حب حب حب.. ملان حب هاد الكتاب!!!
من أروع الكتب اللي صادفتها بالسنة الأخيرة. الشراكة بين بارنت وكلازن ملحمية، وتنتج كنوز!
تحكي القصة عن طفلة باسم أنابل، التي تجد صندوق من خيوط صوف الغزل الملونة. تبدأ أنابل بحيك السترات لكل أهالي قريتها ذات المناخ الثلجي البارد. سرعان ما تنتقل أنابل إلى غزل سترات للأشجار والمباني والسيارات. خيوط الصوف لا تنتهي أبداً، وأنابل تستمر بحيك السترات الملونة. في يوم من الأيام، يعرض الأرشيدوق (لقب نمساوي رفيع) شراء صندوق خيطان صوف الغزل من أنابل بعشرة ملايين دولار، لكن أنابل ترفض بيعه. في الليل، يسرق الأرشيدوق صندوق الغزل ويهرب. مؤخراً، عندما يفتح الأرشيدوق الصندوق، يجده فارغًا من الصوف.
هذه القصة البسيطة جداً تحمل كم هائل من الرسائل التربوية والحياتية. عالم الأطفال مبني على الخيال والسحر، وكل ما يحيط بهم يشجّع تطوير هذا الخيال. في أدب الأطفال وسينما الأطفال، هناك الكثير من المخلوقات الغريبة والسيارات الطائرة والحيوانات الناطقة، مما يتحدى قوانين الطبيعة ويوقظ خيال الطفل. بابا نويل يبقى حقيقة وجزء من طبيعة العالم حتى يأتي أحد ما ويقول لهم أن "هذا خيال".
الخيال في الكتاب يتمثل في صندوق الصوف اللانهائي بالضبط كما هو خيال الأطفال، من غير حدود. حتى يأتي البالغ ويحاول مساومة الأطفال بالماديات التي أصبحت طبيعة العالم. اختيار السارق ليكون من طبقة مالكة ليس عشوائي بتاتا، كونه يمثّل الرأسمالية والطبقية في آن واحد. هذه الأمور قد تسرق من الأطفال عالم خيالهم وعنانهم.
يمكن أخذ الكتاب إلى العديد من الأماكن الأخرى، مثل قيم الكرم والعطاء، ويمكن مناقشة فكرة انتقال أنابل من الأشخاص إلى الطبيعة والجماد في عطائها وتلوينها للطبيعة الشاحبة.
الرسومات هي من ابداع كلازن الرائع، الذي قد تطرقت كثيراً لطريقة رسمه الغريبة والمثيرة في ذات الوقت. اختياره للألوان في هذا الكتاب جاء ليعبر هذه المرة عن دور الصوف في احياء الطبيعة الشاحبة من غيره. وطبعاً الكتاب حصل على جائزة كالديكوت العالمية.
أنصح كثيرًا في الكتاب، فهو مدخل رائع لنقاش موضوع الخيال والسحر وعفوية الطفولة، مقابلة عالم البالغين المكبل بالقيود المادية والطبقية. الكتاب متوفر في اللغة الانجليزية (Extra Yarn).
*أكيد صرتو تعرفوهم الاثنين: ماك بارنت من توصية مبارح # 67 - كلوي والأسد. وجون كلازن من توصيات # 15 (أريد استعادة قبعتي) و # 63 (هذه ليست قبعتي).
صدر الكتاب بالعربية عن مشروع مكتبة الفانوس، بترجمتي.
تعليقات (0)
إضافة تعليق