حكايا

توصية # 78 - أَچَاتَا تُرِيدُ أَنْ تَطِيرَ


توصية # 78 - أَچَاتَا تُرِيدُ أَنْ تَطِيرَ
مئة توصية على أدب أطفال
لؤي وتد

#مئة_توصية_على_أدب_أطفال

توصية # 78 - أَچَاتَا تُرِيدُ أَنْ تَطِيرَ، باربارا بروكي ورسومات لورنزو سانتينللي

|| تنبيه - هذا الكتاب من ترجمتي، وأحبه بشكل خاص. قمت بالعمل على ترجمة هذا الكتاب من خلال دمج مجموعة ترجمات سابقة عن الايطالية، قسم منها بالعربية والعبرية والانجليزية ||

تروي أچاتا قصة فتاة سمينة تعمل في السيرك وتقدم عروضا يومية تحت الأضواء وأمام الجمهور. ما يضغط عليها هو ليس وزنها أو وظيفتها, ولكن طموحها لتحقيق ذاتها والتحليق في مساحة خاصة بها. في كل ليلة يتم قذف أچاتا من فوّهة المدفع إلى السماء، وأچاتا تحلم بالاستقالة من هذا العمل والانتهاء منه. ينتهي الكتاب بعد الرحلة 999 إلى السماء، التي تصفها أچاتا بأنها الرحلة الأخيرة على الاطلاق. فهل هي الأخيرة حقاً؟ لا نعرف... يترك الكتاب النهاية مفتوحة.

أثرّت قصة أچاتا فيّ لعدة أسباب، أهمها أنها تروي قصة حزينة من دون تبريرات أو اعتذارات. يعرض الكتاب أحلام أچاتا البسيطة، وهي قصة عاملة مضطهدة تحلم بتحرير نفسها من قيود "المدفع" من دون أن تيأس ولو للحظة واحدة ومن دون أن تفقد الأمل.
في قراءتي الأولى للكتاب، سمعت صوت ألبير كامو في رأسي، ورأيت كلماته في "أسطورة سيزيف" أمامي، حيث حاول فيها اقتناع القارئ بأن الطريقة الوحيدة لتحمل لامنطقية الواقع، هي من خلال تخيّل سيزيف سعيد. في نظري، أچاتا هي المتمردة المثالية، وهي أسعد سيزيف عرفته على الإطلاق.

أعلم أن الكتاب حزين، وبنظري هو أكثر من ذلك - هو التراجيديا اليونانية القديمة في صورتها الحديثة للأطفال، وبالرغم من هذا، أو ربما بفضل هذا.. أحب الكتاب جداً وأظنه يناسب الأطفال كذلك في أجيال 4 و5 سنوات وما فوق. في الأجيال الصغيرة، سوف يأخذ الكتاب الأطفال إلى مفاهيم المثابرة والطموح والعمل بجد حتى الوصول إلى القمة النهائية المتمثلة بالتحرر من قيود المدفع. الكتاب من اصدار كتب حاصباني ومتوفر في المكتبات المحلية.

ملاحظة: الكتاب يعتمد على قصة من الأدب الشعبي الايطالي الحديث حول سيدة المدفع. ومع كل التحفظات الجندرية من تلك القصة.. هذا الكتاب يتحرر منها بشكل واضح.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق