حكايا

كيف نبني شخصيات تعلق في ذاكرة الصغار؟

Error message

Notice: Undefined variable: tags in include() (line 136 of /home/hkaya/domains/hkaya.info/public_html/sites/all/themes/fakre/tpl/views-view---fakre-block-blogs--block-related-blog.tpl.php).

كيف نبني شخصيات تعلق في ذاكرة الصغار؟
حوار مع نورة صالح مؤلفة كتاب الأطفال "ماذا لو خرج ديناصور إلى الشارع من دون إذن"

ما الذي ألهمك لكتابة قصة عن ديناصور يخرج إلى الشارع من دون إذن؟
جاء الالهام من طفل صغير وقريب منّي، حيث كنّا معًا في جولة في الطّبيعة وفجأة أخرج ديناصوره الأخضر الصغير من جيب كنزته وقال بأنّه قد خرج معه سرًّا، كون والدته لا تسمح له بإخراج الألعاب خارج البيت، ثمّ بدأ يتخيّل هذا الديناصور قد بدأ يكبر ويتضخم ويثير فوضى في المكان، في ذلك الوقت كنت بصدد إرسال فكرة لنص أودّ العمل عليه في دورة الكتابة في دفيئة حكايا وكنت حينها أبحث عن فكرة مختلفة، وهذا ما كان.

كيف كان تفاعل الأطفال مع الفكرة الأساسية للقصة؟ هل أثارت لديهم تساؤلات معينة أو ردود فعل غير متوقعة؟

قرأت القصّة للأطفال في عدّة أماكن ولعدّة أجيال، كان الأطفال يتفاعلون مع وجود ديناصور كبير في الشارع ومن حولهم مثلما هو مصوّر في الرسومات، ويطلقون خيالهم في تخيّله قد يذهب إلى أماكن أخرى ويثير بها الفوضى. بخصوص ردود الفعل وصلني مرّة رسالة من جدّة قرأت القصة مع حفيدها الصغير وبدأ يرد لها كل يوم أحداث جديدة للديناصور دينو.

برأيك، ما الذي يجعل الديناصورات عنصرًا جذابًا في أدب الأطفال؟ ولماذا اخترت أن يكون البطل دينو تحديدًا؟
ربّما يعود ذلك إلى انقراض الديناصورات منذ زمن بعيد، ممّا يجعل الطفل يتخيّل عنها قصصًا أكثر، نظرًا لعدم معايشته لها. وربّما يعود ذلك أيضًا إلى ضخامتها وتنوّع أشكالها وأنواعها، مما يثير فضوله وخياله.
في كتابي، اخترت ديناصورًا نباتيًا لطيفًا، يبدو صغير الحجم داخل المنزل، وكأنّه مجرّد لعبة، لكنّه حين يخرج إلى العالم يعود إلى حقيقته كديناصور ضخم وكبير. ورغم ذلك، يبقى في داخله طفلًا، تُشبه تحركاته وفوضاه عالم الأطفال الداخلي، ممّا يجعله قريبًا من الطفل القارئ، فيتماهى معه ويحبّه.

ما التحديات التي واجهتك عند كتابة هذا النص، خاصة وأنه كتابك الأول في أدب الأطفال؟

كان في ذهني أثناء عملية الكتابة أن أقدم مغامرة شيّقة، وفي الوقت نفسه أن تسود الفوضى أرجاء القصة مع تنقل الديناصور، بحيث يقود كل حدث إلى آخر أكثر تشويقًا وتصعيدًا، لأن هذا ما يحدث بالفعل عندما يخترق ديناصور، فجأة، الأماكن العامة.
لكن نصائح المحرر، د. لؤي وتد، حينها كانت تركز على ترك مساحة أكبر للرسم ليعبّر عن جزء كبير من هذه الأفكار، مما أدى إلى تخفيف النص من العديد من الكلمات.
بشكل عام، في كل مرة أحاول فيها كتابة نص للأطفال، أجد اللغة عائقًا، إذ أميل إلى الكتابة بلغة رفيعة وأنيقة، مما يفرض تحديًا في التوفيق بين بساطة الأسلوب ومتطلبات أدب الطفل.

في رأيك، كيف تساعد القصة الأطفال على فهم الحدود والمسؤولية تجاه أفعالهم؟

الطّفل والديناصور في النّص كلاهما يريد أن يستقل وأن يعزّز "الأنا"، وبأنهما قادران على فعل أمور كثيرة تبدو بسيطة بنظرهما، ولكنها تتطلّب بعض الحذر والمسؤولية، مثل صعود الدّرج الكهربائي في المجمع، أو قطع الشّارع أو حتى الخروج لوحدهم خارج البيت، يعرض الكتاب هذه الأفعال البسيطة مما يتيح للأهل فتح باب النقاش وحولها وتوضيح الحدود والحذر والمسؤولية.

تناولت القصة فكرة الخيال المفرط عند الأطفال، كيف ترين أهمية معالجة هذه المواضيع في أدب الطفل؟

أميل شخصيًا إلى القصص الخيالية، رغم أن تجربتي كشفت لي جانبًا مهمًا في حياة الأهل والأطفال، وهو خوف الأهل من القصص الخيالية، ورغبتهم في أن يعيش الطفل بسرعة العالم الواقعي والمادي.
أؤمن بأن الخيال مرحلة ملهمة ومغامرة بحد ذاته، فهو يقدّم رؤية مختلفة عن العالم، وربما رؤية أجمل وأكثر اتساعًا. كما أن الأفكار الخيالية تشكّل عنصرًا أساسيًا في تطوّر الطفل، حيث تُعدّ جزءًا مهمًا من مخيلته الإبداعية، وكثير من أفكاره الخيالية تصلح لأن تكون قصصًا مبتكرة.
أنا أرحّب بكل فكرة ونظرة ومساحة في أدب الطفل قادرة على نقله من روتين العالم الواقعي وماديّته إلى مغامرة خيالية تفتح أمامه آفاقًا جديدة.

ما هي أكثر ردود الفعل التي فاجأتك من الأطفال أو الأهالي بعد قراءة القصة؟

ما وصلني من الأهل أنّ الأطفال يستمتعون بتخمين أين سيكون دينو في الصّفحة التالية – قبل قلب الصّفحة-، وأنّهم يتخيّلون مغامرة مختلفة للتنينة لولو التي تخرج في آخر الكتاب لتعيش مغامرتها الخاصّة في العالم.

ما النصيحة التي تقدّمينها للكتّاب الجدد الذين يرغبون في دخول مجال أدب الأطفال؟
ما أقترحه على المهتمين بالكتابة للطفل هو بالضبط ما أتبعه في رحلتي الأدبية، التي بدأت مع كتاب الديناصور دينو. من خلال هذه التجربة، تعلّمت أن عليّ قراءة أكبر عدد ممكن من كتب أدب الطفل، بالإضافة إلى فهم مراحل نمو الطفل النفسية واللغوية، حتى أتمكن من الكتابة بلغة مناسبة وتقديم مضامين تتوافق مع مرحلته العمرية.
ولا يمكنني أن أنسى أهمية العمل مع محرر محترف، وربما أكثر من ذلك، وهو مشاركة النص مع عدد كبير من الأهل والأصدقاء لمعرفة آرائهم، لأن الكاتب غالبًا ما يجد صعوبة في التخلي عن بعض أفكاره أو الابتعاد نفسيًا عن نصه، مما قد يكون عائقًا كبيرًا في عملية الكتابة.
أنصح أيضًا بالتدريب المستمر على الكتابة والتجريب والتأني قبل النشر، لأن كل تجربة تضيف للكاتب رؤية أعمق وأدوات أقوى تساعده على تقديم عمل أدبي أكثر نضجًا وإبداعًا.

لو طُلب منك كتابة جزء ثانٍ للقصة، كيف تتخيّلين مغامرة جديدة لدينو؟
فكرة كتابة جزء ثانٍ للقصة كانت واردة في زمن تأليفه، ولكن ليس لدينو، إنما للتنينة لولو الّتي تغادر البيت من دون اذنٍ لتبدأ مغامرتها التي ستختلف كليًّا عن مغامرة دينو. رسمت بعض الأفكار والخطوط التي من الممكن أن تكون جزءًا من رحلة لولو لكنها لا تزال قيد العمل والدّراسة. آمل أن تصير كتابًا في النهاية.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق