حكايا

توصية الكاتبة والعاملة الاجتماعية ملاك فروجة- أبو ريا: اقرأوا د. جيكل ومستر هايد


توصية الكاتبة والعاملة الاجتماعية ملاك فروجة- أبو ريا: اقرأوا د. جيكل ومستر هايد
كان لهذا الكتاب الأثر الكبير على حياتي وفكري فطرح أمامي التساؤلات بخصوص جزئية الأخلاق والمبادئ لدى الشخص الواحد
توصية لقراءة كتاب "د. جيكل ومستر هايد"

قضية الدكتور جيكل والسيد هايد الغريبة (Strange Case of Dr Jekyll and Mr Hyde) أو باختصار "د. جيكل ومستر هايد"، هي رواية خياليّة للأديب الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون نشرت لأول مره في لندن عام 1886. تتمحور أحداث القصة في أحياء لندن، وفي مركزها رجل بشخصية مزدوجة: الدكتور جيكل، وهو رجل محترم وباحث جسم الانسان وخفايا العلوم الطبية، يفترض أن في داخل كل شخص هناك جانب جيد وجانب سيئ. يبحث الدكتور جيكل عن دواء وعلاج لفهم الشر من ناحية طبية ومعالجته. يكتشف جيكل دواء يسمح له بقمع الجانب الجيد لشخصية الشخص بشكل مؤقت ويجرّب الدواء على نفسه.
اهتم الكثير من الباحثين والعلماء بنص ستيفنسون لحصرية أفكاره وتجديداته وبالأخص لأنه يناقش مواضيع احتد النقاش حولها في فترة نشر النص، في نهاية القرن التاسع عشر، على خلفية نصوص باحث علم النفس زيغموند فرويد ونصوص الفيلسوف فريدريك نيتشة حول هشاشة مفاهيم الخير والشر.
هذه الرواية هي بلا شك كلاسيكية هامة ومركزية في أدب الفتيان، بالرغم من أنها لم تكتب لهم في بداية الأمر.

قرأت الكتاب حين كنت بجيل 13 تقريبًا وقد أعدت قراءته مرات عديدة فيما بعد. كان لهذا الكتاب الأثر الكبير على حياتي وفكري بحيث طرح أمامي التساؤلات بخصوص جزئية الأخلاق والمبادئ لدى الشخص الواحد، الأمر الذي طرحته الكثير من الكتب، وبينها كتب الأطفال، لكن بصورة صراع بين أشخاص مختلفين مثّل كل منهم الشر بحالته المطلقة والخير بخير بحالته المطلقة والصافية.
في كتاب د. جيكل ومستر هايد ظهرت شرعية تعدد الحالات والصراع الداخلي بين الجوانب الخيّرة وتلك الشريرة للإنسان. كل ذلك تم تصويره من خلال حبكة شيقة خيالية جذبتني كفتاة بحثت عن المغامرة والتشويق. وقد يكون ما جذبني للكتاب، في حينه، إضافة للحبكة المتميزة، صورة غلافه المخيفة التي اعتبرتها في حينه جرأة كان يمكن أن يكون ثمنها تنفير القارئ من شراء الكتاب.
وقد يكون التأثير المركزي لهذا الكتاب على حياتي متعلقًا بطرح الأسئلة الأولى والأولية بخصوص تقبل الصراعات الداخلية التي نواجهها بين الجوانب المختلفة لآرائي وفكري والتصالح مع وجود الجوانب السلبية في شخصيتي، ما كان له الأثر، على ما أعتقد، في خوضي لسيرورة طويلة من التحديات بشأن تقبل المختلف وتفهم السلوكيات الإنسانية للمحيطين بي، حتى لو كان من الصعب علي قبولها والموافقة معهم عليها. ذلك على الرغم من كون الكتاب يطرح مسألة الازدواجية في السلوكيات من منظور مرضيّ متطرف في حين أن في داخل كل منا صراعًا يشبه، إلى حد ما، الصراع الذي عاشته شخصية د. جيكل.

عن علاقتي بثقافة الأطفال

أهتم كثيرًا بالكتابة كوسيلة للتعبير الذاتي وأكتب لهذا الهدف منذ سنّ صغيرة، لكن تجربتي الأولى في الكتابة للأطفال بدأت بعدما أصبحت أمًّا لمريم ووجدت نفسي أخوض تجربة التحاور مع الأطفال من منظور عاطفي أعمق وأقرب منه، قبل تجربة الأمومة. حينها بدأت أكتب عن الكثير من الحالات العاطفية التي عايشتها مع طفلتي وخرج منها إلى النور كتابي الأول للأطفال "إلى أين أذهب عندما أغضب؟" عام 2015 (مركز الكتب والمكتبات) بينما أعمل حاليًّا على إنهاء التحضير لكتابي الثاني المتوقع صدوره مطلع العام 2018.
علاقتي إذن بأدب الأطفال تتفرع بين حاجتي لكتاب جيّد يحاور نفس الطفل في الغرفة العلاجية مع الأطفال الذين عملت معهم، بين الرغبة في قضاء وقت ممتع وعيش الإثارة من خلال الكتاب كأم في علاقتي مع ابنتي وبين اهتمام شخصي بالكتابة بشكل عام وكتابة نصوص تحاكي عالم الأطفال وتجاربهم العاطفية والحسية بشكل خاص.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق