حاصل على البكالوريوس في أدب اللغة الإنجليزية والحقوق من جامعة تل أبيب، ومحامي مسجّل.
ولد عدنان لزوج من علماء الفضاء الذين استقروا في جزيرة برفقة ثمانية علماء فضاء آخرين، بعد أن تحطّمت سفينتهم الفضائية التي كانت في مهمة لغزو الفضاء الخارجي. رغم نجاة الطاقم من الموت بأعجوبة، وجد نفسه على جزيرة قاحلة وخالية من بني البشر الذين قتلوا خلال الحرب، فملأ اليأس قلوبهم. لكن، سرعان ما اكتشف الطاقم المياه العذبة وبذلك "بدأت الحياة تدب في أرجاء الأرض ثانية". ولد عدنان وأصبح قرّة أعين السكان وكان ينمو ويكبر كنمو الأشجار والحشائش، على الرغم من وفاة والديه واخرين معهم، فتبنّاه وربّاه أحد زملاء أهله – جد عدنان. من المهم التنويه أن مهمة الغزو الفضائية صادفت نشوب الحرب العالمية الثالثة عام 2008، التي "أغرقت خمس قارات وقتلت المليارات من البشر ودمرت مئات الأنواع من الحيوانات"، وبهذا إشارة لجشع الانسان وحبّه للسيطرة وبسط نفوذه داخل كوكب الأرض وخارجه.
عاش عدنان وجدّه من دون تواصل مع العالم الخارجي، معتقدين أنهما الناجيان الوحيدان من الحرب، لكن إلقاء موج البحر للينا على شاطئ الجزيرة المفقودة قام بكسر رتابتها. عدنان، الطفل القادر على الغطس والمناورة واصطياد القروش تحت الماء فوجئ بلينا: "مخلوق غريب على الشاطئ" بحسب تعبيره، كونها أول فتاة يقابلها في حياته. وصول لينا بشّر الجد بوجود ناجين غيرهما في الأرض بعد الكارثة، فهي تسكن أرض الأمل التي تمتلئ "بالحقول والأشجار التي تزهر براعمها في الربيع، لتعطي ثمارا يانعة في الصيف". لكن، سرعان ما نعي كمشاهدين أن الخطر لا زال يحدق في الأرض رغم انتهاء الحرب، مع وصول طائرة استطلاع تبحث عن لينا، لأسرها وإعادتها إلى القلعة. يتبيّن لنا أن لينا ملاحقة من قيادة وجنود القلعة، الطامعين في توليد الطاقة الشمسيّة التي كانت سبًبا في تدمير العالم؛ فلينا هي حفيدة الدكتور رامي، عالم الطاقة الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد الكارثة والذي يحاول علاّم، رئيس القلعة، أسر لينا للضغط عليه وإجباره على مساعدته بالحصول على الطاقة لكي يحقق حلمه في السيطرة على العالم.
سميرة، نائبة الرئيس علّام وساعده الأيمن، تنجح في القبض على لينا والتسبّب بإصابة جد عدنان بإصابة بالغة، بعد أن عبّر عن رفضه القاطع لأساليب الترهيب السلطوية والجشع الإنسانيّ، رافضّا بذلك البوح عن مكان لينا: "لم تتغيروا، أجل لم تتغيروا أبدًا. تخيفون الناس بالسلاح! ألم تعلمكم الكارثة شيئا؟ أبدًا لم تعلمكم؟ أفكاركم الشريرة هذه لم أتت إلا بالدمار للعالم. نعم!". قدوم سميرة إلى الجزيرة المفقودة عنى لجدّ عدنان أن تكرار سيناريو الحرب والكارثة ما زال واردًا، وبهذا إشارة إلى أنّ شيئا لم يتغيّر، فلا زال الانسان منغمسًا في غرائز حيوانيّة تدفعه للّحاق بأحلام السيطرة وبسط النفوذ، رغم العواقب المعروفة سابقًا. من المرجح أنّ في هذا إشارة للأمم التي خاضت الحرب العالميّة الثانية رغم إدراكها لأهوال الحرب العالمية الأولى، بالإضافة لعشرات الحروب التي نشبت بعد ذلك ضاربة بعرض الحائط التعهد الذي تلا الحرب العالمة الثانية في الأمم المتحدة (عام 1945) لإنقاذ "الأجيال المقبلة من ويلات الحرب".
سميرة فوجئت من قدرة الجد على التحدث بلغتها في إشارة لانعزاله التام عن الناجين الآخرين، ثم تنعته بالعجوز الخرف وتذكرّه بعدم صلتها بالكارثة: "كيف لك أن تقول هذا كله؟ نحن لم نبدأ الحرب. أنتم بدأتموها. أقصد أمثالكم. لم نكن سوى أطفال حين حلت الكارثة"، ثم تخاطب المجنّد المرافق لها قائلة "لا فائدة من التحدّث اليه، فأمثاله يستحقون الموت". من المهم التنويه إلى أنّ اعتراض سميرة على ملاحظات الجد يذكّرنا بعدم مسؤولية الجيل الأصغر منّا عن نتاج ما اقترفت أيدينا في الماضي، فلا مكان لادعاءات الجد الذي ساهم وأمثاله في ولادة كارثة أنجبت بدورها مجنّدين مثل سميرة. ملقًى على فراش موته، يقوم الجدّ بحثّ عدنان على ترك الجزيرة والبحث عن لينا وأصدقاء آخرين والعيش من أجلهم، في عالم جديد، فهذا من "واجب الانسان الحديث مثله ومثل الفتاة (لينا)"، وهنا يشير الجد إلى الحداثة بمعنى تشييد عالم جديد مبني على أسس التعاون والتضحية، نابذًا بذلك الجشع الإنساني وطموح السيطرة اللانهائية. لا شك بأنّ الانسان الحديث هو من يعمل على الارتقاء بقيمة الانسان، متبنيًا لقيم العدل والحرية والاستقلال ودامجًا لها في بنية مجتمعه، على عكس أولئك الذين يتبنّون من الحداثة التكنولوجيا الحربية والصناعات الرأسمالية التي تعود بالدمار على البشر والطبيعة.
في الطريق الى القلعة، تتوقف طائرة سميرة لإصلاح عطب أصاب الجناح بعد أن غرس عدنان رمحه فيه محاولا إنقاذ لينا. في هذا الوقت، تقوم لينا باستدعاء طيور النورس وبمخاطبتهم، سائلة إياهم عن مكان الدكتور الرامي الذي باستطاعته مخاطبة الطيور أيضا، ثم تطلب من صديقها الطائر تيكي طمأنتها على عدنان وجدّه إذا ما ذهب إلى الجزيرة. قدرة لينا الفوق طبيعية على التكلم مع الطيور ستتكرّر خلال المسلسل، وصولا إلى قدرتها على ولوج جسم تيكي والنظر من خلال أعينه إلى المحيط، بحثًا عن عدنان. إنّ قدرة لينا ترمز إلى التناغم الشديد بينها وبين الطبيعة، وهذا نتيجة حتميّة لنبذها للتنافس والعنف والجشع الإنساني – ظواهر نعيشها ونعي مخاطرها المدمّرة للإنسانية والطبيعة، هذا بالإضافة لتقديرها لخيرات الطبيعة واستعدادها للتضحية بنفسها لإنقاذ الآخرين (كما سنرى حين تسلّم نفسها لعلّام مقابل إعطاء فرصة لسكّان القلعة للنجو من الموت المحتم غرقًا).
يدفن عدنان جدّه في الجزيرة المفقودة ثم ينطلق برحلة البحث عن لينا. خلال رحلته، يصل عدنان إلى جزيرة أخرى يلتقي فيها بفتى اسمه عبسي. اللقاء الأول بين عدنان وعبسي يتلخّص بجدال حول من منهما الأكثر قوة، خلاله يقوم عبسي بنعت عدنان بالمتوحش والذي بدوره ينعت عبسي بذلك. من المرجح أنّ عدنان لم يسمع بهذه الكلمة من قبل، بعكس عبسي الذي يعيش في جزيرة يُدفع القبطان نامق وطاقمه أهلها على العمل في التنقيب عن الأدوات المعدنية التي غرست في الأرض بعد الكارثة (كالطناجر والحاويات) مقابل الحصول على قطع من القماش والعصائر والسجائر وحاجيات أخرى لا تتوفر على الجزيرة. نلاحظ أن القبطان وطاقمه يواظبون على نعت أهل الجزيرة بالمتوحّشين، ما يذكّرنا بديناميكية تعامل المستعمرين البيض الأوروبيين في القارة الأمريكية مع السكان الأمريكيين الأصليين.
امتاز المستعمرون البيض في القارة الأمريكية بالعنصريّة والكراهيّة والخوف التي مارسوها ضدّ السكان الأصليين، بعد أن رأوا فيهم أناسًا "متوحّشين" ووثنيّين لا يصلحون للعيش تحت معايير التحضّر الأوروبي، ولهذا يجب أن يتم تهذيبهم أو التخلص منهم باسم المسيحيّة والحضارة الأوروبيّة. فعلى سبيل المثال، نلاحظ جشع المستعمرين البيض الأمريكيين في القارة الأمريكية من خلال إيمانهم بقدرهم المتجلّي (أو ما يعرف بال Manifest Destiny) في التوسع في جميع أنحائها، من شرقها إلى غربها. في القارة الأمريكية، أُجبر السكان الأصليّون على ترك أراضيهم وبيعها وممتلكاتهم للحكومة الأمريكية، لكن من دون السماح لهم بالاحتفاظ بالمال، فقد تم اعتبارهم ساذجين وبدائيين للغاية من أجل التعامل مع المال أو فهم قيمته، ولهذا تم حفظ المال بصناديق حكوميّة. بالإضافة إلى ذلك، تم قلع السكان الأصليين من مواطنهم ثم تمت عملية إعادة توطينهم في محميات حكوميّة تهدف لتخليصهم من "النزعة الحيوانيّة" فيهم واستبدالها بقيم "التحضّر" والمواطنة الغربيّة، مُدّعين أنهم يعملون لمصلحتهم ومن أجل نيلهم للمواطنة. من المهم التنويه إلى أنّ هذه المحميات كانت تقع تحت إدارة وكلاء حكوميّين قاموا بالسيطرة على تحرّكات السكان وعلى مختلف أروقة الحياة فيها.
من المرجح أن هذا ما كنّا سنراه في أرض الأمل بعد أن تم غزوها واحتلالها من قبل سميرة ورجال القلعة تنفيذًا لرغبات علّام بتوسيع نفوذه، لولا هزيمتهم التي سُطّرت على يد الطبيعة. فبعد احتلال الجزيرة، تم إعلانها ملكًا للقلعة ثم تم تعيين نمرو (رئيس الخارجين عن القانون في أرض الأمل) رئيسًا لها بمباركة القلعة، لولا المدّ الهائل الذي حال دون ذلك. هنا نرى مثالًا آخرَ على انسجام سكان أرض الأمل ولينا مع الطبيعة، بشكل مشابه لعلاقة السكان الأصليّين في القارات الأمريكية (أستراليا وأماكن أخرى في العالم) مع الطبيعة الذي يتفوق على علاقة المستعمرين البيض معها.
الصداقة بين عدنان وعبسي تتوطّد بعد أن يتلقيا العقاب لتسللهما لسفينة نامق، فيتلقى عدنان 40 ضربة على مؤخرته بعد أن يغمى على عبسي، لكي يتم قبولهما كعضويْن في طاقم السفينة. مع وصول السفينة إلى القلعة، تقوم سميرة بتوبيخ القبطان نامق على إحضار عدنان وعبسي معه من دون إذن سابق؛ فالقانون يمنع زيادة السكان من دون إذن، وخصوصا بعد أن لاذ عدنان بالفرار من طاقم السفينة وجنود القلعة. بعد ذلك، تقوم سميرة بإخبار لينا بأنّ عدنان مغفّل لقدومه للقلعة بحثًا عنها، لكن هذا يدّل على شجاعته. لذلك، "سيغدو مواطنا صالحا إن دُرّب جيّدًا". من المرجّح أن في هذه العبارة إشارة للمنظّر السياسي نيكولو ماكيافلي وإيمانه بأنّ ولاء المواطن مُرتبط بمقدار خدمته للمجتمع، فلا مكان في قلعة "الأمير" علّام لعدنان وأولئك الذين يجرؤون على تحدي سلطة الحاكم والمؤسسة الإداريّة. لهذا، من المباح استعمال الوسائل العنيفة ضد المواطنين "غير الصالحين" من أجل الحفاظ على استقرار واستمرارية الحكم.
في القلعة نتعرّف على نظام إداري مكوّن من الرئيس علّام ومجلس الإدارة من العلماء والخبراء، والذي عادة ما يقوم علّام بتجاوزه في قراراته سعيًا للسلطة المطلقة. في القلعة جنود وحُرّاس ومواطنون من الدرجة الأولى والثانية، وسكان آخرون بدرجات دنيا يعملون بالسخرة، بالإضافة للمسجونين الذين قاوموا سلطة علّام. هناك، نلاحظ أنّ كلّ سكان الدرجات الدنيا المحتشدين تحت الأرض يعانون حروقًا متشابهة على أجبنهم، سببها مسدسات حرارية شبيهة بمسدس علّام الذي أراد استخدامه على لينا، بالإضافة لارتدائهم الملابس نفسها ومعاناتهم من ظروف معيشيّة قاسية جدا. نرى هنا إشارة واضحة لمعسكرات العمل والاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية، فمن المرجّح أن علّام يرى نفسه متفوّقًا على هؤلاء المواطنين غير الجديرين بالعيش بقربه أو التساوي معه في الحقوق. أيضًا، لا بد أنّ علّام يشعر بالذعر من سكّان القلعة بسبب اعتراضهم الفعّال (أو المستقبلي) لسياساته الدكتاتوريّة، ما أدى إلى اجبارهم على العمل ورمي بعضهم البعض في زنازينَ للحفاظ على السكينة، أو قتلهم لإخفاء نتاج ما اقترفت يداه (لا نرى هذا في المسلسل، لكنه وارد دون شك). هكذا، يضمن علّام المحافظة على استقرار حكمه، فولاء قواه العسكرية ومواطني الدرجات الأولى والثانية له لن يتزحزح كي لا ينتهي بهم الأمر في مثل هذه الظروف. من الصعب عدم ملاحظة الشبه بين هذه المظاهر والسجون "الاصلاحيّة" المنتشرة حول العالم حتى يومنا هذا – وهنا لا اتحدّث فقط عن سجون الاحتلال كسجن غوانتانامو أو سجن أبو غريب العراقي ابان الاحتلال الأمريكي أو السجون الاسرائيليّة، بل أتحدّث أيضّا عن السجون السياسية في وطننا العربي التي استفحلت بها مظاهر التجويع والتعذيب والقتل ضد مواطني الدول أنفسهم.
ينجح عدنان بإنقاذ لينا من قبضة الحراس، لكن سرعان ما تمسك بهما سميرة وتقترح على عدنان أن تدرّبه لكي ينضم إلى صفوفها أو أن يتم قتله. بعد ذلك، تطلب سميرة من الحراس الحذر في حراسة عدنان وحرمانه من الطعام والماء لأنه "هكذا يُروّض الحيوان!". لكن دون جدوى، فعدنان ينجح (دائمًا) في الفرار. في هذه الأثناء يقوم القبطان نامق بإنقاذ لينا من أجل ارجاعها إلى أرض الأمل.
يصل عدنان ولينا بعد هروبهما من القلعة إلى قاعدة صناعيّة بحريّة في طرف الصحراء، يسكنها عمّال (من سكان القلعة) يعملون على إنقاذ سفينة غرقت في قاع البحر خلال الحرب.
على هذه الجزيرة، نتعرّف على نظام القلعة لتقييم وتدريج المواطنين، الذي يخصم النقاط من المواطنين عند إخلالهم بالنظام أو تسبّبهم للأضرار بممتلكات القلعة، ويعطيهم النقاط ليتسلقوا سلم الدرجات عند الانصياع للأوامر والتفاني في خدمة القلعة. في الجزيرة الصحراوية، تم خصم 10 نقاط من أحد العمّال بعد أن كسر عدة إنقاذ قيّمة. نرى لاحقًا قيام علّام بالتعهد بإعطاء أحد عمال الجزيرة 50 نقطة دفعة واحدة مقابل توفير المعلومات عن الدكتور رامي. من المثير للاهتمام أنّ في المسلسل المعتمد على رواية "المدّ الهائل" للروائي الأمريكيّ ألكسندر من عام 1970 إشارة لنظام تقييم المواطنين المعتمد اليوم في الصين. ففي عام 2018، منع 11 مليون صيني من طلبات ركوب رحلات جوية ومنع بضعة ملايين آخرين من الحصول على قروض بنكية، هذا بالإضافة إلى منع 4 ملايين صيني من شراء تذاكر قطارات ومنع ملايين آخرين من استخدام شبكة الإنترنت الصينية، بسبب ما سمّته وكالات الأمن بـ "عدم الجدارة بالثقة". على قدر كبير من الشبه لنظام علّام، يكفي أن ترتكب في الصين مخالفة مرورية أو اثنتين ليتم تسجيل المُخالف كـ "معتدٍّ" على أحد القوانين، ومن ثم يتسبب ذلك بتدني تقييم ذلك الشخص في عمله، وربما يُرفض طلبُه لركوب أيّ رحلة جوية، بسبب ما يسمى أمنيا بـ "عدم الجدارة بالثقة"، ومن ثم يحصل الشخص على علامة متدنية في تقييمه كـ "مواطن صيني صالح". أيضًا، من الممكن أن يخسر المواطن الصيني النقاط "جراء شراء مأكولات غير صحية مثلا، أو فواتير التدخين الزائدة، أو التأخر في سداد القروض البنكية، والتقييم السيئ في العمل، وهو نظام يُعرف بـ "نظام الائتمان الاجتماعي".
خلال مكوث عدنان ولينا على الجزيرة الصحراوية تضرب الأرض هزّة أرضيّة قوية، وذلك بسبب الأضرار الجسيمة التي تسببت الحرب بها لقشرة الكرة الأرضية.
تصل لينا أخيرًا إلى أرض الأمل، لكن سرعان ما يتبعها جنود القلعة للسيطرة على الجزيرة. في جزيرة الأمل، نشهد حنين سميرة للطبيعة الخضراء والسكينة المعدومة في القلعة، حتى أنها تعبّر عن افتقادها لطعم الشاي الحقيقيّ. هنا، نرى سميرة تذكر نفسها كفتاة صغيرة قبل أن تبدأ حرب عام 2008 وتدمر مدينتها.
في هذه اللحظات، نرى بداية التحوّل في شخصيّة سميرة من مقاتلة شرسة إلى معارضة لسياسات علّام، وهذه ما تثبته لنا عودتها إلى القلعة ومعارضتها العلنيّة لعلّام، والتي تنتهي برميها بالرصاص. سفك دماء سميرة يشير لولادتها من جديد، ولتحرّرها من علّام وجنونه بالسيطرة على العالم. من المرجح أن دماء سميرة (الوحيدة التي نراها في المسلسل) تحذّر المشاهد من الانجرار خلف قادة على استعداد بالتضحية بمعاونيها الأوفياء ومواطنيها من أجل بسط سيطرتها على العالم، بالإضافة إلى احتمالية رمز الدماء للثمن الباهظ الذي تدفعه الشعوب في سبيل نيل العدل والحريّة.
لا شك بأنّ العديد من الأمور التي قمت بطرحها قد تعصى على فهم الطفل المشاهد، لا سيما بما يتعلق منها بنظريات واحداث سياسية واجتماعية. ورغم ذلك، فإنّ قراءة المسلسل وتحليله تشكّل خطوة للأهل (ولنا، المشاهدين الكبار المشتاقين للماضي) في فهم عالم الطفل والاطلاع على القيم والمضامين المبطنّة التي يتلقاها. أترككم مع عدنان ولينا، وعبسي.
تعليقات (0)
إضافة تعليق