حكايا

صوت من الشرق الأوسط: المحتوى السياسيّ في أدب الطفل العربيّ


صوت من الشرق الأوسط: المحتوى السياسيّ في أدب الطفل العربيّ
مقالة علمية مترجمة
الباحثة نسرين عناتي

مرجع المقالة العلمية: Anati, N. (2020). A Voice from the Middle East: Political Content in Arabic Children's Literature. International Journal of Child, Youth and Family Studies, 11 (1), 71–91.

تستعرض هذه الورقة البحثيّة نزعات تمثيل الواقع السياسي والاجتماعي في أدب الطفل العربي بواسطة تحليل محتوى 26 كتابَ أطفال حائزة على جوائز، وصادرة في الفترة ما بين 2011 و2018- أي بعد الربيع العربيّ. أصول كتب الأطفال العربيّة تُتدارس أولًا من وجهات نظر مختلفة، وتدل على ارتباط بعناصر تقليديّة ودينيّة وعالميّة. أتطرّق أيضًا إلى الاهتمام المتزايد بتأليف أعمال أدبية عربية للأطفال الصغار. يستنتج من البحث أنّ أسباب ذلك تعود إلى النهضة الثقافيّة والعولمة والدعم والتمويل الحكوميّ. أخيرًا، تُظهر كتب الأطفال الـ 26 العلاقة بين إثنيّة مؤلّفيها، وتاريخ إصدارها والرسومات والموضوعات الظاهرة فيها. تدعم ذلك فكرة أنّ الواقع السياسيّ العربيّ ينعكس غالبًا في أدب الطفل العربيّ.

اندلعت ثورات الربيع العربيّ في عام 2010، في أعقاب المشاكل الاقتصاديّة والسياسيّة والمدنيّة والاجتماعيّة التي عصفت بالمنطقة. كان الربيع العربيّ عبارة عن عدة ثورات "استوحيت من نجاح الاحتجاجات في تونس" في 17 كانون الأول 2010، وسرعان ما تصاعدت في مصر وليبيا واليمن والبحرين، وأخيرًا في سوريا، في 15 آذار 2011. البحث الحالي، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على مجال أدب الطفل العربي سريع النمو والازدهار، والذي لم يحظَ بعد بتقييم كافٍ، هو الأول من نوعه. من خلال الكشف عن الواقع السياسيّ في 26 كتاب أطفال عربيّ مصوّر وحائز على جوائز، أسعى لتوجيه انتباه الأطفال والأهالي والمُعلّمين والنُقاد الأدبيّين لقيمة وأهمية الرسائل الضمنيّة لكتب الأطفال العربية الشائعة والصادرة مؤخرًا، وعلاقتها بالأوضاع السياسية الحالية في العالم العربيّ. وبهذا، يهدف البحث إلى أخذ دور طلائعي في تمهيد الطريق نحو تفكير نقديّ، ونقاشات قيّمة وأبحاث متبصّرة إضافية في هذا المجال المُهمَل. آمل أيضًا أن يكون البحث وسيلة لاكتشاف الموازاة بين حياة الشخصيّات الخيالية الصغيرة في كتب الأطفال العربيّة، وحياة الأطفال في عالم عربي مزقّته الحروب. أسلّط الضوء أيضًا على العوامل التي ربما أثرت على تناول موضوعات رئيسة ومتكرّرة في كتب الأطفال العربيّة الصّادرة مؤخرًا. وأتطرّق أيضًا إلى أسلوب تمثيل الواقع السياسيّ في الكتب المُعدّة للقراء اليافعين خلال الربيع العربي وفي أعقابه، سواء أعن طريق الرمزيّة أم الرسومات أم السرد المباشر للواقع الصعب الذي يعيشه الكثير من العرب نتيجة الثورات والفوضى السياسيّة التي عمّت بلادهم في تلك السنوات. يتناول هذا البحثُ الأسئلة البحثية التالية:
• ما هي الأسباب من وراء ازدياد الكتب المصوّرة العربية في العقد الأخير؟
• ما هي أنماط وأساليب تمثيل الواقع السياسيّ في الكتب المصوّرة العربية؟
• كيف تصوّر كتب الأطفال المصوّرة العربيّة الأحداثَ السياسية المرتبطة بثورات الربيع العربي؟

أصول أدب الطفل العربي

هناك آراء مختلفة حول طريقة وأسباب وموعد نشوء أدب الطفل العربي، إذ يشير بعض الباحثين، مثل بقاعي (2003) إلى أنّ أوّل إنتاج لأدب الطفل العربيّ هو نتيجة مباشرة للتأثيرات الخارجيّة- الأوروبيّة منها خاصّة. وقد اتّسع انتشار أدب الأطفال في أوروبا في القرن السّابع عشر، وهي فترة تتلمذ خلالها مثقفون عرب في فرنسا وروسيا ودول أوروبيّة أخرى، ومن ثم عادوا إلى مواطنهم مُحمّلين بالمعارف والاكتشافات. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ استعمار الدول الشرق أوسطية في هذه الفترة ساهم في نقل مختلف الأيديولوجيات والمعارف إلى الدول العربية. يؤكد مدلل (2004) أنّ العالم العربي سار على خطى الأنظمة التعليمية الأوروبية بعد تواصله مع الغرب من خلال الاستعمار. ويعتبر بقاعي (2003) الشاعر المصريّ أحمد شوقي (1868-1932) أول من ألّف كتبًا للأطفال العرب.
ولكن وفقًا للأديب العربي الكيلاني (1998)، فإنّ مفهوم "أدب الأطفال" لم يعرّف بشكل واضح حتى عام 1920، وسيرورة تطوّره لم تبدأ إلّا في الفترة ما بين 1970 و1990. وقد ادّعى أنّ جزءًا كبيرًا من أدب الطفل العربيّ القائم على الأخلاق نشأ من خلال الإسلام، إذ انتشر الأدب الشفويّ من خلال الأسَر التي نقلت قصص وتعاليم القرآن للأطفال وللأقرباء الصِغار.
بالمقابل، ادّعى الناقد الأدبيّ الفيصل (2001) أنّ أدب الطفل العربيّ ظهر على شكل شعر مُقفى وليس على شكل قصص قصيرة وروايات. وقد أكّد أيضًا أن القصص القصيرة الكلاسيكية مثل "ألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة": قصص شعبية من مخطوطات عربية تعود إلى القرن الرابع عشر، كُتبت بالعربيّة أولًا قبل تحويلها للفرنسيّة، وأنّ هذه الأعمال الأدبيّة عادت أخيرًا إلى العربية من خلال التبادل الثقافيّ والعولمة.
بشكل عام، يتّسم أدب الطفل العربيّ الكلاسيكيّ بالنزعة التعليمية وبالتأويل الأخلاقي. وبالرغم من ازدياد عدد الكتب العربية المُعدّة لأغراض ترفيهية بحتة، مثل علاء الدين والسندباد البحريّ، تجدر الإشارة إلى أنّ هناك ميلًا نحو إنتاج كتب أطفال عربيّة تعكس الواقع السياسيّ العربيّ. في مقالة "سوسيولوجيا أدب الأطفال في العالم العربيّ"، يشير مدلل (2004) إلى "أنّ هناك ميلًا لتعزيز وعي الأطفال للتحديات السياسية والعسكرية التي يواجهها الشعب العربي". ويشير بصورة أكثر تحديدًا إلى أنّ الأدب القصصيّ التاريخيّ يُعتبر جزءًا مهمًا من الأدب المكتوب للطفل العربيّ. يغطي هذا الجانر "موضوعات سياسية مثل الاحتفاء بالماضي العربيّ المجيد بوساطة قصص عن شخصيّات بطولية عربية، كالخلفاء مثلًا، وفتوحات إسلامية كبرى، ومؤخّرًا حروب عربية منتصرة". وادّعى أيضًا أنّ "هناك أدب أطفال عن قادة سياسيين مثل الرؤساء والملوك". هذه النزعة السياسيّة القوية في أدب الطفل العربي قد تُفَسّر أيضًا من خلال التغييرات والأحداث والتحديات السياسية التي عصفت بالمنطقة في العقود الأخيرة. منذ عام 2010، طرأ تحوّل على تمثيل الواقع السياسيّ في أدب الطفل العربيّ، وأمسى الأسلوب الجديد أكثر ملاءمةً للقرّاء الصغار، جمهور الهدف لهذه الكتب.

عوامل مؤثرة على ازدياد الاهتمام بأدب الطفل العربي

بغضّ النظر عن أصوله، يتضح من خلال عدّة أبحاث ازدياد الاهتمام بإنتاج أدب أطفال عربيّ في السنوات الأخيرة، المكتوب بالعربية أو المُترجَم. وقد طُرحت نظريّات مختلفة حول الأسباب وراء ازدياد الاهتمام هذا.
تشير إحدى النظريات إلى النهضة الحاصلة في العالم العربيّ، خاصة في دول الخليج الغنيّة بالنفط، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت، والتي تدفع العرب للعودة إلى جذورهم وتعزيز ارتباطهم بتقاليدهم وأصولهم وخصائصهم الثقافية المميزة. تنبع هذه النهضة من تأثير ثقافي عربي داخليّ، وبكلمات أخرى، يشدّد مثقفون ولغويّون على ضرورة العودة إلى الجذور والأصلانيّة العربيّة والاعتزاز باللغة العربية. هذا ما قالته رائدة أدب الأطفال، الأديبة والناشرة تغريد النجار، في هذا السياق: "في آخر عشر سنوات، شهدت الصّناعة (صناعة النشر) انفجارًا مُدويًا للطاقات الأدبية- إلى حدٍ يدعونا للحديث عن نهضة".
عامل إضافي مساهمٌ في إنتاج أدب الطفل العربيّ هو الدعم والتمويل والتشجيع غير المسبوق الذي تقدّمه العديد من الحكومات والمؤسّسات العربية للكتّاب العرب. فمنذ عام 2007 أُطلِقتْ عدّة مبادرات رسمية لتسريع عجلة إنتاج أدب أطفال نوعيّ باللغة العربية، وأعلنت العديد من المناطق العربيّة عن جوائز أدبيّة سخيّة، وطوّرت برامج جديدة للترجمة الأدبيّة، وأقامت دور نشر جديدة، ونظّمت مهرجاناتٍ أدبية ومعارضَ كتب وساهمت في إقامة ورشات كتابة. على سبيل المثال، أقامت مؤسّسة قطر للتعليم، البحوث وتنمية المجتمع في عام 2012 معهدَ دراسات الترجمة والترجمة الفورية لإتاحة المجال لإنتاج عدد أكبر من كتب الأطفال العربيّة. وفي أبو ظبي، ساهمت إقامة مشروع "كلمة" عام 2007 في ترجمة 900 كتاب للعربيّة (صحيح حتى كانون الأول 2016). وهناك مساعي ترجمة إضافية بفضل الدعم الذي تقدمه الحكومات والمؤسسات، والذي ساهم إلى حد كبير في ازدياد الاهتمام العربي بالأدب العربي بشكل عام، وبالأدب الموجّه للأطفال بشكل خاص. وجرى أيضًا تأسيس عدد من الجوائز المرموقة للاحتفاء بالأدب العربيّ للأطفال والشباب. في عام 2010، أعلنت مؤسّسة آنا ليند الأورومتوسطية عن مسابقة أدب الأطفال المرموقة "أقرأ في كلّ مكان" والتي تدعو كتّابًا من لبنان وسوريا ومصر والأردن وفلسطين لإنتاج أدب أطفال نوعيّ باللغة العربية. وعلى نحو مشابه، تقدّم جائزة "اتصالات"، التي أعلن عنها المجلس الإماراتيّ لكتب اليافعين في عام 2010 حوافزَ لمؤلّفي كتب الأطفال في العالم العربيّ. وقد أسّست عدة جوائز أدبيّة تحت مظلة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين بهدف زيادة الاهتمام بأدب الطفل العربي، بما في ذلك جائزة "كتابي" لمؤسسة الفكر العربي، وجائزة الشارقة لكتاب الطفل، التي يُعلن عنها سنويًا في مهرجان الشارقة القرائيّ للطفل، وجائزة الشيخ زايد للكتابة الإبداعيّة ولأدب الأطفال، التي أسّست في عام 2007. جميع هذه المسابقات والحوافز والجوائز هي بمثابة محفّزات إضافية في سيرورة تشجيع إنتاج أدب أطفال عربي مُبتكَر وزيادة الاهتمام العام بهذا المجال.
وقد يعود سبب آخر لهذا الازدهار الملحوظ في مجال أدب الطفل العربي إلى ظاهرة العولمة الحديثة التي سيطرت على العالم أجمع، بما في ذلك العالم العربيّ. ومكّنت نزعة الترجمة الأخيرة العديدَ من المترجمين في جميع أنحاء العالم من التعرّف إلى كتب من ثقافات مختلفة. على سبيل المثال، قامت مؤسّسة قطر بلومزبري للنشر، التي أقيمت في عام 2008 وغُيّر اسمها لاحقًا لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر في عام 2015، بإصدار جميع كتبها بالإنجليزيّة والعربية. على نحو مماثل، تصدر المجلة البريطانية بانيبال أعمالًا أدبية باللغة العربية منذ عام 1998، وتحتفي جائزة سيف غباش-بانيبال لترجمة الأعمال الأدبية العربية، والتي أطلقت عام 2006، بالآداب العربية النوعية المترجمة للإنجليزية. ومع تعزّز نزعة الترجمة وما رافقها من مبادرات، أصبحت الأعمال الأدبية العربية متاحة أكثر من أيّ وقت مضى. وتطرقت الصحافية أورسولا ليندسي (2013)، التي كتبت عن موضوع الترجمات العربية، إلى ازدياد الترجمات من وإلى العربية: "الاهتمام بالأدب العربي المترجم- والذي شهدتُ على ازدهاره أثناء السنوات العشر التي قضيتها في القاهرة- يُثلج صدر كلّ من يعرف مدى روعة الأعمال الأدبية العربية". تضيف قائلة: "علينا الاحتفاء بزيادة مناليّة الأعمال الأدبية من العالم العربي، في فترة تشهد فيها المنطقة انتشار أعمال أدبية ذات توجهات وجانرات وأصوات مختلفة". بهذا، أتاحت العولمة المجالَ لترجمة عدد أكبر من كتب الأطفال من وإلى العربية، بوساطة توسيع نطاق وتنوّع جمهور القرّاء، وزيادة الاهتمام بالكتب العربية.
بالرغم من ازدياد كميّة وجَودة اصدارات أدب الأطفال بالعربية، إلّا أنّ الأبحاث التي تتدارس محتوى كتب الأطفال المعاصرة ما تزال قليلة. ليس من السهل العثور على أبحاث علمية موثوقة تُحلل المحتوى المواضيعيّ لكتب الأطفال العربية بشكل عام، وخاصةً انعكاس الواقع السياسيّ العربيّ في هذه الكتب. الأبحاث المتاحة حول هذا الجانر تقتصر على إصدارات أو مقالات تنشر في صحف محلية أو مواقع إنترنت. وعليه، يأمل البحث الحاليّ التجسير على هذه الفجوة البحثية وإثراء مخزون الأبحاث النوعية القائم والمحدود بوساطة التركيز على تحليل أنماط وأساليب تمثيل الواقع السياسيّ في كتب أطفال عربيّة حائزة على جوائز، وخاصةً الكتب المصوّرة.

منهجية البحث

طريقة اختيار العينة
عندما فكرت في الكتب التي سأستخدمها في هذا البحث، اخترت دراسة 30 كتابًا حازت على جوائز معتمدة أو رُشّحت لنيل جائزة كهذه. وحازت ثمانية كتب على جائزة "اتصالات" لكتاب الطفل، بحيث اختير كلّ سنة كتاب واحد عن الفترة ما بين 2011 و 2018، أمّا بقية الكتب -وعددها 22 كتابًا- فقد رشّحت لجائزة الشيخ زايد خلال الفترة نفسها. من بين الكتب الثلاثين التي اختيرت في المرحلة الأولى، جرى استثناء 4 كتب فقط لعدم استيفائها معايير البحث. وبالتالي، يستند هذا البحث إلى 26 كتابًا مصوّرًا بالعربية، للأطفال من سنّ الرابعة حتى الـ 12.
الفترة الزمنية اختيرت لضمان علاقية التحليلات والمعاينات التي يتناولها هذا البحث بثورات الربيع العربيّ؛ فقد بدأت هذه الهبّة السياسية في كانون الأول 2010، وما تزال مستمرّة حتى الآن. تُعتبر جائزة "اتصالات" وجائزة الشيخ زايد من أهم الجوائز في مجال أدب الأطفال في العالم العربيّ، والتي تحظى بموثوقية المعلّمين والمُربّين وأمينات/ أمناء المكتبات والنقاد الثقافيّين. الكتب المشمولة في هذا البحث اختيرت استنادًا إلى تناولها لموضوعات ثقافية عربيّة، وملاءمتها للفئة العمرية ومناليتها، وتشمل: الفتاة التي اقتفت آثار شخصيات ابن المقفّع لنبيهة محيدلي (2014)، وهي إعداد لقصص كليلة ودمنة الكلاسيكية؛ ثلاثون قصيدة للأطفال لجودت فخر الدين (2013)؛ حكايات فنّون لسحر عبد الله (2012)، وهو أشبه بكتاب فنيّ لتعليم الرسم؛ الذئبة أم كاسب للينا هويان الحسن (2016)، وهي قصة خيالية. جميع الكتب الـ 26 لاقت نقدًا إيجابيًا من مجلة بانيبال للأدب العرب الحديث ("جائزة الشيخ زايد" لعام 2018)، وموقع ريفولفي، Revolvy website (جوائز "الأدب العربي" لعام 2019)، ومؤسّسة قطر ("مؤسسة قطر بلومزبري للنشر" لعام 2015) والعديد من المواقع التربوية الإلكترونية التي تحظى بدعم من اتصالات ("وزارة التربية والتعليم" لعام 2018) وبموثوقية المعلّمين وأمناء المكتبات.

جمع وتحليل المعلومات
تمت معاينة النصوص بوساطة تحليل محتوى استطلاعيّ، الذي "يستخدم عامةً لتفسير المعنى من محتوى بيانات نصية، وبالتالي، التقيّد بنموذج طبيعي النزعة" (Naturalistic paradigm). في سياق هذا البحث، يعود هذا النموذج إلى القصص العربية التي تعكس واقع اليافعين الذين يعيشون في مناطق صراع. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تحليل المحتوى هو منهجية بحثية مرنة لتحليل النصوص ووصف وتفسير تمثيلات مكتوبة للمجتمع". يعتبر تحليل المحتوى أيضًا بمثابة طريقة ذاتية ومنهجية لتطوير إدراكنا للمحتوى، و"يوفّر رؤى جديدة، ويعزز من فهم الباحث لظاهرة معينة، ويُطلعنا على تطبيقات عملية".
تضمّنت عملية تحليل المعطيات مرحلة تهيئة، تليها مرحلة استشفاف. خلال مرحلة التهيئة، أجرت الباحثة قراءات معمّقة لأجزاء من الكتب، وقامت بإبراز المعلومات التي يمكن بوساطتها استكشاف واستنتاج وتفسير وجهات نظر المؤلّفين. بشكل عام، البحث عن إجابات لهذه الأسئلة شكّل ركيزة توجيهية لمرحلة الاستشفاف:
• كيف تساهم الرسومات في فهم المغزى الضمنيّ من النصوص؟
• ما هي بعض الموضوعات التي تظهر في النصوص؟
• هل يمكن الربط بين جنسية المؤلّفين ومحتوى وخلفية القصص؟
• هل تدعم تواريخ نشر الكتب الاستنتاجات المُستخلصة من محتوى القصص بخصوص ارتباطه بالأحداث السياسية العربية؟

النتائج والمناقشة

يمكن تصنيف كتب الأطفال الـ 26 التي تم تدارسها في هذا البحث حسب الموضوعات الرئيسة الواردة فيها. ترتبط هذه الموضوعات بشكل واضح بقضايا الحرب والقمع والاستبداد وسلب الحرية، والتي تميّز الربيع العربي والثورات التي رافقته. برزت في تحليل محتوى الكتب المصوّرة خمس موضوعات رئيسة: العائلة؛ وآليات مواجهة الفقدان والاكتئاب؛ والموت؛ والمرض والإصابات؛ والهويّة وحلّ الصراعات. تستعرض الأقسام التالية تفاصيلَ وأمثلة عن كلّ موضوعة من الموضوعات الواردة في الكتب المشمولة في البحث.
العائلة
وَرَد هذا الموضوع في عدد من الكتب لمؤلّفين من خلفيات متنوّعة، والتي نُشرت على امتداد فترة زمنية تمتدّ بين السنوات 2011- 2018. على سبيل المثال، كتاب ابتهاج الحارثي أنا وماه (2015) هي قصّة واضحة وصريحة جدًا من حيث المغزى الذي تسعى لتمريره للقرّاء اليافعين. تسلّط القصة الضوء على علاقة عزّان الصغير بعائلته من خلال وصف علاقته الوثيقة بجدّته، ماه، وبوالدته. يبدو عزّان في القصة منفتحًا وهشًّا للغاية عندما يتحدّث عن هاتين الشخصيتين، والرسومات المفصّلة لتعابير وجهه تظهر مدى سعادته وارتياحه عند وجوده بقربهما. تتمحور القصة حول موضوع العائلة وأهميتها في حياة اليافعين الذين يعانون بسبب فقدان أو مشقّة ما. صدرت قصّة أنا وماه في عام 2015، بعد مرور بضع سنوات على فجر الربيع العربي، ما يُمكّننا من استنتاج العلاقة بين كتاب "طفولي" ظاهريًا والواقع السياسيّ المُروّع في العالم العربي منذ اندلاع الربيع العربي. تجدر الإشارة إلى أنّ مؤلفة هذه القصّة هي من عُمان، وهي دولة لم تتأثر بالربيع العربي. ولكن العالم العربي مرتبط برباط وثيق، لأنّ جميع العرب "تربطهم هوية مشتركة قائمة على اللغة والتاريخ"، وجميعهم تأثروا بالربيع العربي إلى حدّ ما. في مقالته "لماذا أغفلت الدراسات الشرق أوسطية عن الربيع العربي"، يقول ف. غريغوري غوز (2011)، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرمونت، إنّه "إذا بقي هناك شك بأنّ العرب يحتفظون بشعور الهوية السياسيّة المشتركة مع أنّهم يسكنون في 20 دولة مختلفة، فإنّ أحداث هذه السّنة يجب أن تلغي هذه الشكوك... جميع العرب يتشاركون هوية سياسية ومصيرًا سياسيًا مشتركيْن". وأضاف قائلًا إنّ "الثورات العربية أثبتت أنّ ما يحدث في دولة عربية واحدة قد يؤثر على دول أخرى". لذلك، من المعقول أن تكون قصة أنا وماه مستوحاة، إلى حدٍ ما على الأقل، من الواقع السياسي في العالم العربي، خاصة وأنّ أحد الموضوعات الرئيسة -العائلة- يرتبط بسهولة بالنتائج الثانويّة للواقع السياسيّ العربيّ المعاصر. كما يظهر في مجموعة الكتب هذه، فإنّ التآزر الأسَريّ والدعم المُجتمعيّ في الفترات الصعبة مهمّان جدَا للحفاظ على جودة الحياة، وينطبق ذلك على وجه التحديد في ظلِّ المصاعب الحالية في الدول العربية.
تتمحور قصة أمي تحبّ الفتوش للكاتبة اللبنانية إيـﭬا كوزما (2014) حول موضوع العائلة. تسرد هذه القصة الموجعة طفلةٌ تعيش في فقر، وتراقب أفعال أمها. تشرح الراوية الصغيرة أنّها كانت تظنّ دومًا أنّ أمّها لا تحبّ سلطة الفتوش لأنّ طبقها يكون فارغًا بينما تستمتع البقية بتناول طبقها. تكتشف الراوية لاحقًا أنّ والدتها تحبّ الفتوش ولكنها تمتنع عن تناولها ليتمكّن أحباؤها من تناول المزيد منه: "فوجئت بأنّ أمي تحبّ الفتوش". تستعرض الكاتبة جميع تفاصيل هذه القصّة المؤلمة بضوء إيجابي بواسطة توظيف ألوان زاهية ومريحة للعين في وصفها للفتوش وللملابس التي ترتديها شخصيّات القصة. توازن هذه التقنية الأسلوبية الواقعَ الكئيب لمحتوى القصة لملاءَمته لجمهور من القراء اليافعين سريعي التأثّر. بهذا، تتناول قصّة أمي تحب الفتوش أهمية العائلات المُحبّة، خاصة في الفترات الصّعبة. صدرت القصة بعد سنتين على اندلاع الربيع العربيّ ومؤلّفتها لبنانية، لذلك يفترض أنّها تأثرت إلى حدّ كبير بالألم والمعاناة في الدولة المجاورة لموطنها. تتشارك والدة بطلة القصّة طبق الفتوش الخاصّ بها مع الأقرباء والجيران، ما يرمز إلى الحرمان الذي عايشه العديد من الأشخاص المِعطائين خلال المجاعة التي اجتاحت سوريا واليمن ودولًا مجاورة أخرى. تتمحور قصّة كتاب أمي تحبّ الفتوش حول موضوع العائلة في سياق الواقع السياسيّ المعاصر في العالم العربي.
يتكرّر موضوع العائلة في عدد من الكتب الأخرى المشمولة في البحث. على سبيل المثال، تتعقّب قصّة لي بدل البيت بيتان للوركا سبيتي (2017) تجربة آدم الصغير بعد طلاق والديْه، إذ يتعلّم كيفية التأقلم مع الوضع الجديد، ويُدرك أنّ العائلة تبقى دومًا عنصرًا مهمًا يمكنه الاعتماد عليه عند مواجهة الصِّعاب. وبطريقة مماثلة، تتمحور قصة لينا هويان الحسن البحث عن الصقر غنّام (2015) حول المشاعر التي يُعايشها الفتى صباح بعد انفصاله عن جدّته وعمّه أثناء رحلة في الصحراء، حين يتحدّث عن مدى أهمية عائلته بالنسبة له، وعن حجم الأذى المعنويّ الذي لحق به نتيجة انفصاله عنهما. تشدّد قصة الحنين لعائشة الحارثي (2018) على أهمية ارتباط الفرد بكبار السنّ وبالتقاليد واحترامه لها من خلال تجارب مجموعة من اليافعين العُمانيين الذي يتعلّمون عن أسلافهم. نجد موضوع الحنين للعائلة والبيت في كوكب النفايات لسعيد مكاوي (2013). بعد وصوله إلى كوكب جديد، يشعر فتى صغير بالحنين إلى الوطن. يشتاق إلى جدّته وأصدقائه ويكتشف أنّ العائلة هي مصدر للأمان. أخيرًا، تتناول قصة تغريد النجار ستّ الكلّ (2013) بوضوح موضوع العائلة من خلال قصّة فتاة صغيرة تُدعى يسرى التي تقرّر أن تتحدّى الأعراف الاجتماعية، بدعم من عائلتها، لتصبح صيّادة سمك لتعيل عائلتها. من الواضح أنّ موضوع العائلة حاضر بقوة في الكتب التي يتناولها البحث، والعلاقة بين الربيع العربي وهذا الموضوع جلية أيضًا: تشجع هذه القصص القرّاء اليافعين على الحفاظ على علاقة وثيقة بأقربائهم في خضم حالة الفوضى والغدر والفساد التي رافقت فجر الربيع العربي.
آليات التعامل مع الفقدان والاكتئاب
موضوع "آليات التعامل مع الفقدان والاكتئاب" شائع أيضًا في الكتب المشمولة في البحث. تتناول قصّة أماني العشماوي طيري يا طيارة (2011)، الحائزة على جائزة "اتصالات" والصادرة في مصر في السنة الأولى من الربيع العربي، الآليات المختلفة التي يتبناها الأطفال للتعامل مع مشاعر الاكتئاب النابعة عن الفقدان. هذا الفقدان الناتج عن الحرب والصراع أصبح مألوفًا في الآونة الأخيرة. العديد من الأبحاث تعتبر فقدان الأحبّة سببًا للاكتئاب، وتشير إلى وجود ارتباط وثيق بين الفقدان ومعدّلات الاكتئاب. الشخصية الرئيسة في القصة، زهراء ابنة التسع سنوات، تفقد والديها وتننقل للعيش مع قريب والدها وزوجته في الإسكندرية، مصر. تعيش زهراء حالة من الاكتئاب والحزن، وتحاول التعايش مع تجربة الفقدان. تتضح هذه المشاعر في الرسومات المفصّلة، خاصة رسومات وجوه الشخصيات، التي ترافقنا طوال القصة. بعد إنشاء صداقة مع طفلة أخرى، يتيمة أيضًا، تتعلّم زهراء كيف تخفّف من ألمها وكربها بواسطة كتابة يومياتها على طائرة ورقية وتطييرها- لتتحرّر من كل ألم. تتناول القصّة بوضوح آليات التعامل والتأقلم لدى الأيتام، وترتبط على الأرجح بالأطفال الذين فقدوا ذويهم في الحروب وأعمال العنف. وفقًا للناقدة والكاتبة رنيم حسن (2016)، "يساعد هذا الكتاب الأطفال الذين فقدوا أحبّائهم على الفهم بأنّ أفكارنا تتحكم بمشاعرنا، وفقط من خلالها، يمكننا التخلص من مشاعر الحزن". بما أنّ الكتاب نشر بعد سنة واحدة فقط من اندلاع الربيع العربي في مصر، يمكننا الافتراض أنّ القصة كتبت لمساعدة الأطفال- خاصةً الأطفال المصريين- على التعامل مع العنف المحيط بهم، وتعريفهم بشخصيات يمكنهم التماهي معها كي لا يشعروا بالوَحدة في ظلّ الأزمة التي تخيّم على العالم العربي.
من بين القصص الرائعة الأخرى التي تبيّن موضوع آليات التعامل والتأقلم مع الفقدان والاكتئاب هي قصّة الكاتبة الفلسطينيّة دنيازاد السّعدي عندما تغضب (2013). تتعقب هذه القصة محاولات الطفل هادي لإيجاد طرق للتغلب على مشاعر القلق والتقلبات المزاجيّة الحادّة التي تجعله يتصرّف بعنف. طبعه الغاضب والمكتئب في بداية القصة ينعكس في الرسومات، الظاهرة كلّها بالأبيض والأسود. ولكن طوال القصّة، يجرّب هادي مختلف آليات التأقلم لكي يخفف من حدة توتره، ويكتشف أخيرًا أنّ الغناء والرسم وكتابة اليوميات ترفع من معنوياته وتغيّر مزاجه للأفضل. صدر هذا الكتاب عام 2013، بعد عام على اندلاع حرب غزة، وقد كتبت الناقدة سحر عبد الله (2014) أنّ كتاب عندما تغضب يلقي الضوء على موضوع آليات التأقلم لدى الأطفال الذي يواجهون اضطراب الكرب التالي للرضح (التروما) الناتج عن الصراع المستمرّ في العالم العربي منذ عام 2011. من المحتمل إذًا أن يكون هذا الكتاب قد أُلّف لمساعدة الأطفال الفلسطينيّين على التعامل الصحّي مع حالة الفوضى والمعاناة المحيطة بهم.
نجد هذا الموضوع حاضرًا في عدد من الكتب الأخرى المشمولة في عينة البحث، من بينها كائنات سقف الغرفة لنبيهة محيدلي (2012)، حين يكتشف كريم، ابن الثامنة، وهو جالس وحيدًا وحزينًا، أنّه يستطيع استخدام خياله لخلق كائنات لطيفة تتدلى من سقف غرفته المهترئ. وفي قصّة أنا وماه لابتهاج الحارثي (2015)، يتعلم بطل القصة الصغير أنّه يستطيع التغلب على الحزن بواسطة القيام بأنشطة تذكّره بالأوقات المُمتعة التي قضاها مع جدته. في قصة ستّ الكل لتغريد النجار (2013)، تصبح يسرى صيادة لإعالة أسرتها بعد أن أصيب والدها بإصابات بالغة في حرب غزة، وتكتشف أن تحديد الهدف والسعي لتحقيقه يساعدها على التغلب على المصاعب ومواجهة تحديات الحياة. وفي قصة معجزة الصحراء ليعقوب الشاروني (2013)، يقوم الفتى المصري، حمزة، المقيم في واحة الجرة، بتطوير مهارات حلّ المشاكل ليتغلب على المصاعب التي تواجهه عندما يوشك الماء على النفاد في محيطه الصحراويّ. في قصّة قبعة رغدة لتغريد النجار (2012) وقصّة الفتى الذي أبصر لون الهواء لعبده وازن (2012)، يكتشف بطلا القصتيْن، رغدة وباسم، المصابان بمرض عضال، آليات تأقلم تساعدهما على تحديد أهدافهما وأهميتهما في الحياة بالرغم من مرضيهما. آليات التعامل والتأقلم من الفقدان والاكتئاب كانت موضوعًا رئيسًا في العديد من الكتب المشمولة في هذا البحث، ويرجّح أنّ الهدف من تناول هذا الموضوع هو مساعدة الأطفال على التعامل مع حالات الكرب والقضايا التي يواجهونها نتيجة الواقع السياسيّ الذي يعيشه حاليًا الكثير من الأطفال العرب.
الموت، المرض والإصابات
موضوع آخر حاضر في الكتب المشمولة في البحث يُعنى بالموت والمرض والإصابات، والذي يعكس إلى حدٍ كبير الواقع السياسي المعاصر في العالم العربي. في قصّة أنا وماه للحارثي (2015)، تموت ماه بعد أنّ تكون علاقتها بحفيدها عزّان قد تعزّزت. توضّح الرسومات المفصّلة حالة الحزن والاضطراب التي يعيشها بطل القصّة الصغير نتيجة موتها. يبدأ عزّان بطرح شتى الأسئلة على والدته: "هل ماه نائمة؟ و"هل ذهبت ماه إلى السّماء"؟ إنّها مرحلة انتقاليّة للقسم الآخر من الكتاب المكوّن من حوار بين عزّان ووالدته، التي تحاول الإجابة عن أسئلته بصراحة وحساسية. تواسي الأم ابنها وتقول له إنّ "ماه ستبقى دائمًا في قلوبنا". بدلًا من تجنّب الأسئلة الصعبة التي يطرحها الأطفال الذين يعايشون تجربة الفقدان، تتطرّق الحارثي إلى هذه الاستفسارات بشكل مباشر وصريح. الموازاة بين المشاعر التي يعايشها عزّان وتلك التي يعايشها الأطفال السوريون حسب توثيقات منظمة "أنقذوا الأطفال" تبيّن أثرَ وفوائدَ مثل هذا العمل الأدبيّ على العديد من الأطفال العرب. وثقت المنظمة الصدمات المؤلمة التي عايشها أطفال سوريون كثيرون نتيجة الحرب المُستمرّة في بلدهم: "مئات آلاف الأطفال لم يعرفوا شيئًا سوى الحرب والموت والحرمان والفقدان". وبما أنّ الكثير من الأطفال العرب يتشاركون تجربة الموت والفقدان والإصابات بسبب الربيع العربي، فإنّ تمثيل هذا الكتاب للواقع السياسيّ العربيّ هو واضح جدًا. ويدعم ذلك تاريخ إصدار الكتاب، ومع أنّ جنسية الحارثي العُمانية لا تشير إلى ارتباط مباشر بالقضايا الحالية، إلّا أنّ العالم العربي أجمع تأثّر بهذا الحراك.
على نحو مماثل، تتناول قصة تغريد النجار قبعة رغدة (2012)، والحائزة على جائزة، موضوع الموت والمرض بشكل مباشر. رغدة هي فتاة صغيرة تُصاب بمرض السرطان. بعد خضوعها لعلاجات كيميائية، تفقد شعرها بالكامل وتعتمر قبعة بيضاء في الحيز العام، ما يلفت الأنظار إليها ويجعلها عرضةً للتنمّر. التغيير في ثقتها بنفسها وفي حالتها النفسية خلال القصّة يظهر من خلال الرسومات التي تسلّط الضوء على مشاعر رغدة. النجار هي كاتبة فلسطينية لديها الكثير من الكتب المرتبطة بالواقع الحاليّ في فلسطين، مثل لغز عين الصقر (2014) ومن خبّأ خروف العيد؟(2012). صدرت قصة رغدة في نفس العام الذي اندلعت فيه حرب غزّة الأولى، ما يعزز من مصداقية الفكرة بأنّ القصة كتبت لمساعدة ضحايا الحرب الصغار على التعامل والتأقلم مع تجربة الموت والفقدان التي لا يفترض أن يعايشها أطفال في هذه السنّ الصغيرة. بهذا، تكشف هذه القصّة الرائعة الأطفال الصغار على فكرة الأمراض الخطيرة والموت، والتي تتماشى مع فكرة الموت والمرض والإصابات المتكرّرة في سبعة كتب من عينة البحث.
تتناول كتب أخرى من العينة بشكل واضح موضوع الموت والمرض والإصابات. في قصة طائر الوروار لحسن عبد الله (2015)، يتناول المؤلف موضوع المرض من خلال الإصابة الشديدة التي يتعرّض لها الطائر بسبب مجموعة فتيان تعمّدت إخافته. في قصة عيد في إبريق لنوف العصيمي (2014) وطيري يا طيّارة لأماني العشماوي (2013)، يظهر موضوع الموت من خلال فقدان الوالديْن. وفي قصّة ستّ الكلّ لتغريد النجار (2013)، يظهر موضوع المرض من خلال إصابة والد يسرى في حرب غزة. في قصّة البيت والنخلة لعفاف طبالة (2011)، فإنّ مرض الحفيد فارس أثناء هجرة عائلته هو نموذج إضافي لموضوع المرض. في قصّة الفتى الذي أبصر لون الهواء لعبده وازن (2012) وقبعة رغدة لتغريد النجار (2012)، يتناول المؤلفان موضوع المرض من خلال المرضين الخطيرين اللذين يصاب بهما بطلا القصّة- العمى والسّرطان. وفي سياق ثورات الربيع العربي، التي أدت إلى الكثير من الخسائر في العالم العربي، فإنّ تكرار موضوع الموت والمرض والإصابات في الكثير من الكتب يمثّل الواقع السياسي الذي يعيشه أطفال عرب كثيرون.
الهُوية
موضوع آخر متكرر في 11 كتابًا من عينة البحث هو موضوع "الهُوية". تتمحور قصة الكاتبة اللبنانية لوركا سبيتي لي بدل البيت بيتان (2017) حول هذا الموضوع. يشهد الطفل آدم ابن السنوات الستّ على الشجارات الدائمة بين والديه، والتي تؤدّي في نهاية المطاف إلى طلاقهما. يضطرّ آدم للتنقل من منزل إلى آخر لقضاء الوقت مع كِلا والديه. للقصة نهاية سعيدة حين يتقبّل آدم وضعه ويقول بفرحٍ: "لدي بيتان بدل البيت". الرسومات المُلوّنة تخفف من حدة الأجواء القاتمة، كما نرى على غلاف الكتاب، يقف آدم باسمًا بين البيتيْن. تتناول هذه القصّة بشكل غير مباشر موضوع الأطفال المهاجرين الذين يضطرّون للسكن بعيدًا عن موطنهم. اضطر آدم للخروج من منزله الأصليّ بسبب الصراع الدائم المحيط به- كحال ملايين الأطفال المهاجرين في العالم العربي. من ثم يواجه آدم أزمة هوية في سعيه لتحديد المنزل الذي ينتمي إليها حقًا، ويوازي ذلك الصّراعات الداخلية التي يواجهها المهاجرون الصغار بعد نزوحهم عن بلادهم التي مزّقتها الحروب. لوركا سبيتي هي شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية شهدت -كالعديد من اللبنانين- على نزوح عدد كبير من العرب من موطنهم إلى دول أجنبية، خاصة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، والمقيمين في مخيمات مكتظة ومحرومة من خدمات كثيرة. تدعم هذه المعلومات الأساسيّة الفكرة بأنّ قصّة الأطفال هذه كُتبت لتعكس الوضع السياسيّ الحاليّ في العالم العربي.
في قصّة بلا قبعة للطيفة بطي، تولد بطلة القصة مع قبعة على رأسها، كجميع المحيطين بها. تدل الرسومات على أنّ جميع شخصيات القصة تفتقر لسمات خاصّة، ويمثّل ذلك القيود المجتمعية التي تجرّد الناس من شخصياتهم الفردية. الفضول لدى الشخصيّة الرئيسة يجعلها تنزع قبعتها لتكتشف أنّ الحياة أفضل من دونها. تُنبذ بطلة القصّة من عائلتها لكونها مختلفة، فتصنع لنفسها قبعة جديدة، قبعة تناسب نمط حياتها وتجعلها تُبرز هويتها الفردية. تنتهي القصّة بالجملة التالية "ولم يعد يولد أيّ طفل وعلى رأسه/ا قبعة". تعلّم هذه القصّة الأطفال التفكير خارج الصندوق وإيجاد هُويّات خاصّة بهم والتمسّك بها، بغضّ النظر عن رأي الآخرين. يرتبط ذلك بواقع الكثير من الشبيبة العرب في هذه الأيام المحرومين من هويتهم وفردانيتهم؛ فقد تسببت الحرب والطابع العنيف للربيع العربيّ بسلبهم ثقافتهم. ولكن في مصر، عزّز الربيع العربيّ من وحدة الناس وتشبّثهم بهويتهم وثقافتهم. يمكننا هنا إنشاء رابط بين الربيع العربي وهذا الكتاب لأسباب عديدة، من بينها حقيقة إصداره في 2015- بعد بضع سنوات على اندلاع الربيع العربي. يشير ذلك إلى أنّ القصة ربما استوحيت من تلك الأحداث أو أنّها تمثّلها. جنسية الكاتبة في هذه الحالة لا يمكن أن تكون مصدر إلهام للفوضى التي عمّت العالم العربي، لأنّ الكويت لم تلعب دورًا رئيسًا في الربيع العربيّ. ولكن الرسامة، ضحى الخطيب، هي من سوريا- وقد شهدت البلاد حربًا وأحداثًا عنيفة سلبت الكثيرين هويتهم وفردانيتهم. مرة أخرى، العلاقة مع المجتمع العربي تسهّل علينا الاستنتاج بأن بطي ربما اختارت الكتاب عن الربيع العربي لدعم أطفال من أصول مختلفة قليلًا عن أصولها. بحكم السياقات المُبرزة هنا، يمكن اعتبار موضوع الهوية في قصة بلا قبعة انعكاسًا للواقع السياسي العربي الحالي.
قصص أخرى من المجموعة التي تتمحور حول موضوع الهوية تشمل قصة الحنين للحارثي (2018) حين تتعلّم مجموعة من الأصدقاء العُمانيين عن هويتهم الثقافية وعن أسلافهم. تتحدّث قصة أحلم أن أكون خلاط إسمنت لحسين المطوع (2018) عن حياة فتى يسعى لتحقيق أحلامه وشغفه بغضّ النظر عن آراء محيطه. وعلى نحو مماثل، تتحدّث قصة سماح أبو بكر عزّت المنزل الأزرق (2016) عن مجموعة مراهقين يعرّفون أنفسهم لأول مرة على منصّات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك. تتتبع قصة ستّ الكل لتغريد النجار (2013) مغامرة يسرى في تغيير الأعراف والقيود الجندرية المجتمعية التي تمنعها من مساعدة عائلتها. في قصة معجزة في الصحراء ليعقوب الشاروني (2013)، يدلّ الارتباط والشغف العميق الذي يبديه بطل القصة حمزة تجاه أرضه، على قوّة انتمائه للمكان الذي ترعرع فيه. قصة حنجي بنجي بلدي إفرنجي لأحمد سليمان (2011) هي قصّة مصرية أخرى تمثّل موضوع الهوية وتحتفي بالاختلافات. يرسم الفنان والكاتب أحمد سليمان رأس الملفوف البنفسجي، بنجي، ليرمز إلى كلّ ما هو مختلف. الحوار بين رؤوس الملفوف يوضّح مفهوم الهوية ويشجّع القراء الصغار على تقبّل الاختلاف بطريقة منطقية بوساطة طرح أسئلة نعم/ لا مضحكة أو متناقضة مثل "بلدي أم إفرنجي؟"؛ "بنفسجي أم أخضر؟"؛ "يتحدّث "العربية أم الإفرنجية؟". أخيرًا، تتمحور القصص الأربع: السمكة المفكّرة لحسن عبد الله (2013)، قبعة رغدة لتغريد النجار (2012)، الصبي الذي أبصر لون الهواء لعبده وازن (2012) وأين منقاري ليارا بامية (2018) حول التعدّدية وأهمية الفردانية في كلّ المجموعات والمجتمعات. الجزء الأكبر من الكتب المشمولة في العينة التي تتمحور حول موضوع الهوية يدلّ على أهمية وعلاقيّة هذا الموضوع في حياة الكثير من الأطفال العرب في العصر الحديث. وهو يدلّ أيضًا على أنّ أفكارًا أكثر عمقًا أدت بالمؤلّفين إلى الحديث عن موضوع الهوية في كتبهم: كيفية الحفاظ على الهوية الفردية في الواقع السياسي الحالي في العالم العربي.
حلّ الصراعات
الموضوع الأخير المُتكرّر في الأعمال الأدبية المختارة هو حلّ الصراعات. في كتاب أنا لست أنت للكاتب السوري جيكر خورشيد، تتمحور القصة حول حلّ الصراعات للأطفال الصغار بعد اندلاع الربيع العربيّ. في القصة، يتعرّض الكركدن لمرواغات الضبع الماكر الذي يريد للجميع أن يتصرّفوا ويفكّروا مثله. خلافًا لسائر الحيوانات، يُصرّ الكركدن على موقفه ويواجه الضبع الماكر بقوله "أنا لست أنت". تعلّم هذه القصّة الأطفال العرب مواجهة المتنمِّرين بطريقة سلمية ومباشرةً، ما يساعد اليافعين العرب الذين يعايشون صراعًا عنيفًا في بلادهم بسبب الربيع العربي. توصلت إلى هذا الاستنتاج بسبب أصول مؤلّف وتاريخ إصدار الكتاب. المؤلّف سوري، ومن موقعه هذا، يرتبط بموضوع حلّ الصراعات، وربّما يشعر أيضًا بارتباط وثيق بهذا الموضوع إلى حدٍ يلزمه بالكتابة عنه. بالإضافة إلى ذلك، صدر الكتاب بعد بضع سنوات على اندلاع الربيع العربي في سوريا، إذ يعاني الأطفال السوريون من الصراع المستمر القائم لأنّهم لا يستطيعون القتال ولأنّهم يفتقرون للاستراتيجيات العملية للتعامل مع هذه القضية بطريقة سلمية. بالنسبة للرسومات، جميع شخصيات الحيوانات مرسومة بشكل غريب الأطوار. الأحجام والألوان والأشكال المختلفة للكركدن والضبع تدلّ بوضوح على أنّه لا يمكن لأحد منّا أن يكون كالآخر. توظيف الشخصيات الحيوانية شائع حتى في أدب الكبار - على سبيل المثال أذكر سلسلة ماوس (سبيغيلمان، 1991) ومزرعة الحيوان لجورج أورويل (1945/1996)- للتغطية على قضايا جدليّة ونقل رسائل صعبة للقراء الصغار بطريقة مريحة وغير منفّرة. بنظرة عن كثب، يمكننا اعتبار قصّة أنا لست أنت أنّها تمثل القضايا السياسية في العالم العربي بعد الربيع العربي، خاصة فيما يتعلق بالطرق التي يستطيع الأطفال اتباعها لحلّ الصراعات.
تتمحور قصة فاطمة شرف الدين لِمن الزيتون؟ (2012) حول حلّ الصراعات للأطفال الصغار. في القصّة، تتقاسم عائلتا رنا وجاد شجرة زيتون قديمة. وعندما يحين موسم قطف الزيتون، تتشاجر العائلاتان على ملكية الزيتون. تستمرّ العائلتان في الشجار بينما يراقب جاد ورنا كبار العائلتيْن. ينهمك الكبار في الشجار إلى درجة تمنعهم من رؤية سرب طيور يلتقط الزيتون ويطير به بعيدًا. في النهاية، وبسبب الطريقة العنيفة التي اتبعتها العائلتان لمعالجة المشكلة، خسرت كلتاهما المحصول. توازي هذه القصة الوضع السياسيّ في فلسطين، إذ تُعتبر شجرة الزيتون غالبًا رمزًا للسّلام. يدور بين فلسطين وإسرائيل، المتمثّلتين بعائلتي جاد ورنا، نزاع عنيف منذ أكثر من قرن، وبالتالي، لا يمكن لأيّ طرف أن يستمتع حقًا بالأرض. ربما تتطرّق شرف الدين في قصة الأطفال البسيطة ظاهريًا إلى الوضع القائم في فلسطين والأساليب الشائكة التي يتّبعها الناس لحلّ الصراع هناك. تدعم هذا الاستنتاج حقيقة صدور الكتاب عام 2012، عندما كان الصراع الفلسطيني- الإسرائيليّ في أوجه. ولكن على غرار قصة أنا وماه للكاتبة العمانية ابتهاج الحارثي (2015)، فإنّ جنسية شرف الدين اللبنانية غير مرتبطة بالواقع السياسي الذي يمثّله الكتاب. مع ذلك، يمكننا القول إنّ جميع الشعوب العربية ملتحمة وتتشارك الصعاب والمشقات، وقد يفسّر ذلك إقدام شرف الدين على كتابة قصّة عن شأن فلسطيني سياسي رغم كونها لبنانية. وفي كتاب آخر لها بعنوان هبّت ريح قوية (2013)، يظهر ميل واضح لدى شرف الدين لتأليف كتب أطفال لشعوب عربيّة أخرى، فقد صرّحت بأنّ هذه القصّة مُهداة لـ "مصر، لأطفال مصر، لأطفال الثورات العربية". في قصّة لمن الزيتون؟ (2012) توضّح شرف الدين للأطفال حجم الخسارة التي يتكبّدها الناس إذا لم يتشاركوا الموارد أو إذا لم يجدوا حلولًا تعود بالفائدة على جميع الأطراف المتنازعة.
تتناول بعض الكتب الأخرى في المجموعة موضوع حلّ الصراعات. على سبيل المثال، تستعرض قصّة لي بدل البيت بيتان للوركا سبيتي (2017) كيف يضع الأبوان المطلّقان خلافاتهما جانبًا للتخفيف من الإجهاد العاطفيّ الذي يتعرّض له طفلهما آدم. تتحدّث قصة إحم إحم، مررني من فضلك لنبيهة محيدلي (2016) عن قردٍ يحتاج لتطوير المهارات الاجتماعيّة الضروريّة للتعامل مع جيرانه الذين يشوّشون عليه سير حياته اليومي من دون قصد. في قصة بلا قبعة للطيفة بطي (2015)، تتعلم الشخصية الرئيسة كيفية التعامل بطريقة مرضية مع ردود الأفعال الحادّة التي تتلقاها لكونها مختلفة، وتغيّر من طريقة تفكير مجتمعها. في قصة ستّ الكلّ لتغريد النجار (2013)، تتعلم الشخصية الرئيسة، يسرى، كيفية التعامل مع النقد المجتمعي بطريقة سلمية تمكّنها من تحقيق أهدافها. في قصة معجزة في الصحراء ليعقوب الشاروني (2013)، يحتاج بطل القصة اليافع لإيجاد طريقة للتعامل مع الصراع حول المياه الآخذة في الزوال في قريته لإنقاذ الواحة. في قبعة رغدة (2012)، تضطرّ رغدة لمواجهة التنمّر الذي تتعرّض له بعد أن تساقط شعرها في أعقاب العلاج الكيميائيّ، ما يضطرّها لتطوير مهارات ناجعة لحلّ الصراعات. أخيرًا، تتناول قصّة هدى القدومي دعوى الحيوان ضدّ الإنسان عند ملك الجان (2010) الصراعَ بين مجموعة من الحيوانات ومجموعة من الناس الذين يسبّبون الأذى للحيوانات بسبب انعدام مسؤوليتهم وسلوكهم الأنانيّ. تتعامل الحيوانات مع الصّراع بشكل هادئ ومهذّب، ما يفضي إلى نتائج ترضي جميع الأطراف.
تقدّم جميع هذه القصص أفكارًا مُمتازة لكيفية حلّ الصراعات في حياة الأطفال الشخصية، وكيفية حلّ الصراعات في المستقبل عندما تكون لديهم قدرة أكبر على التحكّم بعدد أكبر من المجالات. إذا غُرست هذه الأساليب في أذهانهم، فربما ستساهم مستقبلًا في الحدّ من الصراعات في العالم العربيّ.

استنتاجات

يعكس أدب الأطفال في العالم المعاصر التنوّع والتعددية القائميْن في المجتمع الذي يُنتج فيه هذا الأدب، كما يذكّرنا Stover (1996)بقوله إنّ المواضيع المتداولة في أدب الأطفال مهمة جدًا للقرّاء اليافعين و"القضايا التي تواجهها الشخصيات مهمة جدًا في عالمنا المتغيّر باستمرار".
الكتب الـ 26 المشمولة في هذا البحث مرتبطة بشكل وثيق بواحدة من الموضوعات الخمس التالية على الأقل: العائلة؛ آليات التعامل مع الفقدان والاكتئاب؛ الموت؛ المرض والإصابات؛ الهُويّة وحلّ الصراعات. كلّ موضوع يرتبط إلى حد ما بجانب من جوانب الربيع العربي أو صراعات أخرى في العالم العربي، وآثارها على العديد من الأطفال. تظهر هذه الموضوعات من خلال الإطار الزمكانيّ للقصّة، والرسومات والحبكة في الأعمال الأدبية. يتضح من خلال هذه الدراسة أنّ الواقع السياسي العربي أصبح أكثر حضورًا في أدب الطفل العربي منذ أحداث الربيع العربي. أصبحت هذه الكتب وسيلة لمساعدة الأطفال العرب على مواجهة أثر الأزمات السياسية وتعليمهم كيفية تجنب الحلول العنيفة في حيواتهم. ومع أنّ استنباط المعاني العميقة من وراء كتب الأطفال البسيطة هذه قد يكون صعبًا على الأطفال الصغار، إلّا أنّهم سيفهمون المغزى المضمّن من وراء هذه القصص بواسطة التماهي مع الشخصيات- وهي ظاهرة جديدة نسبيًا في مجال الأدب العربي. مع ناحية أخرى، قد يفهم الأطفال الأكبر سنًا، والأهالي والباحثون الأكاديميون في مجال الأدب هذه المعاني العميقة، ما سيدفعهم نحو دعم سيرورة إنتاج أعمال أدبية تعلّمية ومفيدة للأجيال الحالية، والتي ستساهم في تعزيز الرفاه النفسانيّ والعاطفيّ لدى الأطفال العرب وخلق مستقبل أفضل لهم. تقول Miller (2009) إنّ الكتب التي تتحدث عن الحرب لا تمثّل هروبًا من العنف، بل على العكس، فهي "تعيد إنشاء حيز للأشخاص المحاصرين ضمن الظروف الاجتماعية والسياسية لأمةٍ تخوض حربًا"، أي أنها تشجع القراء على اعادة النظر البنّاء في تشكيل وانشاء المجتمع الذي يتحطم أمامهم. يؤكد الباحث والناقد العربي صابر مدلل (2004) أنّ أدب الطفل العربي يجب أن يكون انعكاسًا حقيقيًا للصراعات التي يواجهها العالم العربي، وأنّه لا يجب التحفّظ من إطلاع الأطفال على مثل هذه التحديات، لأنّهم سيصبحون صُنّاع قرار في المستقبل. لذلك، فإنّ هذا النوع من الرسائل الضمنية في أدب الأطفال هو خطوة نحو النهوض بالعالم العربي وأطفاله.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق