مادة الباحث في الأدب الشعبي في جامعة كولومبيا وجامعة مينيسوتا، بروفيسور جاك زايبس بعنوان: ?Are fairy tales still useful to Children
تشكّل الحكايات الخرافيّة، في أحسن حالاتها، أعمقَ تعبير عن النضال الذي يخوضه الإنسان من أجل بلورة سيرورة "حضاريّة" والحفاظ عليها. هذه القصص تصف مجازًا الفرص المُتاحة أمام الإنسان للتكيّف مع البيئة، وتعكس الصراعات التي قد تنشأ عندما نخفق في بلورة أعراف حضاريّة تتماشى مع مصالح المجموعات الكبيرة الموجودة داخل المجتمع الإنسانيّ. كلّما كنّا أكثر استسلامًا للغرائز الأساسيّة -بمعناها السلبيّ- أصبحنا أكثر إجرامًا وتخريبًا؛ كلّما كنّا أكثر ارتباطًا بمجموعات أخرى من الناس وأكثر إدراكًا بأنّ بقاءهم وتحقيق مصالحهم مرتبطان ببقائنا وبمصالحنا نحن، ازداد ميلنا لوضع أعراف اجتماعيّة تضمن بناء علاقات إنسانيّة. الحكايات الخرافيّة مدهشة وخارقة للطبيعة لأنّها تُعلِمنا ما نحتاج إليه وتوقعنا في حيرة عندما تكشف لنا عمّا ينقصنا وكيف يمكننا التعويض عن هذا النقص.
الحكايات الخرافيّة توحي بالسعادة. هذا الإيحاء، والذي سمّاه إرنست بلوخ بالتنوير الاستباقيّ، هو السبب وراء جاذبيّتها الطوباويّة التي تتضمن جانبًا أخلاقيًّا بارزًا. نحن لا نعرف السعادة، ولكنّنا نشعر ونعرف غريزيًا أنّ السعادة يمكن أن تُصنع، وربّما أن تُعرّف أيضًا. تستعرض الحكايات الخرافيّة طرقًا لتحقيق السعادة، ومواجهة وحلّ صراعات أخلاقيّة متجذّرة في الجنس البشريّ. تعتمد جدوى وأثر الحكايات الخرافيّة والأشكال الأخرى من أدب الخيال على الطريقة المُبتكرة والإبداعيّة التي نلائم بها المعلومات الواردة في القصّة لمتلقّي ومُستمعي القصّة. بما أنّ بيئتنا دائمة التطوّر والتغيّر، فإنّنا نغيّر أيضًا أشكال القصص بغيّة التكيّف مع الظروف الجديدة، ونبلور غرائزَ لم تنشأ حتمًا من أجل العالم الذي خلقناه من الطبيعة. المغزى الذي تعلّمنا إياه أفضل الحكايات الخرافيّة قد يكون أنّ جميعنا غير ملائمين لهذا العالم، مع ذلك، علينا أن نلائم أنفسنا سويّةً بطريقة ما. للقصص الخرافيّة تأثير مُدهش وغير عاديّ، فيُموضع جورج جان هذا التأثير على المستوى الواعي، إذ أنّ جميع الحكايات الخرافيّة الجيّدة تعتمد البناء والتوظيف الاستيطيقيّ لعناصر أسطوريّة وعجائبيّة لتهيئتنا لمعايشة حياتنا اليوميّة. يُوظّف السِحر بشكل متضادّ، ليس بغيّة خداعِنا بل تنويرنا. على المستوى اللاواعي، يؤمن جان بأنّ أفضل الحكايات الخرافيّة تجمع بين دوافع ذاتيّة وإدراكيّة وتنويهات موضوعيّة لخلفيّة اجتماعيّة تثير فضول القرّاء وتتيح المجال لتأويلات مختلفة، وفقًا لإيديولوجيا وعقيدة كلّ فرد. يدّعي جان أخيرًا أنّ التأثير المذهل للحكايات الخرافيّة يكمن في الطريقة المذهلة التي تعتمدها هذه الحكايات لتقودنا إلى الواقع. لكن على ضوء حظر خطاب الحكايات-الخرافيّة في سيرورة "التحضير" التاريخيّة، علينا أن نميّز بحذر شديد بين الجوانب التقدّميّة والتراجعيّة لتأثير الحكايات الخرافيّة بشكل عام، بغيّة فهم الإمكانات التحريريّة لجميع بني البشر، والكامنة في الحكايات المعاصرة.
المفهوم الفرويديانيّ لـ "الخارق للطبيعة" ومفهوم "البيت" وفقًا لإرنست بلوخ قد يمكّناننا من استيعاب وفهم العناصر البنيويّة للحافز التحريريّ وراء الإسقاطات الأسطوريّة والخارقة للطبيعة في الحكايات الخرافيّة، سواء كانت كلاسيكيّة أم تجريبيّة. في مقالته عن الجوانب الخارقة للطبيعة، يشير فرويد إلى أنّ كلمة “Heimlich” تعني المألوف واللطيف، والمستتر وغير المرئيّ في آنٍ واحد، ويستنتج أنّ Heimlich هي كلمة يتطوّر معناها باتّجاه التناقض إلى أن يتّصل بالمُغاير، الخارق للطبيعة. من خلال دراسة معمّقة للحكاية الخرافيّة The Sandman لإرنست هوفمان، يدّعي فرويد أنّ الخارق للطبيعة وغير المألوف يقرّبنا من المألوف (Heimlich) لأنّه يلامس الاضطرابات العاطفيّة ويعيدنا إلى المراحل التي كُبتت في سيرورة تطوّرنا: إذا كانت نظريّة التحليل النفسيّ مُحقّة بادّعائها أنّ كلّ عاقبة ناتجة عن دافع عاطفيّ، بغضّ النظر عن نوعه، ستتحوّل إلى اضطراب إذا كُبِتت، فمِن ضمن جميع الأشياء المخيفة، لا بد أنّ هناك فئة يبدو فيها أنّ العنصر المخيف هو شيء مكبوت يتكرّر. هذه الفئة من الأشياء المخيفة قد تكون العنصر الخارق للطبيعة، ولا بدّ أنّ هناك شيئًا من اللامبالاة تجاه ما إذا كان هذا العنصر الخارق للطبيعة مخيفًا أصلًا أم أنّه ناتج عن شيء آخر. ثانيًا، إنْ كانت هذه حقًا الطبيعة الخفيّة للعنصر الخارق للطبيعة، يمكننا إذًا أن نفهم لماذا اتّسع التوظيف اللغويّ das Heimliche (البيتيّ) باتجاه عكسيّ، das Unheimliche، إذ أنّ هذا العنصر الخارق للطبيعة ليس جديدًا أو غريبًا، بل مألوف وراسخ في الوعي، ولكنّه أُبْعِد عنه فقط بسبب عمليّة الكبت. هذا التطرّق إلى عنصر الكبت يمكّننا من فهم تعريف شيلنغ للـ "خارق للطبيعة" كشيء كان يتوجّب عليه أن يبقى خفيًا ولكنّه خرج إلى النور. يصرّ فرويد على أنّه يجب توخّي أقصى درجات الحذر عند توظيف فئة "الخارق للطبيعة" لأنّه ليس كلّ ما يستدعي الرغبات وطرق التفكير القديمة ينتمي حتمًا إلى ما قبل تاريخ الفرد أو الجنس البشريّ ويمكن اعتباره خارقًا للطبيعة. في الواقع، يشير فرويد إلى أنّ الحكايات الخرافيّة تستثني الخارق للطبيعة، ففي الحكايات الخرافيّة، يُترك العالم الواقعيّ في الخلف منذ البداية، ويتم تبنّي منظومة معتقدات روحانيّة. تحقيق الأماني، القوى الخفيّة، قوّة الأفكار، إحياء الجَماد، أيّ جميع العناصر القائمة في الحكايات الخرافيّة، لا يمكنها أن تمارس تأثيرًا خارقًا للطبيعة هنا، فكما رأينا، لا يمكن للمشاعر أن توقَظ طالما لم يكن هناك صراع تحكيميّ حول ما إذا كانت الأشياء القديمة وغير القابلة للتصديق مُمكنة، رغم كلّ ذلك، وهذه المعضلة تُحذَف منذ البداية من خلال مسلّمات الحكايات الخرافيّة.
مع أنّ الخارق للطبيعة يصبح مألوفًا وعاديًا في الحكاية الخرافيّة لأنّ وجهة النظر السرديّة تتقبّله بالكامل، يبقى هناك مكان ما لنوع آخر من التجربة الخارقة للطبيعة في فرضيّات وبُنى الحكاية الخرافيّة. ذلك يعني أنّه يجب إعطاء الشرعيّة لادّعاء فرويد حول دسائس الحكاية الخرافيّة. ولكنّني لا أريد الانشغال حاليًا بهذه النقطة، وأكتفي بالقول إنّ الخارق للطبيعة يؤدّي دورًا مهمًّا في عمليّة قراءة أو سماع الحكاية الخرافيّة. من خلال توظيف وتعديل تعريف فرويد للخارق للطبيعة، سأدّعي أنّ عمليّة قراءة الحكاية الخرافيّة هي بحدّ ذاتها تجربة مُدهشة وخارقة للطبيعة، إذ يفصل القارئ نفسه عن قيود الواقع منذ البداية، ويحوّل العناصر "المكبوتة" وغير المألوفة إلى عناصر مألوفة من جديد. نوّه برونو بيتلهم إلى أنّ الحكاية الخرافيّة تبعِد الطفل عن العالم الواقعيّ وتسمح له/لها بمواجهة معضلات نفسيّة متأصّلة ومواقف مثيرة للقلق لمساعدته على تحقيق الاستقلاليّة. سواء كان هذا صحيحًا أم غير صحيح، أيّ سواء كانت الحكاية الخرافيّة قادرة على توفير الوسائل للتعامل مع اضطرابات الأنا أم لا، كما يدّعي بيتلهم، فهذا موضوع يستحقّ الدراسة. مع ذلك، عندما نبدأ بسماع أو قراءة حكاية خرافيّة، يحدث شيء من الانسلاخ أو الانفصال عن العالم المألوف، ويتخلّل ذلك شعور غريب وخارق للطبيعة، والذي قد يكون مخيفًا ومريحًا في آنٍ واحد.
إنّ النقض المُطلق للعالم الحقيقيّ يحصل لدى المؤلّف، قبل أن نبدأ بقراءة الحكاية الخرافيّة، ويدعو المؤلّف القارئ لتكرار هذه التجربة الخارقة للطبيعة. تنطوي سيرورة القراءة على إبعاد القارئ عن بيئته/ا المألوفة والتماهي مع الشخصيّة الرئيسة المفصولة عن بيئتها، للمباشرة بسيرورة البحث عن البيت الحقيقيّ. في الحكاية الخرافيّة، تحدث سيرورة البحث عن البيت على مستويَين: تحدث السيرورة الأولى في وعي القارئ، بحيث تكون نفسيّة وصعبة التأويل، لأنّ تلقّي الفرد للحكاية يختلف وفقًا لخلفيّة وتجربة القارئ، أمّا الثانية، فتحدث في الحكاية نفسها، وتدلّ على سيرورة التكيّف الاجتماعيّ واكتساب القيم بغية المشاركة في المجتمع، حيث تتمتّع الشخصيّة الرئيسة بقدر أكبر من العزم. هذا البحث الثاني عن البيت قد يكون تقدميًّا أو ارتجاعيًّا، حسب موقف الراوي من المجتمع. في كلتا السيرورتَين، يحتفظ مفهوم البيت أو Heimat، المرتبط اشتقاقيًّا بكلمتيّ Heimlich و unheimlich، بجاذبيّة تصاعديّة قصوى لدى قرّاء الحكايات الخرافيّة. ومع أنّ الموتيفات والخلفيّة الزمكانيّة الخارقة للطبيعة في الحكايات الخرافيّة تفسح المجال لتكرار التجارب الأوليّة، إلا أنّها تمضي قدمًا في الوقت نفسه، وتفسح المجال لِما يسمّيه فرويد بـ "المستقبل المحتمل الذي لم يتحقّق بعد، والذي لا نزال نريد أن نتشبّث به في خيالنا، إنّها المساعي التي بَذَلتها الأنا والتي سُحِقت بسبب ظروف قهريّة خارجيّة، وجميع أمانينا المكبوتة التي لا تزال تنمو داخلنا تحت مُسمّى حريّة الإرادة".
لا شكّ أنّ فرويد لا يغفر لنا تشبّثنا بالأوهام في الواقع. مع ذلك، يدّعي بلوخ أنّ بعض هذه الأوهام تستحقّ أن تُصقل وأن يُتّخَذ بصددها موقف دفاعيّ لأنّها تمثّل توقنا المتطرّف أو الثوريّ لإعادة بناء المجتمع حيث سنتمكّن أخيرا من إيجاد "البيت". الأحلام التي ترواح مكانها لا تبشّر بالخير. ولكن إذا انطوت الأحلام على أن نحلم قدمًا، فإنّ دوافعها تكون مختلفة ونابضة بالحياة. الصفات الباهتة والتعجيزيّة، التي تميّز التوق المجرّد والخامل، تختفي، وعندئذٍ يثبت لنا التوق ما يقدر على تحقيقه. هكذا يُوجَّه الإنسان للتكيّف مع الضغوطات التي يواجهها في هذا العالم؛ لقد تعلّم الإنسان هذا الدرس، إلا أنّ آماله وأحلامه لم تصغ لهذا الدرس. في هذا الصدد، يمكننا القول إنّ جميع بني البشر يوجّهون أنظارهم نحو المستقبل ويتجاوزون الحياة الماضية، ووفقًا لمستوى رضاهم، يؤمنون بأنّهم يستحقّون حياة أفضل (مع أنّ ذلك قد يصوَّر بشكل مُبتذل وأنانيّ)، ويعتبِرون أنّ سوء حظّهم هو حاجز، ليس لأنّ العالم هو كذلك بكلّ بساطة. بهذا، فإنّ التفكير الفردانيّ الأكثر طمعًا وجهلًا يفضّل على التكيّف والانسجام الغافل واللاهادف، إذ أنّ التفكير التوّاق قادر على تعزيز الوعي الثوريّ، وقد يدخل التاريخ دون أن يهمل في هذه السيرورة المحتوى الجيّد للأحلام.
ما يقصده بلوخ بـالمحتوى الجيد للأحلام هو الخيال والأثر اللذان تختلقهما الحكايات الخرافيّة، مع نظرة تحريريّة تتطلّع نحو المستقبل: أُناسٌ في وضعيّة سويّة يكافحون من أجل حياة مستقلّة وبيئة غير إقصائيّة تتيح المجال لتعاون ديمقراطيّ ومراعاة الآخرين. التاريخ الحقيقيّ الذي يتمتّع فيه الإنسان بحقّ تقرير المصير لا يمكن له أن يبدأ لطالما الاستغلال والاستعباد بين بني البشر باقٍ. المقاومة الحقيقيّة للظروف القاسيّة وغير العادلة في العالم تؤدّي بنا في نهاية المطاف إلى "البيت"، أو اليوطوبيا، مكان لم يعرفه أحد من قبل ولكنه يمثّل بني البشر الذين سيسكنون فيه: الميلاد الحقيقي ليس في البداية، إنّما في النهاية، ويبدأ فقط عند وصول المجتمع والكون إلى حدّ الراديكاليّة، أيّ فهم جذورهما. إلا أنّ جذر التاريخ هو الإنسان العامل والخلّاق، الذي يغيّر ويعيد بناء الظروف المُعطاة في العالم. إذا فَهِم الإنسان نفسه وأقام لنفسه حيّزًا مستقلّا ضمن الديمقراطيّة، دون الانسلاخ والابتعاد عن الآخرين، سينمو في هذا العالم شيء أبصَرَه جميع بني البشر في الطفولة: مكان وحالة لم يطأهما أحد من قبل. هذا المكان يُدعى البيت أو الموطن. على المستوى الفلسفيّ، العودة الحقيقيّة إلى البيت أو تكرار هذا الشيء الخارق للطبيعة هي خطوة نحو ما كُبتَ سابقًا ولم يتحقّق. ينطوي الأسلوب المُعتمد في معظم الحكايات الخرافيّة على إعادة تشكيل البيت فوق سطح جديد، وهذا ما يفسّر جاذبيّتها لدى الأطفال والكبار على حدّ سواء.
في مقالتين مهمّتين لبلوخ عن الحكايات الخرافيّة، وهما بعنوان”The Fairy Tale Moves on its Own in Time” و ”Better Castles in the Air in Fair and Circus, in the Fairy Tale and Popular Books”، يتطرّق الكاتب إلى الطريقة التي ينير فيها البطل والبنى الاستطيقيّة (الجماليّة) الطريق بغيّة التغلّب على الاستبداد والاضطهاد. يسلّط بلوخ الضوء على كيفيّة استخدام الشخص المُستضعف، الشخص الصغير، لعقله وحكمته ليس من أجل أن يصمد فقط، بل ليحيا حياة جيّدة أيضًا. يصرّ بلوخ على أنّ هناك سببًا جيّدًا وراء خلود الحكايات الخرافيّة التقليديّة، "بالإضافة إلى حقيقة أنّ الحكاية الخرافيّة نضرة كالتوق والحب، فإنّ الشرّ الشيطانيّ، الموجود بوفرة في الحكاية الخرافيّة، لا يزال قائمًا في الحاضر، والسعادة المصوّرة في "سالف الزمان"، وهي أكثر حضورًا في هذه الحكايات، لا تزال تؤثّر على رؤانا نحو المستقبل".
لا يقتصر اهتمام بلوخ على الجانب"الخالد" للحكايات الخرافيّة، بل يشمل أيضًا كيفيّة عصرنتها وملاءمتها لجميع الطبقات والفئات العمريّة في المجتمع. بدلا من تحقير الثقافة الشعبيّة والمضامين التي تستهوي العامّة، يسعى بلوخ لاستكشاف روايات المغامرة، الروايات الحديثة، المجلّات الهزليّة، السيرك، العروض الريفيّة وما إلى ذلك. يرفض بلوخ إصدار أحكام نوعيّة بسيطة للإشكالة الفنيّة رفيعة المستوى وهابطة المستوى، ويسعى لفهم الحافز الطوباويّ وراء إنتاج وتلقي الأعمال الفنيّة في أوساط جماهير كبيرة. يشدّد بلوخ مرّة تلو الأخرى على أنّ الحكايات الخرافيّة هي مؤشّرات للطرقات التي يجب أن نسلكها في الواقع. تكمن أهميّة "الحكايات الشعبيّة الحديثة" في أنّها تُبرِز وتخدم الحكايات الخرافيّة القديمة. يظهر نوع من التماهي مع الشجاعة والدهاء، على غرار النوع الأسبق من التنوير الذي يميّز "هانس وغريتل": تذكّروا أنّكم مولودون أحرارًا ويحقّ لكم التمتّع بالسعادة التامة، تجرّأوا على استخدام قوة المنطق، انظروا إلى الجانب الودّيّ لعواقب أفعالكم. هذه هي المسلّمات الحقيقيّة للحكايات الخرافيّة، ومن حسن حظّنا أنّها حاضرة في يومنا هذا أيضًا، وليس في الماضي فقط.
لقد وضع بلوخ وفرويد معاييرَ عامّة تساعدنا على فهم كيف يجذبنا توقنا إلى البيت، المزعج والمريح في آنٍ واحد، نحو الحكايات الخياليّة. إنّهما يثبتان ويكشفان لنا لماذا ننجذب دومًا إلى كلّ ما هو مُدهش وخارق للطبيعة.
تعليقات (0)
إضافة تعليق