كيف أتعامل مع مخاوف أطفالي وأي قصص أقرأ لهم؟

في هذه المادة سوف نستعرض باختصار مجموعة توصيات سريعة وقصيرة لقصص أطفال تتعامل مع مشاعر الخوف عند الأطفال. قبل ذكر التوصيات العينية، نذكر عدة نصائح مركزية تتكرر في هذا الأدب:
الخوف عند الأطفال من الأحلام والظلام والوحوش هو أحد أهم المواضيع التي يتطرق إليها أدب الأطفال بشكل مباشر. غالبًا ما ينبع هذا الخوف من فقدان السيطرة المتمثل في عملية النوم ومن البقاء وحيدًا في الغرفة أو في السرير، وهذا يميز جزءًا كبيرًا من واقع الأطفال. إلا أن التغلب على هذه المشاعر ينبع عادةً من تمكّن الطفل من الخيال الواسع ومواجهة هذا الخوف بأدوات ذكية وابداعية.

1-الخوف واقعي – قد تبدو مخاوف الأطفال غير واقعية وخيالية، إلا أنها من ناحيتهم واقعية جداً وليس هناك أي امكانية للتعامل مع هذا الواقع بواسطة انكاره. على الأهالي التعامل بجدية مع مشاعر الخوف عند الطفل والانصات بتمعن لما يقوله، فهو يعبر عن مشاعره. جمل مثل: "مش حقيقي"، "أنت تتخيّل" و"تجاهل هذا"، لا تفي بأي غرض سوى أنها تستهتر بمشاعر الطفل وتعتدي على شرعيتها.
2-المحادثة مفصلية – عليكم مناقشة الخوف مع الطفل واعطاؤه الشرعية. هذا النقاش يعطي الأطفال ثقة بأن مشاعرهم شرعية وأن هناك من يحترمها ويتقبلها، مهما كانت غريبة وخيالية.
3-خطة لطرد الوحوش – هناك أهمية لايجاد خطة ابداعية للتعامل مع الخوف. أحياناً يبدو الخوف غريبًا وخياليًّا، ما يؤدي إلى حاجة بأساليب طرد غريبة وخيالية تناسب نوع الخوف. مثلاً يمكن اعداد لافتة "ممنوع دخول الديناصورات" ملونة وكبيرة وتعليقها على باب غرفة الطفل (ان كان الخوف من الديناصورات مثلًا)، أو اختراع سلسلة حركات متكررة لطرد الوحش أو الخوف. امكانية أخرى هي استعمال سلسلة كلمات غريبة متتالية مثل "برا اطلع قرقع واوقع" أو "هوكوستي بوكوستي اطلع من غرفتي".
4-التعامل الشخصي مع الخوف – في البداية هناك حاجة للتعامل مع الخوف معاً ومشاركة الطفل بطرده، ولكن فيما بعد على البالغ اعطاء الطفل امكانية التعامل وحده. أي تمكينه من اجراء التخطيط لعملية الطرد والتخلص من الخوف وحدة.

1- الغرفول / نص: جوليا دونالدسون، رسومات: آكسل شيفلر
بطل هذه القصة هو فأر ذكي ينقذ نفسه من تهديد كافة الحيوانات بوصفه لـ"صديقه" الغرفول المرعب الذي تهرب الحيوانات عندما تسمع مميزاته وصفاته. يستمر الفأر بطريقه حتى يلتقي بالغرفول "المُبتكر" بنفسه. الغرفول يهدد الفأر بأنه سوف يلتهمه، ولكن الفأر يخبره بأنه أكثر حيوان خطر في الغابة وليثبت ذلك يأخذه في جولة في الغابة. في الجولة يلتقي الغرفول والفأر بكل الحيوانات التي التقاها الفأر في البداية وأخافها بصديقه الغرفول.
الكتاب يناسب أجيال 2-5 سنوات ويتعامل مع الخوف غير المبرر من كائنات خيالية قد يتضح كونها كائنات لطيفة بنفسها، أو كونها كائنات أيضاً تخاف من كائنات أخرى.

2- مرة كان ولد لم يحب أن ينام وحده / نص: ميرة مئير، رسومات: ألونة فرنكل
قصة ولد لا يوافق على النوم وحده، فيستعين بدبدوبه، الذي بدوره يستعين بالأرنوب الذي يستعين بدمية أخرى وهلم جرّا. وهكذا، تقدم كل دمية سبباً مقنعاً لرفض النوم، فهكذا تقترح علينا القصة أسبابًا مختلفة تمثّل حجج أطفال مختلفة لعدم النوم، فمنهم من يخاف ومنهم من يحلم أحلاماً مزعجة، وآخر لا يريد أن يبقى وحده. هكذا تملأ الدمى سرير الطفل، فيقرر تركه والنوم على البساط. في اليوم التالي، تنسحب الدمى الواحدة تلو الأخرى، وتقدم أسبابًا مقنعة لترك الطفل يستقل وحده، وهكذا تكشف الطفل المستمع لاستراتيجيات مواجهة مختلفة للمخاوف والترددات ما قبل النوم.
الكتاب يناسب أجيال 2-4، ويتعامل بشكل مباشر مع رفض الأطفال للنوم وحدهم، من غير تبرير واضح، أو بتبريرات عشوائية.

3- فوق السطح / نص: عبير طاهر، رسومات: علي عمرو
تتناول القصة موضوع الخوف من الأصوات غير المبررة في الليل. عندما يدخل الطفل إلى سريره في ليلة ممطرة، ينادي والده مباشرة، ويبدآن معاً بالبحث عن مصدر الصوت المجهول الغريب. يكتشف الطفل في كل مرة أن الصّوت صادر من حركة أحد الموجودين في المنزل كالقطّة والضّفدع والجدّة.
القصة تناسب أجيال 4-7، وتتناول بالأساس امكانية التغلب على المخاوف وتعطيها شرعية.

4- تصبح على خير أيها الغول/ نص: شيرا غيفن، رسومات: نتالي فاكسمن شنكار.
ريما، بطلة الكتاب، تخاف من الغول الأزرق ذي الأنف البرتقالي، الذي يدخل أحلامها حالما تغمض أعينها. فقط صديقها الفيل فلفول، يتمكن من تهدئتها، ولكن من سوف يواسي فلفول عندما تنطفئ الأنوار؟ في كتاب "تصبح على خير أيها الغول"، هناك شرعية كبيرة للخوف، فالجميع يخاف، حتى الوحوش الغريبة والغول بنفسه. الكاتبة تبرهن أن الخوف قد يكون محركًا ابداعيًا للمشاعر ومحررًا أولَ لطاقات الطفولة العفوية. في هذا الكتاب، يصبح الخوف مصدراً للهو واللعب، وكل ما يبدو مخيفًا في البداية، يصبح بريئًا في الحلم.
الكتاب يناسب أجيال 3-5، ويتعامل بشكل مباشر مع طقوس الاستعداد للنوم، والخوف النابع من الظلام ومن المجهول فيه.

5- المارد / نص: نهلة غندور، رسومات: جنى طرابلسي
"المارد" قصة فتاة صغيرة تحب المدرسة، لكنّها تخشى هيبتها وضخامة الأشياء فيها، بعيدًا عن عالم بيتها المألوف، فتراها كالمارد المخيف. غير أنها تتأقلم، شيئًا فشيئًا. من أروع ما في الكتاب هو أن الطفلة تتعامل مع الخوف وحدها من غير أيّ حاجة لتدخّل مباشر من الأهل أو الأصدقاء. إذن، الكتاب يتعامل أكثر مع موضوع بداية المدرسة، ويعرض الموضوع كخوف معين هناك حاجة للتعامل معه، وهو الخوف من التجارب الجديدة ومن المجهول.
الكتاب يناسب أجيال 5-7، وبالأخص فترة بداية المدرسة. والخوف من الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

6- الجنية الغجرية / نص: ميس داغر، رسومات: ضحى الخطيب
قصة عن الخوف من الآخرين المختلفين بلسان طفلة صغيرة خائفة من امرأة يصفها الأطفال بأنها "جنية غجرية". السؤال المركزي في الكتاب هو هل من الممكن أن تأكل الطفلة بعض الفراولة والبرتقال والتفاح مع "الجنية" في النهاية؟ يبدو هذا لذيذًا. كذلك يسأل الكتاب "هل يوجد في حيّكم شخص غريب تخافون منه؟" ويجيب بجدية، ربما هو أيضا يخاف منكم.
الكتاب يناسب الأطفال من 4-7 سنوات. وكما ذكر يتعامل بشكل مباشر مع الخوف من الآخر المختلف عن الطفل.

7- الخراف لا تأكل القطط / نص ورسومات: خالد جمعة
تتناول القصّة موضوع الخوف من الغرباء، الذين نجهلهم ونجهل أسلوب حياتهم، فنباشر باصدار الأحكام عليهم بناءً على ادعاءات فارغة، لمجرد كونهم أغراباً عنا. تظهر لنا القصة كيف أن هذا الخوف لا يولد معنا، فالصغار لا يفهمون هذه الأحكام غير المبرّرة التي يطلقها الكبار بشكل ظالم ومفاجئ.
الكتاب يناسب أجيال 4-7، ويتناول موضوع الخوف من المختلفين عنا، أو فكرة الخوف من المجهول وغير المعروف.

8- Flashlight / رسومات ليزي بويد
ربما التواجد داخل الخيمة هو مريح جداً ولكن ما الذي يحدث في الخارج؟ هل هناك ظلام؟ هل الظلام مخيف؟ طبعاً لا إذا كان لديك مصباح! فلاشلايت هو كتاب أطفال مصوّر من غير كلمات، وهو يحكي قصة فقط باستخدام لوحات ذات أبعاد دراماتيكية. الكتاب يقترح قراءة بارعة لحياة الليل في الطبيعة.
الكتاب يناسب أجيال 4-7 سنوات، وكما ذكر فهو كتاب يتعامل مع عالم الليل من غير كلمات، فيمكن للأطفال قراءته وحدهم بواسطة الصور.

لاقتناء الكتاب اضغط هنا

(ان كانت تتواجد هذه النصوص في متاجر أخرى، فيمكن التواصل مع موقع حكايا، لكي نضيفها في المادة)