نظّمت دفيئة حكايا لأدب وثقافة الأطفال والفتيان، يوم السبت نهاية الأسبوع الماضي، يومًا دراسيًّا تحت عنوان "القراءة والأطفال في العصر الرّقمي". وعُقد اليوم الدراسي في فندق سانت جبريئيل بالناصرة، بحضور ستين مشاركة ومشاركًا من طالبات وطلاب وخرّيجي وخرّيجات ورش حكايا لكتابة ورسم أدب الأطفال، وشارك في اليوم الدراسي ضيوف بارزون من مجالات أدب الأطفال والعمل الثقافيّ وهم: السيدة فاطمة قاسم أبو أحمد، المفتّشة القطريّة المُركّزة لرياض الأطفال العربيّة، ود. كوثر جابر، ود. حنان جرايسي ود. سلوى علينات ود. جودت عيد، وغيرهن من زملاء هيئة المحاضرين والميسّرين في دفيئة حكايا.
افتتحت المفتشة فاطمة قاسم أبو أحمد اليوم الدراسي بمداخلة قيّمة استعرضت من خلالها توجّهات وزارة التربية في التعامل الآني والمستقلبي مع روضات وبساتين الأطفال، تحت عنوان "روضة المستقبل- تعليم نوعيّ لجميع الأطفال". واستعرضت تقدم مشروع "الفانوس" الذي تبنته وزارة التربية والتعليم منذ أيامه الأولى، ومبنى العمل في المشروع كمبادرة غير مسبوقة في البلد. وتطرقت إلى الفروقات بين "بستان زمان" الذي كان أشبه بنظام المدرسة، وبستان اليوم الذي يمنح الاستقلالية والتفكير الحر للأطفال. "نحن نتحدث عن البستان الذي يؤهل الأطفال للمستقبل" قالت ضمن محاضرتها، وهي الأسئلة التي ترافق عملنا في تحضيرنا لفحوى ومضامين التعليم في القرن الحادي والعشرين." (أهم مضامين المداخلات في الفيديو الموثق لليوم الدراسي)
افتتح الجلسة الحوارية الأولى، الكاتب علاء حليحل، مدير دفيئة حكايا، بمقدمة حول فكرة تنظيم اليوم وهدفه في بناء منصة لمناقشة دور الكتب الرقمية وتحدّيها لسوق الكتب الورقية. وشارك في الجلسة الأولى لؤي وتد، محرر موقع حكايا وطالب الدكتوراة في جامعة تل أبيب. وفي مداخلته، عرض وتد مصطلح "الأصلانيّين الرقميّين" الذي يتطرّق إلى أفراد الجيل الشاب المولودين بعد عام 1980، حين ظهرت التقنيّات المجتمعيّة أوّل مرة في شبكة الانترنت، وهم يتحدّثون اللغة الرقميّة بطلاقة تضاهي لغتهم الأم. عرض وتد العلاقة بين البالغين والأطفال على أنها علاقة قوى اجتماعية تتغيّر هرميّتها في العقود الأخيرة.
وكانت المتحدّثة الثانية ليبي كاتس، المبادرة الطلائعيّة في مشاريع تطوير التطبيقات التفاعليّة للأطفال. وتطرقت كاتس في مداخلتها إلى التحوّلات التي طرأت على الكتب في الحيّز الرّقمي، وإلى القدرة على إنتاج تفاعليّة هامّة تُنتج تجربة مُكمّلة للكتب المطبوعة، من دون أن تنفي أهميّتها. في مداخلتها، عرضت كاتس العديد من التطبيقات التفاعليّة الرائدة اليوم في العالم.
أمّا جلسة الحوار الثانية فأدارها الباحث فادي كنعان، زميل في معهد ماندِل للقيادة التربويّة، وطالب دكتوراه في علم النفس اللغويّ التطوّريّ في جامعة تل أبيب. قدّم كنعان الجلسة وعرض تساؤلاتٍ عدّة حول مواكبة التطوّر التكنولوجي العام، وتأثيره على العلاقة بين الأهالي والأطفال.
المتحدثة الأولى كانت السيدة منى سروجي، المشرفة على اختيار وإصدار الكتب في مشروع "مكتبة الفانوس"، حيث بدأت مداخلتها بالسؤال: "هل يتيح الكتاب الرّقمي قراءة مشاركة بين الطّفل وأهله؟" وعرضت مجموعة من الأبحاث الحديثة التي تُظهر أن أهميّة الكتاب في الطّفولة المُبكرة لا تنحصر في عدد الكتب الّتي ينكشف عليها الطّفل، وإنّما بجودة التّواصل بين الأهل والطّفل الّذي تتيحه قراءة الكتاب معًا. وبهذه الكلمات ادّعت سروجي بأن قراءة الكتاب معًا، وفي جوٍّ هادئ ودافئ، توفّر فرصةً لحواراتٍ عديدة مع الطّفل تربط مضمون الكتاب بخبراته الحياتيّة، وتساهم في نموّه العاطفي والاجتماعي والذّهني.
أما المتحدّثة الثانية فكانت د. كوثر جابر، الباحثة والناقدة والمحاضرة في الأدب العربي الحديث. ناقشت د. جابر في مداخلتها الفروقات النوعية والمبنوية بين القصّة الرقميّة والقصة المطبوعة. وأضافت أن هناك العديد من الارتباك بين الكتب الرقميّة والكتب المُحوسبة، الذي لا بدّ من توضيحه كون الكتاب المُحوسب هو مجرد صور عن الكتاب المطبوع، بينما الرّقمي يشمل العديد من الميّزات التفاعُليّة. تطرّقت د. جابر، كذلك، لأفضلية الكتاب المطبوع لاكساب الطفل للّغة والقراءة والتأثيرات الايجابية العديدة التي يفتقدها الكتاب الرّقمي.
اختتمت اليوم الدراسي ورشة في الارتجال واختراع ألعاب جديدة من ألعاب مكسورة، إذ استخدم المشاركون القطع القديمة والأغراض كموادّ خام لتركيب ألعاب ودمى جديدة، مثيرة ومحفّزة وباعثة على الذكريات، هذا من خلال اكتشاف القدرات على استخدامها كأداة لغويّة للتعبير الذاتيّ من خلال الغرض الجديد. قدّمت الورشة الفنانة طال طِني- تشيتشكيس وهي مبادرة ومُصمّمة ألعاب، ومديرة استوديو فن مستقل.
تعليقات (0)
إضافة تعليق