#مئة_توصية_على_أدب_أطفال
توصية # 12 – العطلة، غيلعاد سوفير
ذكر إوز ينطلق في عطلة على شواطئ بورا-بورا الخلّابة، "فقط أنا والبحر، العطلة المثالية." يقول في الصفحة الأولى. في الصفحة الثانية يسأل: "ماذا حصل؟ من قلب الصفحة؟". ومن هنا تبدأ القصة. في كل صفحة يقلبها القارئ، تضيق ضائقة الإوز، وتتغير عليه البيئة وتصبح أصعب وأصعب. في كل مرة يظن أن الوضع لا يمكن أن يسوء أكثر، فهو يزيد سوءً.
هذا الكتاب هو ليس مجرد قصة أطفال عادية، بل هو كتاب يتحدى عالم الأدب بأكمله. فالإوز يُطالب القارئ بتغيير عادته في إكمال الكتاب حتى النهاية والانتقال بشكل متواصل بين الصفحة والأخرى، ويطلب منه التوقف عن قلب الصفحات. الطفل القارئ للكتاب قد يخوض أول تجربة تردد أخلاقي في حياته، حيث يتعلم أن قلب الصفحة قد يضر بالإوز، ما يتضارب مع تعلّمه المسبق أن عملية القراءة يجب أن تتم من خلال قلب صفحات. "العطلة" يقدّم للطفل القارئ امكانية التراجع عن الصفحات التي قلبها حتى الآن، ويقترح عليه العودة للصفحة الأولى وإبقاءه فيها. فهل إمكانية العودة حقاً واردة في قراءة الأدب؟ (وما هي إسقاطاتها؟)
رسومات الكتابة رائعة جداً وتحوّل كل عملية قلب للصفحة لعملية تؤثر على زمان ومكان الحدث في الكتاب. إن كتاب العطلة بنظري هو أحد أفضل الكتب التي تعاملت مع قضية "موت المؤلف" والنظرية الما بعد حديثة في أدب الأطفال.
يظهر في موقع الكتاب أنه يناسب أجيال 3 سنوات وما فوق، ولكنني أظنه أنسب لجيل 4 و5 سنوات. الكتاب صدر باللغة العبرية باسم החופשה، ولم يُترجم بعد إلى لغات أخرى.
تعليقات (0)
إضافة تعليق