حكايا

شون تان يتحدّى قوانين الطبيعة


شون تان يتحدّى قوانين الطبيعة
أحد أشهر رسّامي أدب الأطفال في القرن الحادي والعشرين
|إعداد: لؤي وتد| رسم: شارلوت شاما|

شون تان هو بلا شك أحد أشهر رسامي أدب الأطفال في القرن الحادي والعشرين، وأحد أهم الأسماء الواعدة في سماء الرسم للأطفال. حاز على حوالي ثلاثين جائزة عالمية ومحلية في مجال الرسم للأطفال، بين عام 1992 حتى 2015.
ولد شون تان عام 1974 في فيرمنتال، على حدود الشاطئ الغربي الأستراليّ. منذ دراسته الثانوية عرفه زملاءه بـ "الرسام الموهوب". حبه الكبير لدراسة العلوم الدقيقة من الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا وعلم الوراثة، كاد أن يخطفه من عالم الرسم للأطفال، إلّا أنّ فرصة لا تعوّض وصلته حال إنهاء دراسته الثانوية، لدراسة الفنون في مشروع يدرس فيه الفنانون الاستراليون بأنفسهم وليس مدرّسي الفنون. هذا المشروع جلب شون تان لعالم الفن والرسم ولكنه لم يتنازل عن حبه للعلوم الدقيقة، فقد أثر ذلك كثيرًا على نوعية رسوماته. في سنة 1995 أنهى دراسته الجامعيّة في جامعة ويسترن أستراليا، في مجال الفنون الجميلة والأدب الإنجليزي والتاريخ.
تان يصف نفسه بأنه رسام بطيء ويأخذ وقته في الرسم. ويضيف بأنّ رسوماته تمرّ بعدّة مراحل قبل أن تصل إلى صورتها النهائية. عادة يبدأ برسم مخطوطات أولية بالرصاص، ثم يعيدها عدة مرات حتى يقرّر بشكل نهائي أنها ما يسعى إليه، ثم يقصّ أقسامًا من الرسومات ويلصقها فوق أخرى، حتى يبني الصورة المركزيّة التي يريدها، وفي المرحلة التالية، يعيد تان رسمها من جديد.

تتميز نصوص تان بسرياليتها وفوق-واقعيتها، فهو يخلق في رسوماته عوالم جديدة يتحدّى بها قوانين الطبيعة

في رسوماته قد نجد مخلوقات ميكانيكية مركبة تتنفس وتعيش وتشارك البشر العواطف

تتميّز نصوص تان بسرياليتها وفوق-واقعيّتها، فهو يخلق في رسوماته عوالم جديدة يتحدّى بها قوانين الطبيعة، إلا أنها تكاد تظهر بأنها واقعية بتفاصيلها الدقيقة وتركيبتها المنطقية. فهو يخلق الخيال من داخل الواقع معتمداً على الأسس المركزية لسير واقعنا. في رسوماته قد نجد مخلوقات ميكانيكية مركبة تتنفس وتعيش وتشارك البشر العواطف، وقد نجد لغات جديدة ومخطوطات قد اخترعها بنفسه، إلّا أنه رسّخها في الرسومات بطريقة تفرض واقعيتها على كلّ مشاهد. أحد أبرز الأمثلة لهذا الوصف، هو كتاب "الشيء الضائع" (2000)، الذي يحكي قصة عالم من الميكانيكيات الحيّة. حاز الكتاب على عدة جوائز، وتم تحويله إلى فيلم كرتوني قصير في سنة 2010، الذي حاز كذلك على جوائز. وتمتاز نصوص شون تان ببساطة كلماتها وقلّتها، إلّا أنّ رسوماته تتحدّث أكثر بكثير وتسرد الأحداث أفضل من الكلمات، لدرجة أنّه استغنى عن الكلمات في الكثير من "النصوص".
تعامل تان في نصوصه مع العديد من الأمور التي يخشى الكثير من أدباء الأطفال التعامل معها، مثل العنصريّة والمحرقة والهجرة والاحتلال وقضية اللجوء. إلا أنّ تان سرد هذه القصص وتعامل مع هذه الأمور بطريقته المميّزة، من خلال السريالية. على سبيل المثال، في كتاب "الأرانب" (1998)، الذي صدر بشراكة مع جون ماردزن، يحكي قصّة مجموعة من الأرانب التي احتلت أرضَها مجموعةُ أرانب أخرى، جاءت عبر البحار. من خلال الرسومات يعرض تان هَول الاحتلال والاستعمار بصورة واضحة ويقارن بين السكان الأصلانيّين والمستعمِرين. في كتاب آخر، "الوصول" (2006)، يحكي قصة هجرة رجل ترك عائلته بسبب تهديد في بلاده ويجد نفسه في نهاية المطاف في مدينة مذهلة من العادات الأجنبيّة والحيوانات الغريبة والأجسام الطافية الغريبة وغير المفهومة.
تُرجمت نصوص شون تان لعدّة لغات، وصدرت أربعة من نصوصه بالعربيّة أيضًا، وهي: الأرانب (2012)، الشجرة الحمراء (2011)، الوصول وقوانين الصيف (2013).

من خلال الرسومات يعرض تان هَول الاحتلال والاستعمار بصورة واضحة ويقارن بين السكان الأصلانيّين والمستعمِرين.

تعليقات (1)

  • مها (not verified)

    أين يمكن شراء كتب شون تان بالعربية؟

إضافة تعليق