ملخّص الرّواية
تتناول الرّواية أهمّيّة التّعليم والنّضال والمثابرة في إحداث التّغيير في المجتمعات نحو الأفضل والأرقى. بول فلاسوف غيّر منحى حياته من سِكّير كأبيه إلى قائد هامّ يقود تغييرًا وانقلابًا حضاريًّا واجتماعيًّا وفكريًّا من خلال القراءة والتّعلّم، وكذا والدته "بيلاجي نيلوفنا" ساهمت في التّغيير عندما انتقلت إلى موقع جديد من امرأة مظلومة مهانة ومعدومة إلى امرأة متعلّمة ثمّ مناضلة مع طبقة الفلّاحين ضدّ المفسدين والإقطاعيّين من أجل الحصول على حقوقهم ونشر العدل والمساواة. كما وتعالج الرّواية أوضاع عمّال المصانع والمشكلات الّتي يواجهونها يوميًّا خلال عملهم.
هذه هي الأم المثالية الّتي تحمّلت وقاست وشقت حتّى أخرجت ابنها لطور الحياة، من تعليم ورعاية وثقافة، هي الأم المثالية الّتي حفّزت ابنها للعمل والتّعليم والقراءة والخوض في مشاكل النّاس ومساعدتهم، ومن بعدها دفعته إلى تحقيق آماله. وتعتبر الرّواية أوّل عمل روائيّ يجسّد دور المرأة في النّضال من أجل نصرة حقوق العمّال والموظّفين.
الرّواية تطرح عدّة أفكار ومضامين، على كلّ قارئ أن يتبنّاها من أجل رقيّ المجتمع ودفعه نحو الأفضل، ومنها:
- التّعليم، يشدّد الكاتب على التّعليم، حيث يرى أنّ التّعليم كالمطر يسقي البذور فتنمو وتكبر. التّعليم يربّي أجيالًا مثقّفة ومتحضّرة.
- العدالة، يحثّ الكاتبُ القرّاء بتبنّي موقف واضح وصارم مع العدالة وتحقيقها بين أفراد المجتمع. على الفرد أن يواجه الظّلم والاستبداد والقمع بجرأة وشجاعة.
- الإرادة، أحداث الرّواية تقنعنا أنّه بالإرادة والتّصميم نستطيع التّغلّب على الصّعاب ومن ثمّ تحقيق أهدافنا.
- العطاء، يرى الكاتب أنّ العطاء مبدأ سامٍ يجب أن يتحلّى به كلّ شخص. على الفرد أن يعطي ويقدّم لمجتمعه قدر الإمكان، وهكذا يكون العطاء ثمرة يستفيد منها كلّ إنسان.
أسلوب الرّواية:
- أسلوب الكاتب جميل وآسر يجعل القارئ حاضرًا معه وذلك من خلال تسلسل الأحداث والوصف الدّقيق ودرجة التّشويق الّتي تجعل القارئ كأنّه يعيش مع أبطال القصّة.
- تعمّق الكاتب في فهم الشّخصيّات وتفسير تصرّفاتها والكشف عن دوافعها النّفسية وطباعها وآمالها وأحلامها، وذلك من خلال الحوار، المناجاة وعلاقاتها مع بعضها.
- صوّر الكاتب الصّراع بين المسؤولين وطبقة العمّال بشكل هندسيّ مرتّب مع الأحداث الملائمة بصورة متسلسلة بانسياب نحو الغاية، حتّى يتمكّن القارئ من استيعابها وربطها بسلاسة في ذهنه.
- جعلت الحبكة الرواية بناءً متكاملًا على درجة عالية من القوّة والمتانة والتّماسك، وربطت الوقائع داخل إطار بنائيّ يحبك أجزاء الرّواية وعناصر السّرد بشكل مقنع.
أهمّيّة الرّواية:
تكمن أهمّيّة الرّواية في الأمور التّالية:
- عالجت الرّواية موضوعات اجتماعيةً بالغة الأهمّيّة بلغة أنيقة وأسلوب أخّاذ، منها محاربة الظّلم والفساد والقمع من أجل تحقيق العدالة والمساواة.
- تخاطب الرّواية العقل والوجدان معًا، وتتوجّه إلى القارئ لكي تعلّمه وتحثّه على تغيير مجتمعه نحو الأفضل والأرقى.
- اِستطاع الكاتب أن يجعل من روايته منبرًا للدّعوة إلى الأخلاق الحميدة والمزايا النّبيلة كالعطاء، المساعدة والصّدق.
- الرواية تكشف وتعكس المراحل الأكثر أهمّيّة في حياة الشعوب، إذ تصوّر أفكار النّاس وأحلامهم وطموحاتهم وتقاليدهم.
تعليقات (0)
إضافة تعليق