حكايا

الفتاة الخارقة: أقوى الفتيات في الأدب والسينما للأطفال والفتيان


الفتاة الخارقة: أقوى الفتيات في الأدب والسينما للأطفال والفتيان
اختار لكم موقع حكايا أفضل وأبرز الشخصيات النسوية في ثقافة الأطفال والشباب في فئة أدب الأطفال، وأدب الناشئة وسينما الأطفال
أفضل بطلات أدب الأطفال

4- ماتيلدا (ماتيلدا، رولد دال، 1988)
ماتيلدا هي طفلة متمّيزة جداً وتعشق القراءة حتى قبل دخولها إلى المدرسة. تواجه ماتيلدا الكثير من العنف والمشاكل المتعددة من والديها الأميين. عندما يراها والدها تقرأ في أحد الأيام، يصرخ بوجهها ويمزق الكتاب الذي قد كانت استعارته من مكتبة القرية. عند دخولها إلى المدرسة، تتعرف ماتيلدا على مربية حنونة تأخذها إليها وتتبناها لتشجع قدراتها المميزة. تستمر الأحداث بالتصاعد حول عمل الأب ، ومديرة المدرسة وقسوتها مع الطلاب .. وهُنا تبدأ قوّة خارقة جديدة تظهر على ماتيلدا وهي قدرتها على تحريك الأشياء بعينيها!
يخلق رولد دال، أحد أهم مؤلفي أدب الأطفال في العالم، قصة رائعة ومميزة تتمحور حول شخصية طفلة قوية وذكية بشكل مميز جداً.
صدرت ترجمة ماتيلدا عن دار سمير للنشر في لبنان عام 2013.

3- بيبي (سلسلة بيبي ذات الجوارب الطويلة، أستريد ليندغرن، 1945 - 1971)
كما ذكرنا في مادة سابقة، شخصيّة بيبي هي شخصية طفلة غنية وقوية تسكن وحدها مع قردها الأليف وحصانها من دون أيّ حاجة لبالغين في حياتها. إنّها تحترم الكبار، ولكنها لا تتنازل عن حقها أبدًا، ما يسبّب لها الكثير من المتاعب في عالم يحكمه الكبار. بيبي تمثل الحرية التي يحلم فيها الأطفال والقدرة على السيطرة على العالم المحيط بهم. حرية من قوانين المجتمع والأخلاق، وحياة استقلالية من دون أيّ أمر مفروض أو ممنوع ومقبول.
كما في نصوص أخرى كثيرة لكاتبة أدب الأطفال المتميزة، تتمركز قصص ليندغرين حول فكرة تطوير تفكير الأطفال وحثّهم على اتخاذ القرارات وحدهم. ما ميّز قصص ليندغرين عن غيرها في تلك الفترة، هو تشجيعها لتمرّد الأطفال على مسلّمات المجتمع والمفهوم ضمنًا فيه. شخصيّات ليندغرين هي شخصيّات قوية ونبيلة وشجاعة، تتّخذ بيدها زمام الأمور وتواجه المصاعب بنفسها.
قامت دار المنى بترجمة بعض النصوص من السلسلة تحت اسم "جنان ذات الجوارب الطويلة".

2- أوليفيا (سلسلة كتب أوليفيا، يان فالكونر، 2000)
أوليفيا الخنزيرة، هي إحدى أقوى الشخصيات التي وردت في أدب الأطفال، حيث تتميز بقدراتها النقدية لكافة مواضيع الجدل النسوي في العالم الذكوري. فهي تسأل في بعض الكتب عن حقيقة اللون الوردي وعلاقته المشبوهة بالأميرات، وفي أخرى تتناقش الوظائف التي قد تقودها وتستلمها النساء مقارنة بالرجال، مثل الوظائف الإدارية والرئاسية، وكذلك الوظائف التكنولوجية التي تُعتبر حصرية للرجال في الكثير من المجتمعات.
حازت السلسلة على الكثير من الجوائز الهامة في عالم أدب الأطفال، مثل جائزة كالديكوت الأهم في ثقافة الأطفال العالمية. كل كتاب في السلسلة يتطرق إلى مُسلمات مختلفة في العالم التقليدي الذي يُقدس الذكورية والتفكير الأبوي. ما يُميز الكتاب جداً هو كونه يناقش أمورًا غاية في الأهمية بطريقة مُبسطة للأطفال الصغار من جيل 5 سنوات وما فوق.

1- إليزابيث (الأميرة ذات الرداء الورقي، روبرت منش، 1980)
إليزابيث هي أميرة قوية ومميزة تنطلق لانقاذ أميرها من بين أذرع التنين الشرير الذي يخطفه ويحرق القصر بأسره. مع القصر، تحترق كذلك كل ملابس الأميرة إليزابيث، فترتدي رداءً ورقياً وتنطلق برحلة الإنقاذ. بعد تمكنها من التنين العملاق، يرفضها الأمير لأنها ترتدي ثياباً غير مناسبة لمقامها كأميرة، فتقرر الأميرة تركه وشأنه، وتنتهي القصة بالأحداث المعارضة والثائرة على أدب الأطفال التقليدي، برفض الأميرة الزواج من الأمير بشكل مطلق وقاطع.
منش يحكي قصة جديدة تتحدى المفاهيم التقليدية فيها الأمير ينطلق لانقاذ الأميرة من أيدي التنين، ويحكي لنا قصة بديلة تعرض قوة الأميرة وقدرتها على الاستقلال وتدبر أمورها وحتى السيطرة والتغلب على التنين من غير استعمال العنف المألوف عند الأمراء الفرسان، بل بفطنتها وذكائها.
صدرت ترجمة "الأميرة ذات الرداء الورقي" عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله عام 2002.

أفضل بطلات أدب الناشئة والفتيان

3- بياتريس فريور (الجامحة، فيرونيكا روث، 2011-2013)
بياتريس فريور، بطلة سلسلة الجامحة، تمثّل النضال النسوي والاجتماعي بشكل كبير وواضح منذ الصفحات الأولى للسلسلة. عائلة بياتريس هي عائلة محافظة جداً، وتربي بياتريس على التقيّد بالعادات والتقاليد تقيّداً أعمى، وهي تقوم بذلك، حتى تُسنح لها أول فرصة لترك كل هذا وراءها والانتقال إلى عائلة ثانية فيها تربية مختلفة وحرية أكبر (مؤخراً طبعاً ستكتشف أن الاختلاف هو اختلاف سطحي وأن جوهر القيود الاجتماعية مزروع ومغروس في كل المجتمعات). رغم أن الانتقال بين العائلات مشروع بالقانون، ولكنه غير محبذ ومرفوض بشكل عام على المجتمع، إلّا أن بياتريس تقوم بهذا الانتقال بكل شجاعة وتترك عائلتها من أجل السعي وراء مستقبل أفضل.
هذه الأحداث تجري في أول صفحات السلسلة ولكنها رمزية للسلسلة بأكملها، فتبقى بياتريس جامحة دائماً وتميّزها يجعلها قائدة للثورة الاجتماعية ضد نظام العائلات في مجتمعها أولا، وثم ضد أكبر قيود خلقها المجتمع، هي قيود جغرافية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين. بياتريس تشكك بهذه القيود وبمنطقيتها، حتى تتمكن من تفكيك القيود كافة وتكتشف أن الواقع الذي يعيشه مجتمعها هو مجرد واقع خيالي لا غير.
شخصية بياتريس هي رمز للفتاة التي تأخذ زمام الأمور ولا تنتظر مساعدة ودعم الآخر، بياتريس تضحي بنفسها مرة تلو الأخرى من أجل كشف مصادر المناهج التقليدية ومن أجل تغيير النظام الاجتماعي نحو الأفضل.

2- كيتنيس أفردين (سلسلة مباريات الجوع، سوزان كولينز، 2008-2010)
كيتنيس أفردين تعتبر احدى أهم قيادات الثورات في ثقافة الأطفال والشباب عامة. تبدأ كيتنيس رحلة نضالها بالتضحية بنفسها لانقاذ حياة أختها الصغيرة، وتستبدلها لدخول مباريات الجوع. تلك المباريات السنوية التي تُجريها حكومة رأس المال، ولا ينجو منها سوى الفائز. كيتنيس تعود وتذكر القراء مرة تلو الأخرى أنها لم تختر هذا المنصب أو هذا الدور، إلا أنها كذلك تذكرنا بأفعالها أن كونها أنثى يجعلها أقوى المخلوقات في مباريات الجوع، فهي التي تعتني بأصدقائها وتحارب وتقاتل من أجلهم.
شخصية كيتنيس تمكّنت من الدمج المثالي بين الدور التقليدي للمرأة والرجل في المجتمع، فهي تلعب دور الأم الحنونة التي تعتني بأصدقائها وعائلتها وتوفر لهم الطعام والمأوى، وهي كذلك الأب "القوي" الذي ينطلق إلى الغابات لاصطياد الطعام ويجري وراء الغزلان ويحارب ويُقاتل من أجل توفير الأمن والاستقرار لعائلته ولأصدقائه. هذا الدمج الرائع الذي تمكنت منه كيتنيس في سلسلة مباريات الجوع جعلها شخصية تُحطم القوالب الجندرية التقليدية، وتُصبح أفضل قائدة للثورة القادمة ضد حكومة رأس المال في باقي الأجزاء.

1- هرميوني غرينجر (سلسلة هاري بوتر، ج.ك. رولينغ، 1997-2007)
لا شك أن هرميوني غرينجر هي أكثر الشخصيات المحبوبة في تاريخ ثقافة الأطفال والشباب، وكونها شخصية نسوية مستقلة وقيادية جعلها رمزاً مركزياً لتمثيل القوة النِسوية في الثقافة الحديثة. صحيح أن هرميوني ليست البطلة الرئيسة في سلسلة هاري بوتر، إلا أن كل قارئ للسلسلة يعرف جيداً أن مقولة رون ويزلي لهاري في الكتاب السابع: "لن نتمكن من تدبر أمورنا ليوم واحد من غيرها"، هي من أصدق ما قيل في سُباعية الكتب كلها.
هرميوني هي الفتاة الذكية القوية التي تتمكن من قيادة ثورة كاملة بنفسها من أجل المضطهدين (ثورة الأقزام elves في الكتاب الخامس)، هي الفتاة التي يلجأ اليها كل من يحتاج الدعم في أي موضوع كان، هي من أول من يرى الخير في الكائنات، وهي أول من ينطلق لمساعدة المُحتاج، وأول من يتجرأ على الكلام في كل المواقف، المُحرجة منها والخطرة. هرميوني هي الفتاة التي من غيرها ما كانت السلسلة ستُحقق أيًا من النجاحات التي حققتها، لأنّ هاري كان سيُقتل مرة تلو الأخرى، في كل جزء من جديد، من غير انقاذ هرميوني له.
بالاضافة إلى كل هذا، فهي الشخصية التي قدمت التضحية الأعظم في السلسلة، عندما قررت محو ذاكرة حياتها عند والديها للحفاظ عليهم من أسى فقدانها. هرميوني غرينجر هي أفضل شخصية خيالية في أدب الفتيات والفتيان حتى الآن.

أفضل بطلات سينما الأطفال

4- مريدا (أسطورة مريدا، وولت ديزني، 2012)

مريدا، البطلة الثائرة، تخرج ضد عادات وتقاليد عائلة المُلك وتعاليم أمها الملكة، وتُفضل أن تلعب دور المُقاتلة الصيادة برفقة والدها وتبعاً لتعاليمه. عند وصولها جيل الزواج، تتحدى مريدا المملكة بأكملها بالحصول على حقها وحريتها بإبطال فرض الزواج عليها، وتقف ضد ثلاثة أمراء حضروا للتنافس على يدها. تتغلب مريدا عليهم جميعاً، وترفض تعاليم المملكة بفرض الزواج عليها فقط لكونها ابنة الملكة، وسرعان ما تحتد علاقتها مع والدتها حتى تتحول الأخيرة إلى دُبة، بحاجة إلى رعاية وعناية.
مريدا تعتني بأمها وترافقها برحلة طويلة نحو ايجاد حل لابطال السحر الذي وقع عليها، حتى تجد نفسها تقف أمام أكبر وأخطر تهديد على المملكة، الدب موردو. بفطنتها وذكائها وقوتها تتمكن مريدا من التعاون مع والدتها بجسد الدب للتغلب على موردو.
مريدات تُمثّل شخصية رائعة تتحدى قوالب الأميرات وتتعداها بكلامها وبأفعالها وبتمردها عليها، حتى تحقق ما تؤمن به وتجده الصواب.

3- مولان (مولان، وولت ديزني، 1998)
مولان، البطلة الشعبية الصينية، تتجند إلى الجيش في فترة تُمنع النساء من التجند، لتنقذ والدها وتحمل شرف وكرامة عائلتها. في تدريباتها، متنكرةً لجندي شاب، تُصادم مولان جميع تعاليم الجيش الذكورية من موسيقاه وحتى تدريباته، ولكن بصرامة وقناعة تتمكن من اثبات نفسها واقناع كافة الجنود أنها الأفضل من بينهم. تتمكن مولان من انقاذ كتيبتها والتغلب على العدو، إلا أنها تُصاب أثناء الحرب، فيكشف الطبيب حقيقة كونها أنثى، ولكن قائد الكتيبة يغفر لها "ذنب" التنكّر.
في نهاية الفيلم، يقف الامبراطور أمام مولان ويشكرها على الشرف والمجد اللانهائي الذي جلبته إلى الصين وإلى عائلتها. تتمكن مولان من زعزعة أكثر المؤسسات ذكورية في الامبراطورية الصينية، بالرغم من كل الأصوات حولها التي تفرض كون النساء أقل وأضعف من الرجال. وفي النهاية يأتي مشهد لقائها بوالدها، فتبشره بأنها جلبت له هدايا من الامبراطور لتشريف اسم العائلة، ولكن والدها يجيبها بأن أكبر شرف قد يحمله، هو كونها ابنته. وكما لخّص الامبراطور الأمور: "الزهرة التي تتفتح في أحلك الظروف: هي الأكثر ندرة وجمالاً".

2- موانا (موانا، وولت ديزني، 2016)
كما ذكرنا في مادة سابقة، ما يميّز "موانا" هو كونه فيلماً يعرض امكانيات اجتماعية جديدة لحياة مشتركة بين الجنسين، ويتحدّى المفاهيم الحديثة للمساواة المصطنعة، حيث تجد موانا مكاناً لاثبات قدراتها بدعم كامل في البداية من نساء القبيلة ثم بثقة تامّة من رجالها، فيما بعد. ولا شك أن مقولة موانا بأنها ليست أميرة، بل ابنة زعيم القبيلة، تحمل أثراً كبيراً على موقع الفيلم في ثقافة الأطفال، بالذات في خلفية باقي أفلام استديوهات وولت ديزني.
موانا جاءت لتتحدى كل ما عرفناه عن الأميرات، عن تصرفاتهن وعن دورهن، ولتظهر لنا بأوضح صورة، أن بامكانها القيام بكل شيء من غير مساعدة الجنس الآخر، بل العكس تماماً، فهي من سينقذه ويساعده في ساعة الخطر. هكذا نتعرف معاً على شخصية مستقلة وقوية تتحدى العادات والتقاليد والمفهوم ضمناً في مجتمعها، وحتى أنها تشكك بتعاليم والدها، زعيم القبيلة، لمجرد أنها لم تجد فيها منطقًا. موانا تبرهن لنا في الفيلم أن بعد التعاليم التقليدية تفقد معناها وهدفها عند مرور الزمن، فهناك حاجة كبيرة للتساؤل عنها ولمحاولة مساءلتها بين الحين والآخر.

1- إلزا (ملكة الثلج، وولت ديزني، 2013)
لا شك أن الملكة إلزا هي أقوى وأشجع الشخصيات النسوية في سينما الأطفال، كفاكم بأغنيتها التي أصبحت متكررة على كل لسان – let it go (أو بصيغتها العربية – أطلقي سرّك). في الأغنية، تُلخص الملكة إلزا فلسفتها وسبب انفصالها وعودتها مؤخراً لشعبها: "لا تكشفي سر الجليد .. كونى كما شعبك يريد // تخفي الإحساس .. كى يجهلوا // قد عرفوا // أطلقى سركِ .. لن أتحمل العذاب // أطلقى سركِ .. أغلقى خلفك الأبواب // لا اخشى، كل ما سيقال // اطلقي العنان // الثلج لا يشعرني باكتئاب".
تواجه الملكة إلزا ما تواجهه النساء منذ القرون الوسطى عندما انتشر صيد الساحرات، فقد خاف الشعب من قوتها وعظمتها ودعاها بأنها ساحرة. بسبب هذه الأحداث، هربت الملكة إلزا وأطلقت عنانها بعيداً عن البشر، أطلقت سرّها وأغلقت وراءها الأبواب ونسيت كل ما قيل له وعنها.
عندما تعود الملكة إلى الشعب، تنقذهم من المكائد السياسية التي يقودها الرجال في مملكتهم باحثين عن السلطة والنفوذ، وعند كشف كل هذا، تفرض على شعبها تقبلها كما هي، فيحبها الشعب ويجدها أفضل من يحكمه، بقوتها وبتميزها.

# لا شك أنه يمكن الحديث ساعات وكتابة نصوص كثيرة عن دور وتأثير كل واحدة من هذه الشخصيات على ثقافة الأطفال، إلا أن هذه المادة جاءت فقط لعرض الشخصيات والتعريف الأولي بها.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق