#مئة_توصية_على_أدب_أطفال
توصية # 9 – السلحفاة الطائرة، إيرينا كركبي
السلحفاة الطائرة هي واحدة من أكثر القصص التي أحببتها في طفولتي. تحكي القصة عن ثلاثة صديقات، بطتين وسلحفاة، تعيش بجانب مصدر مياه. في أحد الأيام تجف المياه فتخطط البطتين الطيران والهجرة إلى مكان آخر، إلا أنهما تتردان بترك صديقتهن السلحفاة. سرعان ما تأتي السلحفاة بفكرة حملها بعصا، وتتعهد بعدم فتح فمها. في رحلة الطيران يرى الناس مشهد السلحفاة الطائرة فيتعجبوا ويتسائلوا عن صاحب الفكرة. تفتح السلحفاة فهمها لتقول "إنها فكرتي أنا"، فتفلت من العصا وتقع في بحيرة السلطان وتعيش حياتها نادمة على كبريائها.
ربما هي قصة تقليدية جداً، ولكن إيرينا كركبي، تمكّنت من رويها ورسمها بصورة رائعة جداً، تجعلني أفكر فيها كل مرة أعود إلى البيت وأنظر إلى مكتبتي القديمة. في القصة رسائل حول الصداقة والهجرة والتواضع، وكلّ قد يفهمها على وجه مختلف. من وجهة نظري الشخصية، القصة أولاً تقدّم شرعية السفر والهجرة من أجل بيئة أفضل، فحتى السلحفاة التي تمنعها كل الظروف الطبيعية من الهجرة والتنقل من مكان إلى آخر، قد تتمكن من إيجاد طريقة للتحرر من "التقوقع" الجغرافي. ثانياً هناك رسالة التواضع المركزية في النص، التي تدعو الفرد للتفكر في ما يفعله وينتجه وان كان هدفه تقديم الفائدة لنفسه وللآخر، أم أن هدفه هو الحصول على تمجيد اسمه بكل ثمن.
وفي النهاية، هناك قضية الاشتياق، فبخلاف صياغات أخرى، لم تقع السلحفاة إلى حتفها، بل سقطت في بركة السلطان! أي أن الهجرة عن المكان، لم تكن أبداً بهدف الهجرة والابتعاد، بل كانت بهدف البقاء مع العائلة والأصدقاء، فلا معنى للمكان من غيرهم، حتى لو كان ساحة السلطان.
القصة هي إعادة صياغة لأحد نصوص "كليلة ودمنة"، صدرت عن سلسلة الشرق الساحر في مجموعة كتب الزرافة، التي توزع اليوم عن طريق دار الهدى - عثامنة. أي أنه يمكن الحصول عليها في المكتبات المحلية. وتناسب أجيال 4 سنوات وما فوق.
تعليقات (0)
إضافة تعليق