حكايا

حين تُكمل الصورة الحكاية: الفن البصري في أدب الطفل


حين تُكمل الصورة الحكاية: الفن البصري في أدب الطفل
حوار مع الرسامة ڤيڤيان مرينة

هذا الحوار يُضيء على تجربة الفنانة ڤيڤيان مرينة ضو من قرية الرامة، التي تمزج بين الفن التشكيلي والعلاج العاطفي في خدمة أدب الطفل. تحمل ڤيڤيان لقبًا ثانيًا في العلاج بالفن من جامعة حيفا، وشاركت في أبحاث وورشات متخصصة، وأصدرت أعمالًا بصرية مثل "قصة ما قبل النوم" و "أرنوب يبحث عن طعام". نتعرّف معها إلى دور الصورة كوسيلة تواصل عاطفي وجمالي تُصغي لمشاعر الطفل وترافقه في رحلته الداخلية.

كيف تبلورت علاقتكِ الأولى بالرسم وتطورت مع تجاربكِ الشخصية؟ وهل جاء اختياركِ للفن التشكيلي كمسار حياة واعيًا أم أنه كان انعكاسًا لتأثيرات خارجية؟
بدأت علاقتي بالرسم كوسيلة فطرية للتعبير عن مشاعر لم أجد لها كلمات. ومع مرور الوقت، أصبح الرسم مرآة لتجاربي ومنفسًا وليس مجرد هواية. اختياري للفن التشكيلي لم يكن قرارًا مفاجئًا أو نتيجة تأثير خارجي، بل وعي تراكمي بأن هذا المسار هو الأقرب لذاتي ولما أحمله في داخلي للمستقبل والذي تبلور وتطور على مر السنوات.

دراستكِ للعلاج العاطفي بالفن منحتكِ مدخلًا حساسًا لفهم العوالم الداخلية للأطفال، كيف وظّفتِ هذا الفهم عند رسمكِ لأدب الأطفال؟ وما الفارق الجوهري الذي تجدينه بين الرسم كوسيلة جمالية بحتة والرسم بوصفه لغة تواصلية؟
دراستي للعلاج العاطفي بالفن وفرت لي إطارًا علميًا لفهم التطورات النفسية التي يمر بها الطفل، خاصة في المراحل الأولى من النمو العاطفي والإدراكي. أبحاث Malchiodi (2005) في مجال العلاج بالفن تشير إلى أن الطفل غالبًا ما يعبر عن صراعاته ومشاعره المعقدة من خلال الصور قبل أن يملك القدرة اللغوية للتعبير عنها. هذا الفهم غير علاقتي بالرسم ولم أعد أرى الصورة كعنصر جمالي فقط، بل كأداة تعبير تمكن الطفل من إسقاط مشاعره وفهمها. فالطفل يتفاعل مع الصورة بوصفها امتدادًا لعالمه الداخلي. لذلك، حين أرسم أحرص أن تكون الصورة مساحة آمنة شعوريًا وعاطفيًا، توفر له أمانًا بصريًا ومساحة للتواصل الغير لفظي تعكس مشاعره بلغة يفهمها داخليًا. لذلك لا أختار الألوان أو التعبيرات بشكل اعتباطي، بل أستند إلى مفاهيم مثل: الأمان البصري والذي يُشير إلى قدرة الصورة أو العمل الفني على إشعار الطفل بالطمأنينة والقبول. أي الطفل حين يرى صورة ذات “أمان بصري”، يشعر لاشعوريًا بالراحة والإنتماء، ما يسهل عليه التفاعل مع القصة أو المشهد. والإحتواء الرمزي الذي يشير الى قدرة الرمز كعنصر بصري على احتواء المشاعر المعقدة أو المؤلمة بطريقة غير مباشرة وآمنة. مثلا يُمكن لحيوان ودود أو شخصية خيالية أن تمثّل مشاعر القلق أو الغضب عند الطفل دون أن يُشعره ذلك بالتهديد. فالرسمه تصبح حاوية رمزية لتلك المشاعر، مما يساعد الطفل على تنظيمها، فهمها، والتصالح معها.
وهذا والفارق الجوهري أن الرسم الجمالي يُعرض للعين بالأساس، أما الرسم التواصلـي
فيُحاور النفس، ويمنح الطفل شعورًا عميقًا بأنه مرئي ومفهوم ويقيم بقدرته على خلق صدى داخلي لدى الطفل.

هل ترين أن الرسم للأطفال يحتاج حساسية فنية مختلفة عن سواه؟ كيف قمتِ بمعالجة التعبير البصري لشخصية «أرنوب» بمختلف حالاته الشعورية وانفعالاته، وما التحدي الأكبر في تجسيد عواطف شخصية حيوانية في عالم طفل؟
نعم، الرسم للأطفال يحتاج إلى حساسية فنية مختلفة لأنه يتوجه إلى عالم داخلي رقيق ومفتوح على الخيال ويتطلب وعيًا عاطفيًا قبل المهارة التقنية، لأن الطفل لا يرى فقط ما هو مرسوم، بل يشعر به. في معالجة شخصية "أرنوب"، حاولت أن أجعل كل حركة وتعبير مرآة لحالة شعورية داخلية، ركزت على التعبير البصري الصادق من خلال لغة الجسد وتفاصيل الوجه، مع الحفاظ على البساطة والدفء. التحدي الأكبر كان أن أجسد مشاعر إنسانية كالحزن أو الخوف أو الفضول وأن أجعل مشاعر أرنوب مفهومة وعميقة رغم كونه شخصية حيوانية، وأن تبقى قريبة من تجربة الطفل، أردت لأرنوب أن يكون صديقًا يراه الطفل ويشعر أنه يشبهه، لا مجرد شخصية في قصة.

تتميز قصة «أرنوب يبحث عن طعام» بالتنقل السريع بين شخصيات الحيوانات والمكان المفتوح، فكيف خططتِ لتحقيق الانسجام البصري والتماسك الفني في مشاهد القصة، رغم كثرة الأحداث وتنوع الشخصيات؟
في قصة "أرنوب يبحث عن طعام"، كان علي أن أوازن بين تنقل القصة وتعدد الشخصيات، وبين الحاجة لأن يشعر الطفل بالراحة وعدم التشتت. لذلك عملت على بناء انسجام بصري في القصة من خلال ضبط الإيقاع اللوني والحركي للمشاهد، استخدمت ألوانًا متقاربة ومريحة، وحرصت أن يبقى أرنوب واضحًا في كل مشهد كي لا يفقد الطفل التركيز. كما رتبت العناصر داخل كل صفحة بطريقة تساعد العين على التنقل بسلاسة، بحيث يعرف الطفل دائمًا أين ينظر وماذا يتابع، حتى لو تغير المكان أو ظهرت شخصية جديدة. الهدف كان أن يشعر الطفل أن العالم واسع ومليء بالمفاجآت، لكنه ما زال مألوفًا وآمنًا.

للألوان الدافئة في رسوماتك حضور لافت، فما الأسس الجمالية والفلسفية التي استندتِ إليها في اختيارك للألوان، وكيف ساعدت هذه الخيارات اللونية في دعم رسالة العمل وتعزيز المشاعر التي تحاولين إيصالها للطفل؟
أميل إلى استخدام الألوان الدافئة لأنها تخلق جوًا بصريًا مريحًا يشعر الطفل بالأمان والطمأنينة ويمنحه إحساسًا بالدفء والاحتواء. اختياري يستند على فهم للدور العاطفي الذي يمكن أن تلعبه الصورة في حياة الطفل. فإن الرسم يمكن أن يكون وسيلة تواصل ودعم شعوري، خاصة عندما يعكس بيئة داخلية يشعر الطفل بالانتماء إليها. من هذا المنطلق، في رسوماتي، أحرص أن تكون الألوان شريكة في السرد، تهيئ الطفل عاطفيًا للتفاعل مع القصة، وتدعمه دون أن تفرض عليه شعورًا معينًا، بل تمنحه مساحة آمنة للتفاعل مع مشاعره، للتأمل والشعور

في "قصة ما قبل النوم" تعاملتِ مع عدد من الشخصيات الحيوانية لكل منها نشاطها وطريقتها في الاستعداد للنوم، كيف حافظتِ على الخصوصية البصرية لكل شخصية مع ضمان انسجام المشهد العام؟
في "قصة ما قبل النوم"، حرصت أن يكون لكل شخصية عالمها الصغير الذي يعكس طريقتها في الاستعداد للنوم، من خلال التفاصيل البصرية الخاصة مثل الألوان، الإضاءة، وتوزيع الأغراض حولها. وفي الوقت نفسه، استخدمت عناصر موحدة في الخلفية والإضاءة الدافئة لربط المشاهد ببعضها وخلق شعور بالانسجام. أردت أن يشعر الطفل أن كل شخصية فريدة

هل استندتِ إلى مرجعيات تربوية أو نفسية أثناء إعداد الرسوم لهذه القصة التي تتناول النوم والاستعداد له؟ وهل حاولتِ تقديم رسائل معينة من خلال اختياراتك الفنية؟
نعم، استندت إلى مفاهيم تربوية ونفسية تؤكد أهمية الطقوس البسيطة في تهيئة الطفل للنوم. حرصت على ترجمة كل طقس بصريًا بطريقة تُشعر الطفل بالهدوء والاستعداد؛ فعكست كل مرحلة بلقطة قريبة تُظهر التركيز والروتين، كل مشهد بُني ليحمل طاقة مهدئة، تشجع الطفل على الدخول في حالة من الطمأنينة والاستعداد لكل طقس.

قمتِ بالمشاركة في بحث أكاديمي حول دور «الماندالا» في التعافي العاطفي لمرضى السرطان، فهل ترين أن الرسم الموجه للأطفال قادر أيضًا على لعب دور مماثل في تقديم الدعم النفسي والعاطفي وتعزيز الشفاء من الصدمات؟
نعم، أرى أن الرسم الموجه للأطفال يحمل طاقة علاجية حقيقية، تشبه في أثرها ما لمسته خلال مشاركتي في بحث "تأثير الماندالا" مع مرضى السرطان. حيث ساعدت الأشكال المتكررة والألوان المتناغمة البالغين على تهدئة التوتر وتنظيم مشاعرهم، هذا الأثر لا يقتصر على البالغين؛ فيمكن للرسم بالنسبة للطفل ان يمنحه مساحة آمنة يعكس فيها مشاعره دون الحاجة للكلام. فيمكن للصورة المرسومة بعناية أن تخلق جسرًا بين الداخل والخارج، وتساعد الطفل على فهم ما يمر به،
وتهدئته، ومرافقته في طريق التعافي من الصدمات الصغيرة أو الكبيرة.
لكن الجميع يشتركون في طقس جماعي آمن ومألوف، كأنهم يغفون في مكان واحد، كلٌ بطريقته

هل استندتِ إلى مرجعيات تربوية أو نفسية أثناء إعداد الرسوم لهذه القصة التي تتناول النوم والاستعداد له؟ وهل حاولتِ تقديم رسائل معينة من خلال اختياراتك الفنية؟
نعم، استندت إلى مفاهيم تربوية ونفسية تؤكد أهمية الطقوس البسيطة في تهيئة الطفل للنوم. حرصت على ترجمة كل طقس بصريًا بطريقة تُشعر الطفل بالهدوء والاستعداد؛ فعكست كل مرحلة بلقطة قريبة تُظهر التركيز والروتين، كل مشهد بُني ليحمل طاقة مهدئة، تشجع الطفل على الدخول في حالة من الطمأنينة والاستعداد لكل طقس.

قمتِ بالمشاركة في بحث أكاديمي حول دور «الماندالا» في التعافي العاطفي لمرضى السرطان، فهل ترين أن الرسم الموجه للأطفال قادر أيضًا على لعب دور مماثل في تقديم الدعم النفسي والعاطفي وتعزيز الشفاء من الصدمات؟
نعم، أرى أن الرسم الموجه للأطفال يحمل طاقة علاجية حقيقية، تشبه في أثرها ما لمسته خلال مشاركتي في بحث "تأثير الماندالا" مع مرضى السرطان. حيث ساعدت الأشكال المتكررة والألوان المتناغمة البالغين على تهدئة التوتر وتنظيم مشاعرهم، هذا الأثر لا يقتصر على البالغين؛ فيمكن للرسم بالنسبة للطفل ان يمنحه مساحة آمنة يعكس فيها مشاعره دون الحاجة للكلام. فيمكن للصورة المرسومة بعناية أن تخلق جسرًا بين الداخل والخارج، وتساعد الطفل على فهم ما يمر به،
وتهدئته، ومرافقته في طريق التعافي من الصدمات الصغيرة أو الكبيرة.

أي مهارة من مهاراتك الأكاديمية والفنية المكتسبة تعتبرينها الأكثر أهمية في رحلتكِ نحو عالم رسم قصص الأطفال، وكيف انعكست هذه المهارات عمليًا على تجاربك الفنية في الأعمال التي قدمتِها حتى الآن؟
أهم مهارة اكتسبتها في رحلتي هي القدرة على الإصغاء، سواء للنص، أو للطفل الذي أتخيله يتلقى المشهد، هذه المهارة تدربت عليها من خلال دراستي للعلاج بالفن، حيث تعلمت أن أرى ما خلف الظاهر، وأن أقرأ ما بين السطور البصرية والنصية. هذه الحساسية وجهت كل اختياراتي الفنية من تكوين المشهد، إلى تعابير الشخصيات، وحتى في أبسط تفاصيل اللون أو الإضاءة لأجعل كل رسمة لا تكتفي بسرد القصة، بل تفتح حوارًا داخليًا مع الطفل يشعره بأنه مفهوم ومُرحب به. ففي كل عمل، أحرص أن تكون الرسمة قادرة على الإصغاء للطفل بقدر ما تُعبر، وأن تخلق له تجربة داخلية تشبه الحوار الصامت.

ما التحدي الأكبر الذي واجهتِه في تحويل النصوص القصصية إلى سرد بصري متماسك ومعبر، وكيف تغلبتِ على الصعوبات المتعلقة بالتوازن بين إخلاصك للنص الأصلي وبين رؤيتك الفنية الخاصة؟
أكبر تحد كان أن أترجم الكلمات إلى صور تنقل إحساس القصة دون أن تكرر النص أو تبتعد كثيرًا عنه. أحيانًا يكون النص غنيًا جدًا، ويحتاج مني أن أختار ما هو الأهم بصريًا، وأحيانًا يكون بسيطًا جدًا ويتطلب مني أن أضيف عمقًا من خلال الصورة. الصعوبة كانت في الحفاظ على توازن بين احترام النص ورغبتي في التعبير بطريقتي الخاصة. تغلبت على هذا من خلال فهم نية الكاتب والشعور العام للقصة، ثم رسمت بعدة طرق حتى وصولي للطريقة التي تكمل النص وتفتح مساحة للطفل ليشارك بخياله، بدل أن أفرض عليه تفسيرًا جاهزًا.

أثناء العمل على القصص، هل وجدتِ نفسك تقدمين اقتراحات أو تعديلات على النص المكتوب، خاصةً حين شعرتِ بأن بعض المشاهد بحاجة لتطوير يعزز البعد البصري والحكائي للعمل؟
حتى الآن لم أقم بإجراء تغييرات مباشرة على النصوص، لكنني كنت ألاحظ أحيانًا أن بعض المشاهد قد تستفيد من تعديل بسيط يعزز البعد البصري أو يدعم السرد. لحسن الحظ، تعاملت مع فريق تحرير مهني جدًا، منفتح على الحوار، ويمنح مساحة للرسام لفهم النص والتفاعل معه. هذا الجو المهني ساعدني على العمل بحرية وثقة، حتى دون الحاجة إلى تعديل النص، لأن المساحة البصرية كانت تبنى بتفاهم حقيقي بين الصورة والنص.

ما أمنياتك الشخصية لتطوير فن الرسم الموجَّه للأطفال في العالم العربي، وما النواقص التي ترين أنه من الضروري معالجتها ليصل أدب الأطفال المصوَّر إلى مكانته اللائقة فنيًا وثقافيًا؟
أمنيتي أن يُنظر إلى الرسم الموجه للأطفال في العالم العربي كفن له قيمة مستقلة، وان يحظى كجزء أساسي من التجربة القرائية لا كعنصر تجميلي مكمل للنص. ما زلنا بحاجة إلى تعزيز الثقة بالرؤية البصرية المحلية، وإلى فتح المجال أمام الرسامين للتجريد، والخروج من القوالب التقليدية التي تحد من خيال الطفل وتقيد الرسام. نحن بحاجة لبناء جسور حقيقية بين الكتاب والرسامين ودور النشر لأن غياب هذا التكامل يؤثر على الجودة الفنية للكتب المصورة. حين نمنح الطفل صورة تحترم وعيه وعاطفته، نمنحه أيضًا الحق في الخيال، والتأمل، والفهم بطريقة أقرب إليه، لأن الطفل العربي يستحق صورة تحاكي خياله وتعكس واقعه بلغة بصرية صادقة، لا منقولة أو مكررة من ثقافات أخرى

هل تعتقدين أن الطفل العربي اليوم يحصل على كتب مصورة تواكب ذكاءه البصري ونموه العاطفي؟ وكيف يمكن للرسامين أن يساهموا في تعزيز جودة هذا النوع من الكتب؟
الطفل العربي لا يزال لا يحصل بالقدر الكافي على كتب مصورة تواكب ذكاءه
البصري ونموه العاطفي. هناك جهود لافتة ومبادرات مميزة، لكنها ما زالت محدودة مقارنة بحجم الحاجة والتنوع الثقافي. كثير من الكتب تفتقر إلى العمق البصري أو تعيد إنتاج أنماط تقليدية لا تعكس تطور حس الطفل ولا واقعه خاصة في مجتمعنا. يمكن للرسامين أن يساهموا في رفع جودة هذا النوع من الكتب من خلال تقديم رؤية فنية صادقة تعبر عن الطفل لا عنه، والابتعاد عن الأسلوب التزييني السطحي. والأهم هو أن نرسم بمسؤولية، بوعي بأن الصورة قد تواسي، أو تفتح بابًا للخيال، أو تجيب عن مشاعر لا يعرف الطفل كيف يعبر عنها.

ما هي المشاريع الفنية القادمة التي تحلمين بإنجازها؟ وهل توجد عوالم أو ثيمات جديدة تسعَين لاستكشافها من خلال فن الرسم وأدب الأطفال؟
أحلم بإنجاز مشاريع قصصية تتيح للطفل مساحة حقيقية للتعرف على مشاعره والتعامل معها بثقة فمشاعر مثل الغضب، الحزن، أو الغيرة تحتاج إلى احتواء وفهم. أؤمن أن القصة المصورة يمكن أن تكون مساحة آمنة تهمس للطفل: "ما تشعر به طبيعي، ويمكنك أن تعيشه بأمان". ومن خلال الصورة، يمكننا مرافقة الطفل في رحلته العاطفية بلغة يفهمها دون الحاجة لشرح طويل ومنحه آليات للتعامل معها. كما أتمنى أن أقدم أعمالًا تعرف الأطفال على شخصيات ملهمة من مجتمعاتنا العربية، إلى جانب رموز من تاريخ الفن العالمي. شخصيات واجهت تحديات وحققت أثرًا في مجالات الإبداع، والعلم، والعمل المجتمعي. أؤمن انه من المهم أن يرى الطفل أن النجاح ليس بعيدًا عنه، وأن هناك من يشبهه، ويلهمه من مكانه وزمانه. ففي زمن تتسارع فيه الرسائل البصرية وتغمرنا السوشال ميديا بمحتوى سطحي أحيانًا وسريع، أرى أن الطفل بحاجة إلى قصص تُبطئ الإيقاع وتفتح مساحة للتأمل والصدق. أطمح لأن أقدم أعمالًا بصرية تحمل عمقًا إنسانيًا، وتقدم للطفل تجربة تلامس قلبه وتغذي خياله، وتكون وسيلة أيضًا للأهل لمشاركة مشاعر أطفالهم والتفاعل معها بشكل أفضل.
فنيًا، أتطلع لتطوير أدواتي من خلال دمج الرسم اليدوي بالتقنيات الرقمية، بأسلوب يحافظ على دفء التعبير وصدقه، ويواكب في الوقت نفسه حساسية الطفل البصرية المعاصرة، دون أن يفرغ الصورة من معناها الإنساني أو العاطفي.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق