توصية # 55 - جدتي نفيسة، نص تغريد النجار رسومات مايا فداوي
قصة "جدتي نفيسة" الرائعة، تكشف لنا برنامج يوم في حياة الجدة نفيسة التي تقوم بنشاطات مختلفة جداً بعد تقاعدها، حيث تبدأ يومها بتحضير الفطور الصحي وفي رياضة صباحية، ثم في ممارسة موهبتها في الرسم. بعد ساعات الرسم تزور المتحف (على ما يبدو لبيع أو عرض رسوماتها). بعد فرصة الغداء، تزور الجدة دكان الخردوات. الطفل ماجد، يرافق جدته في برنامجها اليومي في أحد هذه الأيام (لأن أمه ذاهبة إلى مؤتمر مهم في الوزارة).
أحببت الكتاب كثيراً كونه يعرض جدة نشيطة وفعّالة جداً تشجع أحفادها على هذه النشاطات بكل حماس وطبيعية. قوة الجدة النفسية والشخصية تتمثل في كل واحد وواحد من النشاطات التي تقوم بها. عند التعمق في الكتاب، يمكننا أن نرى أن الجدة نوعاً ما تتحدّى المبنى الثقافي-الطبقي التقليدي الذي يقدّس المتاحف على حساب دكاكين الخردوات، وفي زيارة كل واحد من هذه الأماكن هناك رمزية لاحترام كافة الطبقات المجتمعية، وحتى أكثر من ذلك - كافة الفئات العائلية. بالاضافة إلى هذه الازدواجية بين المتحف ودكان الخردوات، يمكننا أن نجد الجدة تبيع الجديد (رسوماتها)، وتشتري القديم (الخردوات) - وكأن في الكتاب رسالة مبطنّة للأطفال.
رسومات الفنانة مايا الفداوي أصبحت جزء لا يتجزء من شخصيات تغريد النجار، فيصعب تخيّل الرسومات بصورة أخرى. التفاصيل الدقيقة والرائعة التي تزرعها فداوي تثير حماس الطفل وتمعّنه في الرسومات لايجاد رموز جديدة، تضيف تفاصيل جديدة على هذا الكتاب.
باختصار، أحببت الكتاب جداً وأنصح به بشدة. القصة تناسب أجيال 4 سنوات وما فوق. طبعاً من اصدار دار السلوى.
تعليقات (0)
إضافة تعليق