حكايا

كل كتاب له عالمه البصري الخاص


كل كتاب له عالمه البصري الخاص
كل كتاب له عالمه البصري الخاص
كل كتاب له عالمه البصري الخاص
مقابلة مع الرّسامة شارلوت شاما
عملتِ في الكثير من القبّعات: مدرّسة، مصوّرة صحافيّة، أمينة مكتبة، معلّمة فنون.. كيف بدأت إذن رحلتك في عالم الرسم؟ ومتى قررت التخصص في كتب الأطفال؟

نعم، لقد مارستُ عدة مهن، جميعها كانت مرتبطة بالصورة أو بالكتب. لكن دراستي كانت موجهة تحديدًا نحو الرسم التوضيحي والسينما التحركية. كنت مترددة بين هذين المجالين، لكنني في النهاية اخترت العمل في مجال الرسم التوضيحي، لأنني كنت دائمًا أشعر بارتباط قوي بالكتب والنصوص.

هل تتذكرين أول رسمة شعرت أنها مختلفة؟ ماذا كانت؟

أتذكر بعض رسوماتي الأولى. كنت صغيرة جدًا، ربما في الرابعة من عمري. لم تكن رسومات عفوية تمامًا، فقد كنت أحاول تمثيل شيء غير يومي، شيئًا غير عادي. على سبيل المثال، رسمت منطادًا طائرًا، كنت قد حلقت فيه في حلمي.

كيف أثّرت إقامتك في فلسطين على أسلوبك في الرسم؟

الغالبية العظمى من الرسومات التي أنجزتها كانت لنصوص كتبها مؤلفون فلسطينيون. ومن الطبيعي أن تؤثر حياتي اليومية هنا في الصور التي أرسمها، لأن الرسم هو أيضًا ترجمة للبيئة المحيطة
على سبيل المثال، عندما عملت على رسم قصة "ماذا لو خرج ديناصور إلى الشارع دون إذنٍ"، تجولت في شوارع حيفا لأرسم المباني، وأشكال النوافذ، وتفاصيل العمارة… فالكثير من عناصر الرسوم التوضيحية — مثل النباتات والحيوانات، أو حتى الأسلوب في اللباس — يجب أن تتوافق مع المكان والزمان الذي تجري فيه أحداث القصة.

هل هناك عناصر أو ألوان تعودين إليها دائمًا دون أن تخطّطي ذلك؟

لا. دائمًا في كل كتاب أختار لوحة ألوان خاصة، تتناسب مع نغمة النص والمكان الذي تدور فيه أحداث القصة.
في ذات القصة "الديناصور"، على سبيل المثال، استخدمت لونًا ورديًا فاقعًا للديناصور، لأنه كان لونًا غير معتاد ومضحك، تمامًا مثل شخصية الديناصور. لم أستخدم هذا اللون في كتب أخرى
بالطبع هناك ألوان أميل إلى استخدامها أكثر من غيرها، لكنني أحاول دائمًا أن أكون يقظة وألا أكتفي بما أرتاح له. من المهم بالنسبة لي أن أخرج من منطقة الراحة عندما يتعلق الأمر بالألوان، خاصة لأن التعامل معها لا يأتي بشكل طبيعي تمامًا بالنسبة لي.
لذلك، أحرص في كل مرة على اختيار لوحة ألوان تتناسب مع النص والسياق، لكي يكون لكل كتاب عالمه البصري الخاص.

ما هي الخطوة الأولى في عملك على قصة جديدة؟

في كل قصة جديدة، تبدأ المرحلة الأولى بقراءة النص مرات عديدة، ثم أتخيل كل ما لم يُذكر فيه: كل ما يمكن أن يكون ممتعًا للنظر إليه، حتى لو لم يرد ذكره بالكلمات.
في كتب الأطفال، يكون النص والصورة مكملين لبعضهما البعض بشكل كبير. وغالبًا ما تكون الصورة هي ما يدفع الطفل للعودة إلى القصة مرارًا وتكرارًا. فالأطفال يتمتعون بحس ملاحظة رائع، يحبون التفاصيل، ويلاحظونها، ويتذكرونها، وينتظرونها. لديهم حقًا ذوق خاص في التفاصيل.

هل حدث أن واجهت نصّا جميلًا لكنك شعرت أنه من الصعب رسمه؟

لا توجد قصة أجدها أصعب من غيرها في الرسم. بالطبع لدي نقاط قوة ونقاط ضعف، وأنا أعرفها. على سبيل المثال، القصة التي تحتوي على الكثير من العناصر المعمارية تتطلب مني وقتًا وجهدًا أكبر.
لكن في الحقيقة، ما يجعل الرسم سهلاً أو صعبًا هو السياق الذي أعمل فيه: الوقت المتاح لي، حالتي الشخصية في تلك الفترة، أو إذا كنت مضطرة لاستخدام تقنية جديدة لا أتقنها بعد وقررت أن أجربها.

ما هي التحديات التي تواجه رسّامي كتب الأطفال اليوم من وجهة نظرك وتجربتك؟

من بين التحديات الأساسية التي يواجهها الرسام، هناك أولًا القيود المرتبطة بالنشر. فمن الصعب أحيانًا تخصيص الوقت الكافي لتطوير رسمة غنية وشعرية وأصلية، خاصة ضمن إطار إنتاج سريع.
ثم، بخلاف المهن الأخرى التي تقدم لموظفيها تدريبًا مستمرًا، فإن الرسام، بصفته غالبًا عاملاً مستقلًا، يجب أن يبقى منتبهًا لتطورات التكنولوجيا المتسارعة، ويتعلمها على نفقته ووقته الخاص.
وأخيرًا، أحد التحديات الكبرى هو أن هذا العمل لا يُؤخذ دائمًا على محمل الجد. لا يزال الكثيرون يجهلون أهمية أدب الطفل. فاستماع الأطفال للقصص في سن مبكرة، وإعادة الاستماع إليها، يزرع فيهم حب القراءة، ويمنحهم تجربة فنية غنية بصرية وأدبية ويعزز علاقتهم باللغة، ويطور قدراتهم اللغوية والتفكيرية… كما أن القصة، بالنسبة للصغار جدًا، تمثل لحظة ثمينة من التقارب مع شخص يحبونه.

كيف ترين تطوّر الرسم في كتب الأطفال المحلّية خلال السنوات الأخيرة؟

لقد تطوّر نشر كتب الأطفال المحليّة بشكل كبير، وكان هذا التطور إيجابيًا جدًا. خلال العشرين سنة الماضية، وخاصة منذ الربيع العربي، لاحظت تحسنًا واضحًا في العرض والطلب معًا. أصبحت كتب الأطفال أجمل وأكثر عناية، وهناك إقبال متزايد من الأهل عليها. هناك وعي حقيقي بدأ يتشكل حول أهمية أدب الطفل.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق