اخترنا لك
عدنان وطبق رمضان: روح رمضانية تخيّم في الرسومات
اخترنا لك: كتب
"عدنان وطبق رمضان"، نص هيا صالح ورسومات علي الزيني
لدي ميول وحب خاص جدا لرسومات علي الزيني - كلما رأيت اسمه على كتاب، اقتنيته مباشرة لأني أعرف انه مهما كانت جودة النص - فعلى الأقل الرسومات رائعة ومليئة بالحب والمهنية (في هذا الكتاب نجد الحب والمهنية في الرسومات والنص). رسومات هذا الكتاب لا تختلف عن روعة الزيني بل تمثلها بأروع الصور، وكم فرحت عندما وجدت صفحات تخلو من الكلمات وكل شيء فيها يحكي قصة للأطفال مباشرة. في هذا الكتاب يبدع علي الزيني برسم جو رمضان وكأنه يرسم صورة تشمل كافة البلاد العربية؛ ففيها روح مصر واضحة وروح الأردن في كل زاوية وفيها رمزيات لطيفة للبنان وفي كل أنحائها فلسطين.
يقرر صديقنا، البطل، عدنان أن يصوم رمضان، وفي أول يوم على صيامه يشعر بالعطش والجوع الشديديْن، ويتمنى أن تطهو له ماما طبخته المفضلة، الملوخية، ولكن للأسف ما طبخته ماما هو بامية– أكلة لا يحبها عدنان. يمر اليوم بساعات مستمرة من الانتظار، وعندما تقترب ساعة الافطار، ترسل ماما عدنانَ لأخذ طبق من البامية إلى الجارة، والجارة تعطيه طبقًا للجارة الثانية، والثانية للثالثة، وحتى الجارة الأخيرة، التي تعطيه طبقًا مغطى ليأخذه لوالدته. وطبعًا، من المهم أن نتذكّر حارس العمارة، حيث ترسل له والدة عدنان مجموعة أطباق أيضًا. يعود عدنان إلى المنزل بعد رحلة طويلة من توزيع الأطباق بين الجيران، ويصل في ساعة الآذان – عندها يكتشف أن الطبق المغطى كان طبق ملوخية.
هذا الكتاب الرائع يشمل الكثير من العطاء والروعة والخير والتراحم الذي يميّز شهر رمضان في صورته التقليدية، ويضم الكثير من القيم الراقية للأطفال والحقيقية. إحدى أبرز هذه القيم التي لفتت انتباهي مباشرةً هو أنّ إحدى الجارات كانت أم جورج، التي ترمز باسمها وبالصليب المعلق في عنقها للعلاقة الحسنة والمجاورة المحترمة والأخوية التي تضفي روح التراحم التي تملأ العمارة والكتاب.
فكرة الكتاب بسيطة جدًا ولكنها جميلة وذكية، كونها تعرض شهر رمضان بالخلفية ولا تتعامل معه بشكل تلقيني يأتي لتدريس الأطفال وتعليمهم التعاليم الدينية بجفاف، بل بروح دعابة ومتعة تملآن الطفل بحبٍّ واحترام. ومجدّدًا أذكر الرسومات الرائعة في الكتاب، التي تعبّر عن كافة القيم الظاهرة في الكتاب بأروع صورة ومهنية. الكتاب صادر عن دار الياسمين، وهو مناسب لأجيال 4 سنوات وما فوق، وللتعريف بوضوح على تقاليد وعادات الشهر الفضيل.
ملاحظة: تحفظ صغير لديّ لا بدّ من ذكره، وهو أن الكتاب يعرض صورة جندرية نمطية جدًا للبيئة العربيّة: ففي كل المنازل الأمهات هنّ المسؤولات عن الطبخ والمطبخ، والآباء هم المسؤولون عن السياقة والمشتريات وقراءة الجريدة. أعلم أنّ هذا هو واقع معظم البيوت، ولكن في كتاب للأطفال يسعى لعرض واقع مثالي من التآخي والعطاء، ربما كان هناك مكان لعائلة فيها تختلف الأمور.
- التاريخ: 15/04/2021
- كلمات مفتاحية: كتب