اصدار رائع ومضحك جداً لدار الحدائق. هذه القصة تأخذنا رحلة إلى حدث قراءة قصة ليلى الحمراء قبل النوم.
تحكي القصة عن جاد ورنا الذان توجها لوالدتهما لتحكي لكما قصة قبل النوم. الأم تدعي أنها تعبة جداً ولا يمكنها أن تحكي قصة، فيشد عليها الأطفال وتبدأ القصة. تحكي الأم قصة ليلى الحمراء بطريقة غريبة وطريفة جداً، حيث تتلخبط عليها الأمور فتدعي أن ليلى وضعت الأغراض في قبعتها والسلة على رأسها، ثم تدعي انها كانت تقطف الفراشات لتقدمها لجدتها. هذه اللخبطات الغريبة تثير ضحكات الأطفال فيحاولوا تصليح والدتهم مرة تلو الأخرى، وهي فقط تطلب منهم تركها وشأنها لتنام. في النهاية تدّعي الأم أن جدة ليلى قد أكلت الذئب، وهنا يستوعب الأطفال تعب أمهم، ويتركونها لتنام، ويعودوا الى غرفتهم ضاحكين.
هذا الكتاب الرائع والفكاهي هو أداة لمناقشة الكثير من الأمور التي يقترحها. أولها ثقة الأطفال بالقصة التي يعرفونها، فلا يتجاهلوها لأجل الاستماع لقصة هزلية. ثانياً هناك فكرة تحويل "القصة ما قبل النوم" إلى حدث اجتماعي هام وطقس لا يمكن الاستغناء عنه بتاتًا ولا حتى عند التعب. ثم لابد من القراءة السياسية التي لا تترك قلمي، وهي امكانية وقوع الذئب بين يدي الجدة، ولو كانت مزاحًا، فهي فكرة تشفي غليل القارئ مهما كان عمره.
الرسومات المرافقة للنص هي تقريبًا مطابقة له، ولا تأخذنا إلى أبعد منه، ولكن بالرغم من هذا، فهي جميلة وتعبر عن النص بطريقة تجسّد روعته وفكاهته. التركيز على اللون الأحمر جميل جداً في الكتاب، ولكني لا أراه يأخذ الرسم إلى أبعد من النص. فلا شيء أحمر في الرسومات سوى فستان ليلى وتفاحة خفية في نهاية آخر صفحة (ربما هي المنفذ الوحيد من النص إلى مجازية أبعد).
أحب النص جداً، وأنصح به بشدة لأطفال يعرفون قصة ليلى الحمراء ويتصرفون بعفوية مضجرة كما جاد ورنا. القصة مناسبة لأجيال 4 سنوات وما فوق.
تعليقات (0)
إضافة تعليق