عالم صوفي هي رواية للناشئة، كتبها المؤلف النرويجي جوستاين غاردر، أستاذ الفلسفة والتاريخ والفكر. يعرفه القارئ العربي جيداً من "عالم صوفي" ورواية أخرى كتبها للناشئة باسم "فتاة البرتقال". صدرت رواية "عالم صوفي" باللغة النرويجية عام 1991، وقد تُرجمت إلى أكثر من خمسين لغة مختلفة. الترجمة العربية كانت من نصيب المترجمة دكتور حياة الحويك عطية، وصدرت الرواية عن دار المنى الأردنية للنشر.
تعود صوفي امندسون، فتاة في سن الخامسة عشرة، إلى البيت من مدرستها كما في أيّ يوم عادي، وبشكلٍ تلقائي تفرغ صندوق البريد الذي عادةً ما يكون محشوًا بمجلات والدتها. تُفاجَأ صوفي بوجود ظرف يخصّها، ولا يحوي في داخله سوى قصاصة كُتب عليها سؤالان غامضان: "من أنتِ؟" و"من أين جاء العالم؟"، ما ينقل صوفي من حياتها المملّة والروتينية، إلى حياةٍ مليئة بالإثارة والمغامرات.
تستقبل صوفي فيما بعد مغلّفًا يحتوي مجموعة أوراق، وهي عبارة عن دروس في الفلسفة، لتصبح صوفي، بشكل غامض ومصحوب بالمغامرات، طالبة للفيلسوف "ألبرتو كنوكس"، الذي يساهم بدوره بمساعدة صوفي على اكتشاف أن الحياة أكثر إثارةً وجمالًا من الذهاب إلى المدرسة كل يوم والقيام بذات الأمور بشكل مستمر. وبمساعدة "ألبرتو" ودروس الفلسفة، تكتشف صوفي العديد من الأسرار الكونية، وفيما بعد تستنتج أنها هي ذاتها ليست سوى شخصية في قصة كتبها أب غائب لابنته "هيلد مولار كناج" ليهديها إياه في ذكرى ميلادها.
بعد اكتساب صوفي للمعرفة وانكشافها على المعجزات، تصبح مهمتها هي وأستاذها "ألبرتو" بأن تهرب من الكتاب، وأن ترفض أن تكون مجرد شخصية فيه. فهل تنجح صوفي بذلك؟ وما هي الأسرار الكونية التي تكتشفها صوفي في مغامرتها من أجل البقاء؟
كنت قد قرأت رواية "عالم صوفي" عندما كنت في سن السادسة عشرة، أي انني كنت أكبر صوفي بعام واحد.
شخصية صوفي بإمكانها أن تحادث الكثير من شخصيات الشباب في هذا العمر، فقد كنت أيضا أتّبع نظامًا روتينيًا جدا، وذلك بأن أعود من المدرسة كل يوم في نفس التوقيت، وأن اقوم بالأعمال ذاتها يوميًّا. نظامي الروتيني لم يمنحني الفرصة بأن أخوض مغامرات عدة. رواية "عالم صوفي" ساعدتني على الخوض في مغامرات فكرية لا نهائية، وبذلك لم تعد الحياة في هذا الكون مفهومة ضمنًا بالنسبة إليّ، ولم أعد أرغب بأن أكون نسخة بشرية على هذا الكوكب.
اكتسبت قِيَمًا عديدة من مغامرات صوفي وألبرتو، منها أن أفكّر لأصبح موجودة، ومنها أيضًا أن أتساءل عن الأشياء من حولي، من أجل أن أمنحها قيمةَ الوجود، ولأتذكر أنها لم توجد عبثًا، بل لسبب ما.
- “لقد كان سقراط بتظاهره عدم المعرفة ، يجبر الناس على التفكير.. كان يعرف أن يلعب دور الجاهل أو على الأقل دور من هو أكثر غباء"
- “إن مجتمعاً لا يُعلم ويشغل النساء، هو أشبه بإنسان يستخدم يده اليمنى فقط!”
- “من المستحيل أن يكون الإنسان سعيداً إذا تصرّف على عكس قناعاته”
تعليقات (0)
إضافة تعليق