علمتنا كتب الأبجدية القديمة التقليدية أنّ الألف هي أرنب "يجري يلعب يأكل جزرًا كي لا يتعب"، وأنّ الباء هي بطة "نطت نطة وقعت ضحكت منها القطة" والتاء تاج والثاء ثعلب. كتاب جديد صدر في نيويورك يأخذ فكرة تعليم الأبجدية الإنجليزية نحو توجّه جديد يهدف لتعليم الأطفال أبجدية الثقافة الفلسطينيّة: كتاب "P is for Palestine" من تأليف باحثة في دراسات الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا ومؤسّسة مشروع دكتور باشي لتدريس اللغة العربية والفارسية، الدكتورة غولبارغ باشي.
صدر الكتاب في الأسبوع الماضي وسرعان ما أحدث ضجة إعلاميّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعية، إذ ادّعى الكثير من الأهالي أنّ الكتاب مُعادٍ للسامية ويشجّع على الكراهية ضدّ اليهود. جاءت هذه الادعاءات بالأساس لأنّ الكتاب يعرض مصطلحات مثل الانتفاضة ومفتاح العودة. وقد اقترحت إحدى الأمّهات أنّ اختيار كلمة انتفاضة (Intifada) لتمثل حرف الـ I (آي) فيها إشكالية وعنفوانية، ولو كانت تسعى الكاتبة لعرض أيديولوجيا تعددية لكانت اختارت إسرائيل (Israel) لتمثّل هذا الحرف. ما زاد غضب الأهالي اليهود والاسرائيليّين هو أنّ الكاتبة روّجت لكتابها خلال ساعة القصة في مكتبة عامّة في نيويورك.
ردّت الكاتبة على هذه التعليقات بأنّ ادعاء معاداة السامية هو ادعاء سخيف وأنها لن تأخذه بجدية، وقالت لجريدة "هآرتس" إنّ كتابها جاء من مكان حبّ وليس من كراهية، وهو كتاب يحتفل بالفلسطينيين ويسعى لتمكين وتشجيع أبنائهم من دون أي سعي لتقليل شأن الأطفال الآخرين، بما يشمل الاسرائيليّين بينهم. وعن الانتفاضة قالت د. باشي إنّه صورة من صورة حياة الفلسطينيّ اليوميّة؛ فلباس الثوب الفلسطيني وحماية شجرة الزيتون من الجرافات، وطبخ أيّ طبخة فلسطينية هي صور مختلفة للانتفاضة. وأضافت الكاتبة د. باشي: "ربما أنا إيرانية الأصول، ولكنّني فلسطينية في قلبي. ولهذا اخترت أن أنشر كتابًا تربويًّا يعلّم الأطفال عن فلسطين وعن الأراضي المقدّسة، ولهذا ستجدون أنّ الكتاب يشمل أسماء مدن مثل بيت لحم والناصرة وغزة، وأسماء مأكولات فلسطينية تقليدية مثل الكنافة والبقلاوة، بالاضافة إلى الدبكة والرموز القوميّة الفلسطينيّة".
تعليقات (0)
إضافة تعليق