هل تدعم ميلانيا ترامب العنصرية في كتب دكتور سوس؟

أرسلت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكيّة، ميلانيا ترامب، مطلع أيلول المنصرم، 10 كتب لخمسين مدرسة في الولايات المتحدة بمناسبة اليوم الوطنيّ للقراءة، الذي يصادف 6 أيلول. أرفقت السيدة ترامب لكلّ رزمة كتب رسالة للطلاب شجّعتهم فيها قائلة إنّ "مفتاح النجاح وتحقيق الأحلام يبدأ بتعلّم القراءة".
تم اختيار المدارس الحاصلة على رزم الكتب والرسالة بحسب معايير تميّز حدّدتها وزارة التربية والتعليم وبحسب حصولها على جوائز مختلفة في البلاد. شملت رزمة الكتب عشرة كتب أطفال لمؤلف أدب الأطفال الأمريكيّ الكبير ثيودور سوس جيزل، الشهير بدكتور سوس. وذكرت السيدة ترامب في رسالتها أنّها تحب كتابات دكتور سوس بشكل خاص، وكتابه "Oh, The Places You'll Go!" هو أكثر كتاب أطفال قرأته مع ابنها.

لم يتقبّل الجميع هذه الهدية برحابة صدر وروح طيبة: السيدة ليز بيبس سويرو، أمينة المكتبة في مدرسة كامبريدج بورت في ولاية ماساتشوستس، رفضت رزمة الكتب من البيت الأبيض وشاركت الشبكة برسالة ردّ طويلة أرسلتها للسيدة ترامب. في رسالتها شكرت بيبس سويرو السيدة ترامب على الكتب، ولكنها اعتذرت بأنه لا يمكنها تقبّل الهدية. أوّلاً لأنّ مكتبة مدرستها ممتازة ومميزة وحاصلة على الكثير من الجوائز (كان هذا أصلاً أحد معايير اختيارها)، وليست بحاجة إلى 10 كتب إضافية لدكتور سوس. لربما كان من الأفضل إرسال هذه الكتب لمكتبات بحاجة إليها بحقّ، أي لمكتبات مستضعفة ونائية في البلاد مثل مكتبات ديترويت وفيلادلفيا وشيكاغو، بدلاً من إرسالها لأفضل المكتبات وأكثرها تميّزًا.

ادعاء آخر تطرقت إليه أمينة المكتبة السيدة بيبس سويرو بحدّة، هو موضوع اختيار كتب دكتور سوس بالذات، وهو خيار أسمته بثقة مدروسة بـ "المبتذل". فسّرت بيبس سويرو هذا الوصف باقتباسات من كتاب بيبس نيل " Was the Cat in the Hat Black? The Hidden Racism of Children’s Literature, and the Need for Diverse Books"، الذي يشمل كتابات ومقالات حول موضوع العنصريّة والتعدّدية في أدب الأطفال ويحمل في طياته نقدًا لاذعًا لرسومات كتب دكتور سوس، مدّعيًا أنها رسومات عنصرية جداً تجاه السود وتجاه المهاجرين.
في نهاية رسالتها كتبت بيبس سويرو ملاحظة تنصح فيها السيدة ترامب بقراءة كتاب "استدعاء السيدة أخلاق" وكتاب "هدايا ليست بهذه البساطة". وأرفقت قائمة 10 كتب أخرى تشمل أدبًا أكثر تعدديّة للأطفال.

بالرغم من كل هذا، نشرت وكالة الأنباء فوكس نيوز، صورًا نشرتها أمينة المكتبة عام 2015، فيها تظهر وهي تحتضن أحد كتب دكتور سوس وترتدي قبعة قطته الشهيرة "The Cat in the Hat". إضافة إلى أنّ إدارة المدرسة أنكرت أنها رفضت قبول الهدية لمكتبتها.

الصورة الرئيسية من - people politics