حكايا

توصية # 80 - سآكل هذه النملة!


توصية # 80 - سآكل هذه النملة!
مئة توصية على أدب أطفال
لؤي وتد
توصية # 80 - سآكل هذه النملة!، نص ورسومات: كريس نابلور بالستروس

هذا الكتاب أضحكني بشدة، وقررت أن أوصي به حتى قبل أي تعمق برسائله ومركباته.

يحكي الكتاب قصة آكل النمل (الذي بنفسه شخصية غريبة على أدب الأطفال)، الذي يبحث عن نملة ليأكلها. آكل النمل جائع جدًا. في البداية يتربص للنمل لأكله، ولكن الجوع يتغلب عليه فيقرر أن يختار نملة بشكل عشوائي. عندما يقترب من النملة، يبدأ وسواس التخطيط و"الفنطزة" على النملة وكيف سوف يجد طريقة مبدعة لأكلها. فسوف يضعها في شطيرة خبز، أو يشربها مع العصير، أو يقطّعها، أو يشويها، أو أو أو.. وتزداد تخيّلاته وتخطيطاته الفنية لايجاد أفضل طريقة لأكلها... حتى تهرب النملة. يغضب آكل النمل جدًا ويبحث عنها في كل مكان، حتى يجدها مختبئة، فيلقي بلسانه لالتهامها كما هي من غير أي ابداع في الطبخ. لكن للنملة تخطيطات أخرى، فتهرب من لسانه وتدور حول الشجرة، حتى يعلق لسانه بالشجرة. وهنا يخرج الكثير من النمل ليرى ما حدث معه، فيقرر أنه "ثيختار ثيئًا آخر للعثاء"..

الرسومات تعرض تخطيطات آكل النمل، بصورة فكاهية، وتظهر لنا امكانيات الطهو والطبخ المختلفة للنمل. الرسومات مضحكة جدًا، وتكشف صورة جديدة للعلاقة بين المفترس والفريسة في الطبيعة. ولكن بالضبط كما في برنامج "توم وجيري"، لا تجري الرياح بما يشتهي توم. فأحيانًا الفريسة تتخذ موقفًا وترفض أن تكون ضحية للمفترس الذي تدفعه غرائزه للتفكير في شتى الطرق لتحويلها إلى فريسة.
روعة الكتاب بنظري تكمن في أن الطفل القارئ يضطر في ذات الكتاب للتعاطف مع الفريسة والمفترس، فهو في البداية "يشتهي" النملة، مع آكل النمل، ولكن في حال تحوّل البطولة وتغييرها، لتصبح النملة هي المركز، يميل الطفل للتعاطف معها. أظن هذه النقلة الأدبية أداة رائعة لكشف الطفل لموضوع "الرواية" التاريخية التي يحكيها أطراف الصراعات الطبيعية.

أضحكني الكتاب جدًا، بالذات أن نصه بسيط وقصير جدًا، ولكن فكرته مركبة ورسوماته خلابة. أنصح به بشدة. مناسب لأجيال 3 سنوات وما فوق.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق