قصة بالرسومات، رائعة جداً من غير أي كلمة، ومن غير أي احساس بحاجة لأي كلمة. أحب القصة جداً لأنها تتعامل مع فكرة ليلى والذئب بطريقة جداً حديثة وايجابية، تحوّلها إلى انتاج ثقافي قيّم جداً وهام.
تحكي القصة بالرسومات عن طفلة ترتدي رداء أحمر، تخرج من المدرسة في طريقها إلى البيت. بالمقابل في صفحة ثانية نرى ذئب صغير يسير مع قطيع من الذئاب، ويتأخر عن قطيعه. تضيع الطفلة في مساحات واسعة من الثلج. يضيع الذئب الصغير بمساحات واسعة من الثلج. حتى يلتقيان، ويسيران معاً بحثاً عن طريقهم. يقع الذئب الصغير في الثلج، فتحمله الطفلة وتسير باحثة بيتها او عن قطيع الذئاب.
في مرحلة معينة تسمع الطفلة صوت قطيع الذئاب فتذهب إليهم مسرعة ويركض الذئب الصغير إلى عائلته. تكمل الطفلة بحثها عن البيت. لا تجد الطفلة الطريق فتختبئ من البرد القارص تحت مجموعة اشجار.
سرعان ما تجدها مجموعة الذئاب مستلقية على الثلج وخائفة، فتحيطها وتبدأ بالعواء بأعلى صوتها، حتى يسمعه أهلها ويأتون لانقاذها.
هذه القصة الرائعة تحكي عن مد يد العون عند الحاجة، وهي التمثيل الأروع لفكرة "الصديق وقت الضيق". كل من الطفلة والذئب الصغير يجد نفسه لوحده وسط الثلج والبرد، فيساعده الآخر ليمر هذه المحنة. هذه القصة تحكي (أخيرًا) عن علاقة ايجابية وودية بين الذئب والطفلة الصغير. وهذا الذئب هو ليس الذئب المفترس الخطِر، بل هو الطفل الصغير البريء، وهذا تغيير جذري جدًا لليلى والذئب.
ذكرت ان الأبطال هم طفلة وذئب صغير، فقط لانني انطلقت من هذه الفرضية كونها قصة تحكي عن طفلة ترتدي اللون الأحمر وذئب، ولكن بسهولة يمكننا أن نحكي قصة الطفل والذئبة الصغير أو الطفل والذئب الصغير، أو الطفلة والذئبة الصغيرة.
هذه الامكانيات واردة فقط لانها قصة من غير كلمات، والوحيد الذي يقرأها وينشغل فيها هو الطفل القارئ. الرسومات الرائعة على خلفية الثلج البيضاء، تحول اللون الأحمر والأسود إلى رموز أطفالية في وسط العالم الكبير - فهم مركز عالم معين، ولكن العالم كبير بحق، والضياع وارد.
حازت القصة على جائزة كالديكوت لرسوم ادب الاطفال.
أنصح بشدة بهذه القصة لأجيال 4 سنوات، حتى لمن لا يعرف ليلى والذئب، فالقصة لا تعتمد عليها، بل تأخذ منها رموزها فقط. ليس هناك أي حاجة للبحث عن أي ترجمة، فالقصة من غير كلمات (ولكنها مرفقة بحروف تمثل أصوات، مثل عواء الذئاب، ولكن يمكن تدبر الأمور من غير التطرق إليها).
تعليقات (0)
إضافة تعليق