أو بترجمة أخرى فكاهية أكثر وقريبة لعالم الطفل: "مغامرات كابتن كلاسين"
هذه المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي لكاتبها
صدرت سلسلة "The Adventures of Captain Underpants" لأجيال 7-12 في الولايات المتحدة عام 1997، مرافقة لثورة هاري بوتر في عالم أدب الأطفال. إلا أن الكابتن سراويل كان أصعب على الآذان مما كان الساحر الصغير، فتصّعب العالم البالغ والعقلاني تقبّل هذا الكتاب مدعياً أنه يخلّ بالتربية والأخلاق لهذه الأجيال. إلا أنّ قرار الأطفال كان قراراً مختلفاً تماماً عن البالغين؛ فقط أحبوا الكتاب بصورة رهيبة ما أدّى إلى نجاحه وترجمته إلى أكثر من 20 لغة، وجعل السلسلة تصل إلى 12 كتاباً. كتبها ورسمها كنصّ كوميكس للأطفال ديف بيلكي، معبّرأ عن كل ما كان يضحكه عندما كان طفلًا.
في اللغة العبرية تم اصدار الكتاب مرتين: مرة في 1999، انتهت إلى فشل ذريع، ومرة في عام 2010، أدّت إلى نجاح مذهل وترجمة باقي أعداد السلسلة. هذه النقلة النوعية في سوق القراء في العبرية حدثت بفضل تفتّح السوق لتقبل آراء الصغار وميولهم أكثر، حتى عندما لا يفهم الكبار مصدرها بعمق.
أما في العربية فلم يتجرأ أحد حتى الآن على ترجمة الكتاب لجماهير الأطفال. ماذا يخيفنا إلى هذه الدرجة من أدب كوميديّ ومضحك للأطفال يتطرّق بشكل فكاهيّ ومباشر لعالمهم الدراسيّ (فالمغامرات تحدث في المدرسة الابتدائية) ولعالم المراحيض (فغالبية الأشرار ينطلقون من المرحاض ويتم التخلص منهم كذلك في المرحاض).
هذا الكتاب هو مجرد مثال على الثغرة العملاقة بين ما يريده ويستمتع بقراءته الأطفال، وبين التوجه الوعظي والأخلاقي الحازم الذي يفرضه الكبار عليهم، ما يؤدي في التالي إلى نفور شديد للأطفال من القراءة. فلم تعد القراءة والمطالعة تحمل طابعاً ممتعاً للأطفال، بل طابع واعظ وفي أغلب الأحيان يرتبط كذلك بالعلم والتدريس فيزيد النفور.
كيف نتوقع من الأطفال قراءة نصوص فلسفية ومركّبة كما هي نصوص طه حسين وأبو علاء المعري في فترة الثانوية بينما لا نسمح لهم ولا نوفر لهم النصوص الممتعة والفكاهية في صغرهم؟ ولماذا نخشى كل هذه الخشية من مناقشة مغامرات المرحاض؟ أليس مكاناً ندخله ونقوم بطقوسه مرات عديدة في كل يوم؟ أنسينا أن نقاشات المرحاض وضرورة دخوله هي جزء أساسي من تربية الصغار؟ أنسينا أن أكبر علماء وباحثي علم النفس كرّسوا فترة كاملة في الطفولة لنقاش دور المرحاض في حياة الطفل؟
في تاريخ 2.6.2017 سيصدر الفيلم الأول لهذه السلسلة من انتاج استوديوهات دريمووركس. هل حتى ذلك الحين سيتّخذ أحد القرار باصدار هذا النص لأول مرة بالعربية؟ أشك في ذلك كل الشك - ولكن أدعو دور النشر لاتخاذ هذه الخطوة بعين الاعتبار. هدف أدب الأطفال ليس إسعاد البالغين فقط، بل تقديم المتعة بكل صورها للأطفال. غير أن وراء الكتاب نقاشاً بناءً حول قيم الصداقة والفكاهة ومواجهة المخاطر بطرق ابداعية.
لمشاهدة تشويقة الفيلم:
CAPTAIN UNDERPANTS: The First Epic Movie Trailer (2017)
تعليقات (0)
إضافة تعليق