تحكي القصة عن انتقال كرمل مع عائلتها من المدينة إلى قرية "الوروار" للاعتناء بمزرعة الجدّة وإدارة شؤونها. تجد كرمل نفسها وحيدة دون أصدقائها الذين اعتادت على وجودهم معها؛ فتنتظر المدرسة بفارغ الصبر كي تكوّن صداقات جديدة. تشغل كرمل وقتها باللعب مع قطتها وبالقيام ببعض الواجبات العائلية. في أحد الأيام تجد كرمل مركبة فضائية يخرج منها كائن فضائي - زيكازام - يشاركها بأن هذه أولى رحلاته الاستكشافية لكوكب الأرض. جاء زيكازام إلى الأرض ليبرهن لصغار الزيكا الآخرين أنه لا يختلف عنهم بالرغم أن له خمسة قرون استشعار وليس ستة مثلهم.
بعد تنفيذ مهمته، يشعر زيكازام أن صديقته زيكازوم تتعرض لخطر معين، فيذهب بسرعة هو وكرمل باتجاهها، فيجدون مجموعة أطفال يضربون المركبة الفضائية خاص زيكازوم. تركض كرمل باتجاه الأولاد وتطالبه بترك المركبة: "ليس كل شيء مختلف عنا خطير"، وتنقذ زيكازوم منهم. حينها تتعرف كذلك على باسم، الطفل الذي وجد المركبة والذي يرافق زيكازوم في مهمتها. في النهاية تنطلق المركبين عودة إلى الفضاء بعد تنفيذ مهامهم وتبقى كرمل مع باسم ليصبحوا أصدقاء.
بتعامل الكتاب بطريقة ذكية جداً مع فكرة التنمر من كافة وجوهها. هذا الكتاب الرائع، يعرض فكرة تقبل الآخر بأفضل صورها، فكرمل تتقبل الكائن الفضائي مع كل اختلافاته عنها. من خلال قصة الكائن الفضائي تعرض لنا النجار اسقاطات التنمر على الأطفال الذين يعيشونه. يعرض الكتاب كذلك شجاعة كرمل في مواجهة أقرانها، الذين يهاجمون ويضربون المركبة الفضائية، مما يشجّع الأطفال على الوقوف في وجه التنمر وعدم تقبله بأي طريقة.
بالإضافة، يقترح الكتاب أهمية الاستكشاف والبحث العلمي، من خلال توظيف الكائنات الفضائية كمن يمثلون بعث علمية تأتي إلى الأرض لتفهم وتدرس مركباتها واختلافاتها.
رسومات الكتاب رائعة جداً وتمثّل جزء كبير من الكتاب، ففي كل صفحة يمكننا ايجاد لوحة رائعة تعرض الطبيعة الخلابة والبيئة العربية القروية في الخلفية. علي الزيني يأخذ فكرة رسم أدب الأطفال خطوة إلى الأمام ويزرع الرسومات برموز رائعة لخلفية وأحداث توسّع النص أكثر.
أحببت الكتاب جدًا وأنصح به بشدة لأجيال 5 سنوات وما فوق (على الكتاب مذكور جيل 7+ وفي الموقع جيل 6+، ولكن هذا برأيي لتشجيع القراءة الشخصية للأطفال الذين يتعلمون القراءة، وليس لعدم ملائمته لأجيال 5 سنوات). بنظري هو كتاب اجباري لأجيال 5-8 في المراحل الأولى للدراسة، لأنه يتعامل بأروع صورة مع قضية العلاقات الشخصية والعامة بين الأطفال في المدارس، وبشكل خاص مع موضوع التنمر. ولا يتجاهل أهمية الدراسة والبحث العلمي والثقافي وتشجيعهما.
تعليقات (0)
إضافة تعليق