أيَكونُ العُصفورُ عُصفورًا من دونِ مِنقارِه؟
هذا الكتاب الرائع هو رسالة حب تقدمها يارا بامية لكافة الأطفال. يحكي الكتاب قصة عصفور يستيقظ في أحد الأيام ولا يجد منقاره، يبحث العصفور عن منقاره في كل مكان، دون جدوى. يتعلم العصفور تدبر أموره من غير منقاره، فباقي الطيور تألفه وتحبه دون منقار، وهو يحب نفسه. تساعده الطيور في الأكل وهو يساعدها في تنظيف مناقيرها (!). تساعده الشحرورة على بناء منقار جديد، وهو يصممه ويقوموا بتلوينه معًا. في أحد الأيام يلتقي العصفور بحصان على رأسه "قرن"، يبدو شكله بالضبط كشكل منقار العصفور. وفي نهاية الكتاب هناك رسالة رمزية تدعونا للتفكير باستمرارية القصة.
هذا الكتاب الرائع يوجه العديد من الرسائل، من خلال رسومات غنية جدًا ونص قصير كذلك. في منتصف الكتاب نجد صفحة (في الرسومات) تحاكي الأطفال بشكل واضح برسالة تقبل المختلف الذي يعاني من "نقص" معين - نفسي كان أو جسدي أو غير ذلك، وتحاكي كذلك الطفل الذي يشعر بنقص معين. في الرسمة نرى شخص فقد عينه، وشخص فقد رجله، وسيارة فقدت عجلها، وحتى شجرة فقدت ثمارها. هذه الصفحة هي مركز رسالة الحب التي ذكرتها في الجملة الأولى، وعند التمعن في اللوحة، شعرت أن العصفور يحتضن الطفل القارئ ويتعامل معه بصدق وتفهّم.
يفتح الكتاب كذلك آفاق خيال الطفل عندما يعرض أن مركز الأحداث حصل بسبب أن حصان معين حلم بأن يصبح يونيكورن - أحادي القرن. والأجمل من هذا، عندما يكتشف الطفل في القراءة الثانية أو الثالثة، أن أسرار الكتاب كانت مزروعة منذ البداية في الرسومات.
يمكننا أن نجد الكثير من التحليلات الأخرى للكتاب، الذي يتطرق كذلك لموضوع الطبقية الاجتماعية، في العلاقة بين الطيور وتعاملها الواحد مع الآخر والكثير من المواضيع الأخرى التي يمكن التطرق إليها من خلال مناقشة الكتاب مع الأطفال (مثل الصفحة الأولى فيها تصوير لبعض طيور البيئة الفلسطينية الطبيعية، والصفحة الأخيرة فيها نجد ذات الطيور، دون أسمائها، ليتمكن الطفل من حفظها الطفل خلال قراءة الكتاب).
كما ذكرت، فالنص والرسومات هي من عمل ذات الفنانة المبدعة، يارا بامية، ولذلك فهي تحاكي بعضها مما يضيف الكثير للكتاب. طبعًا الكتاب هو من اصدار المشروع الرائع - ورشة فلسطين للكتابة.
باختصار شديد، أنصح بالكتاب جدًا كونه يتعامل مع الكثير من المواضيع من خلال قصة بسيطة وقصيرة جدًا. الكتاب يناسب أجيال 3 سنوات وما فوق.
تعليقات (0)
إضافة تعليق