آخر توصية على صيغة ليلى الحمراء، بقدرش اوصي عـ"ليلات حمرات" من غير ذكرها. أكثر الصياغات فكاهية وذكاء.
تحكي القصة عن ام تحاول أن تقرأ قصة "ليلى الحمراء" التقليدية لطفلتها، ولكن الطفلة ترعرعت في القرن الواحد والعشرين، والأمور لا تمر من أمامها بسهولة، فهي تشكك وتسأل وتستفسر عن كل شيء. مثلاً، "لماذا الذئب يسير لوحده في الغابة؟ أليست الذئاب تعيش في قطعان؟" و"كيف يمكن للذئب بلع الجدة؟ كيف تدخل الجدة من فم الذئب؟" والسؤال الرائع "لماذا بلع الجدة؟ أليست الذئاب تمضغ طعامها؟ انه ذئب وليس أفعى!".
وغيرها الكثير من الأسئلة المنطقية والعلمية والفلسفية التي تسألها الطفلة الصغيرة التي تستمع للقصة "الغريبة".
هذا الكتاب يعرض الكثير من تجاربنا الشخصية مع أطفالنا اليوم المكشوفين للميديا العالمية ولوسائل الاتصال المختلفة. كل هذا الانكشاف حولهم إلى أطفال فضوليين أكثر ومشككين أكثر وناقدين أشد، مما يحوّل الأدب التفليدي إلى سطحي بعض الشيء أمام أسئلتهم العملاقة. تعاملنا كأهالي ومربين مع هذه الأسئلة يبلور حدود وآفاق مستقبل ابداعهم ونجاحهم. هذا الكتاب يعرض هذه القضية بأروع وأجمل صورة.
الرسومات مبنية من طبقتين، الأولى هي طبقة ليلى الحمراء ككتاب تقرأه الطفلة مع والدتها (طبقة ثنائية الأبعاد)، والطبقة الثانية هي عملية القراءة نفسها (طبقة ثلاثية الأبعاد)، فالطفلة تضيف إلى الرسومات أفكارها وتحكي لنا كيف هي ترى منطق قصة ليلى الحمراء.
أحب الكتاب كثيرًا وأظنه أكثر صياغات ليلى الحمراء فكاهة وذكاء. أنصح به بشدة لأطفال بأجيال 5 سنوات وما فوق. الكتاب متوفر فقط باللغة الانجليزية (Little Red Riding Hood (not quite))، وهو جزء من سلسلة حصلت على جائزة أدب الأطفال لعام 2014.
تعليقات (0)
إضافة تعليق