حكايا

توصية أمينة المكتبة شيرين مصاروة: اقرأوا "عصفورة النفس"


توصية أمينة المكتبة شيرين مصاروة: اقرأوا "عصفورة النفس"
متى كانت آخرُ مرّةٍ سمعتم فيها عصفورةَ أنفسِكُم؟
عصفورة النفس

قصة "عصفورة النفس" مكونة من 40 صفحة، قامت بكتابتها ميخال سنونيت سنة 1984 باللغة العبرية "ציפור הנפש"، وتُرجمت إلى لغات عدة ومنها العربية على يد فتحية خورشيد طبري. أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعا على الصعيد الدولي، وحصل على العديد من الجوائز، وفي عام 1993 فاز بالجائزة الأولى في مسابقة كتاب الأطفال العالمي التي عقدت في جنيف.
مصدر اسم الكتاب يأتي من المصطلح "عصفورة النفس"، الذي جاء من التلمود كرمز للقصبة الهوائية أو لنقطة ضعف حساسة عند الانسان، ولكن الكتاب يأخذ المصطلح إلى معناه الشفهي والحرفي، خلافاً عن المعنى التلمودي التقليدي. بحسب الكتاب، فإنّ "عصفورة النفس" هي عصفورة في نفس الانسان وتشعر بمشاعره معه. العصفورة تمثل نفس الانسان، والتي وفقا للنص، على الرغم من أنه لم يرها أحد، لا يشكك أحد في وجودها. أو وفقا لصياغة في القصة:

في داخلِ الجسم عميقاً عميقاً ، تسكنُ النفسُ َ
ما رآها أحدٌ حتّى الآن... لكنّ الكلَّ يعرفُ أنّها موجودةٌ .
ولم يحدثْ،
ولن يحدثَ أن يولَدَ إنسانٌ
بدونِ نفسٍ
لأنّ النفسَ تدخلُ جسمَنا في لحظةِ ميلادنا
ولا تترُكُنا
ولا لمرّةٍ واحدةٍ
ما دُمنا أحياءَ
كالهواءِ ، الذّي يتنفّسهُ الانسانُ
منذُ الولادة ِ ، وحتّى الموتِ

اخترت هذه القصة لأوصي بها لانها تحكي عن خبايا النفس من مشاعر بطريقة جميلة وجذابة. وتعتبر قصة علاجية من الطراز الاول، لان القصة العلاجية تعتبر نافذة على العالم الداخلي للطفل، ومن خلالها تكون الاطلالة على مخاوفه وطموحاته وهمومه وخيالاته واسئلته ومشاعره. وبعصفورة النفس تم الشرح مثلا كيف لهذه العصفورة ان تفتح جرار السعادة او جرار الحزن، تبعًا لاختياره وقراره الشخصي، ما يبث للطفل الذي يستمع لهذه القصة أنّ بوسعه فتح جرار السعادة او جرارالحزن او جرار الكره.
قصة "عصفورة النفس" هي وسيلة لفهم أنفسنا ومشاعرنا. شخصيًا، أعتبر القصة مناسبة جداً أيضًا للكبار، وأحيانا عندما اشعر بالضيق أبدأ بقراءتها فتعطيني راحة نفسية.

لذلكَ، منَ الافضلِ
وربّما في ساعاتِ اللّيلِ المتأخّرةِ،
والسّكونُ يخيّم حولَنا
أن نصغي لعصفورةِ النّفسِ التي في داخلِنا عميقاً
عميقاً داخلَ الجسمِ...

أنا وأدب الأطفال

علاقتي بأدب الاطفال والتعرف عليه والتعمق فيه ودراسة موضوع العلاج القصصي وذلك من بعد دراستي في الجامعة لمساق العلاج القصصي. اصبحت اهتم بالقصة وكيفية استخدامها لعلاج مشاكل سلوكية يمكن أن تواجه الصغير على وجه التحديد والكبير ايضا. لانه بالتماهي مع احداث وشخصيات القصة يشعر القارئ او المستمع اذا كان طفلًا بأنه ليس الوحيد بهذا العالم الذي يعاني من هذه الاشكالية. ويؤدّي هذا إلى السلامة النفسية والصحية للانسان. وهذا ما نحتاجه بحياتنا اليومية، السلامة النفسية. وهذا لا يحدث الا بالتصالح مع انفسنا وفهمه. وبالاضافة لكوني امينة مكتبة حين اقوم بفهرسة الكتب وقصص الاطفال اقوم بالاطلاع عليها. وكل شيء بعالم الطفولة يجذبني. عندي رغبة بأخذ يد كل طفل ومساعدته ليكون بامان ويشعر بسعادة.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق