اخترنا لك

Horizon: Zero Dawn هي لعبة بلايستيشن صدرت عام 2017، وحازت على جوائز قيّمة وهامة في مجال ألعاب الفيديو، كما جائزة Game Critics Awards لعامي 2015 و2016. اللعبة مناسبة لأجيال 12 سنة وما فوق، وامكانيات اللعب فيها متعدّدة جدًا، وسهلة المنال والتعلّم. من أبرز مميّزات اللعبة عن غيرها، سهولة تعلّمها واكتساب مهارة اللعب فيها، برغم تعدّد امكانياتها. بالإضافة إلى هذا تتميّز بطبيعة ومناظر خلّابة تجري فيها الأحداث. أمّا أهم مميّز لها عن الألعاب الأخرى، والذي أدّى لحصولها على الكثير من الجوائز، هو القصّة الرائعة والشيّقة والأصليّة التي تحكيها.
أمر آخر أثار اهتمامي وأعجبني جدًا في اللعبة، هو امكانية اختيار لغة الحوارات التي تجري بين الشخصيات باللغة. فبالإضافة للغات المُتّبعة في معظم الألعاب، مثل الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة، يمكن للّاعب اختيار اللغة العربيّة. في لحظة بداية اللعبة باللغة العربيّة يشعر اللاعب بعلاقة شخصيّة تتبلور بينه وبين الشخصيّة كونها تحدّثه بلغته. دبلجة اللعبة شملت كذلك ترجمة لمعظم الأغراض والأماكن في اللعبة، فيتعرّف اللاعب على كلمات جديدة تكشفه لعالم جديد من اللغة العربيّة الفصحى. كلمات نستعملها في حياتنا ولا نعرفها بالعربية، تصبح جزءًا من حياة الشخصيّة ولغة اللاعب معها، مثل كلمة "مِسلاط" بدلا من focus، وهو جهاز تستعمله البطلة لرؤية العالم بطريقة مختلفة.

تحكي لعبة Horizon: Zero Dawn قصّة ما بعد كارثية (أو Post-Apocalyptic)، سيطرت فيها الروبوتات على العالم، ويعيش البشر في ثقافة بدائيّة جدًا. تراجعت البشرية إلى ثقافة وحضارة قبليّة وبدائية، تخلو إلى حدّ كبير من التكنولوجيا. أمّا في الطبيعة، خارج قرى البشر، فتعيش إلى جانب الحيوانات الصغيرة (أرانب، خنازير، جرذان وطواويس)، روبوتات ضخمة شكلها كالحيوانات الضخمة (النسور، الثيران، النمور، والديناصورات وغيرها). تجوب هذه الروبوتات البريّة وتستحوذ عليها بشكل مطلق، مهدِّدةً عالم البشر.
في هذا العالم تولد بطلة اللعبة، "ألوي"، التي تولد وتترعرع من غير أمّ عند شخص يُدعى روست. تعيش ألوي وروست بمنعزل عن القبيلة وهو بدوره يشاركها بأنهم منبوذون عن القرية ولذا يجب أن يبقوا بعيدين عنها. عندما تبلغ ألوي سنّ الرشد، تتقدم بطلب جريء للانضمام إلى أهلها في القبيلة، وتبدأ في محاولة ملحميّة للبحث عن إجابات عن العديد من الألغاز المحيطة بها. من أين تأتي الروبوتات؟ ماذا حدث للعالم القديم؟ والأهم من ذلك، من هي -أو ربما ما هي- والدتها؟

هكذا تصبح ألوي محاربة وصيادة جريئة وشجاعة، قادرة على مواجهة أعنف روبوتات الحيوانات باستخدام مجموعة من الأسلحة المتغيّرة -من القوس والسهم إلى المقلاع، وحتى أسلحة تمكّنها من صنع مصائد سلكية للروبوتات الضخمة- تنقلها مغامرتها إلى أراضٍ شاسعة ممتلئة بهياكل من الباطون لناطحات سحاب قديمة وهندسة معاصرة مليئة بالأساطير والغموض. في رحلتها تقابل ألوي سهولًا ووديانًا، إلى جانب طبيعة خلّابة من الجبال المُثلجة وحتى الصحاري القاحلة.
قصة اللعبة رائعة ومميّزة، كونها تأخذنا مئات السنوات إلى الأمام، وتظهر لنا واقعًا ممكنًا للمستقبل، تتحوّل فيه التكنولوجيا إلى كائن مُستقلّ يقدر على العيش وَحده، ويدافع عن نفسه في وجه أخطر كائن على الأرض: الإنسان. استقلالية الروبوتات والتكنولوجيا تدفع البشر للعودة للحياة البسيطة التي تعتمد على الموارد الطبيعية فقط. بالرغم من كل هذا، تتحوّل مخلّفات البشر من ناطحات سحاب ومبانٍ عملاقة إلى جزء من البيئة الطبيعيّة للعالم، وتنغمس في بقاياه.

لعبة Horizon: Zero Dawn من أروع ألعاب بليستيشن الصادرة في السنوات الأخيرة. مستوى العنف فيها، مقارنة بالكثير من الألعاب الأخرى، منخفض نسبيًا، ويتمثّل بالأساس بمهارات الصّيد والدفاع عن النفس. اللعبة شيّقة جدًا وتحكي قصة مثيرة وجديدة. في خلفية اللعبة قد نجد الكثير من الرسائل البيئيّة وفلسفة التكنولوجيا الذكيّة ونقدها. اللعبة مناسبة لأجيال 12 سنة وما فوق، وننصح فيها بشدّة كبديل نوعيّ وجيّد لألعاب العالم المفتوح المعتمد على المشاركة في صراعات عنيفة بين مجموعات مختلفة.

اللعبة من انتاج Guerrilla Games وتوزيع Sony Interactive Entertainment.

تقييم IGN
9.3 / 10
تقييم EGM
9 / 10
تقييم حكايا
10 / 10