغ ماكوين يتعلم في البداية الثقة بالآخرين والتقليل من غروره، ثم في الفيلم الثاني تزداد ثقته بأصدقائه، وفي الجزء الأخير يتعلّم أنّ القناعة كنز لا يفنى، وأنّ تقدم الشباب على البالغين ليس بالضرورة انتصارًا للشباب على البالغين، بل هو فرصة لدعمهم ومساعدتهم- فهم جيل المستقبل.
باختصار يمكننا أن نقول إنّ فيلم "سيارات 3 " فيلم للكبار الذين يأخذون أنفسهم بجدية أكثر من المفروض ولا يثقون بالجيل الجديد، ليبرهن لهم أنّ دورهم لم ينتهِ بعد، وهذا لا يعني أنهم هُزموا على يد جيل الشباب، بل هي سنة الحياة وفريضة تقدم الوقت والتكنولوجيا.
- التاريخ: 05/08/2017
- كلمات مفتاحية: أفلام