يُحرز مجال أدب الأطفال في هذا السنة ازدهارًا غير مسبوق. بالنسبة للأطفال، الكتب الغنية هي بلا شك أبسط وأكثر سحرًا وتميّزًا من أيّ هدية أخرى يمكن الحصول عليها، فهي توفر لهم منفذًا وحرية خارج إطار الشاشات التي تحيطهم من كلّ اتجاه. كتب الأطفال تجعلهم يضحكون، ويفكّرون، ويقلقون، ويشاركون كلّ مشاعرهم الأخرى.
تصف جريدة غاريان العالميّة عام 2018 بأنّه عام النهضة الجديدة لأدب الأطفال النوعيّ؛ فقد صدرت هذا العام عناوين رائعة لمكتبة الأطفال، مع مؤلفين معروفين ووافدين جدد على هذا العالم، وأصبحت الكتب تتعامل مع العديد من القضايا والمواضيع بأسلوب سلس وفكاهة وحساسية التي يتردّد صداها وقتا أطول بكثير بعد الوصول إلى الصفحة الأخيرة. هذا ما يجعل الأطفال يسعدون بالاستماع إلى كلّ قصّة مرة تلو الأخرى، من دون أن يملّوا منها.
في هذه المادة يقدّم لكم موقع حكايا قائمة بأفضل كتب صدرت هذا العام في أدب الأطفال العربيّ والمحليّ والعالميّ التي تتوجّه للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 2-8 سنوات. أعددنا القائمة معتمدين على دمج العديد من قوائم أفضل 10 قصص في المواقع والمجلات العالميّة، وأضفنا عناوينَ محليّة نجدها نوعية جدًا لهذا العام.
، نص: رانيا زغيّر، رسومات نيلوفار أفنان
يحكي الكتاب قصة فكريّة، التي تنطلق في البحث عن فكرة في كل مكان: داخل جارور وفوّهة بركان. تستمرّ فكريّة بالبحث لمدة طويلة، فهي تعرف بالضبط ما نوع الفكرة التي تبحث عنها، ولكنها لا تجدها. على الفكرة أن تكون حنونة، وثورية وقوية ومضحكة ومجنونة- في الوقت ذاته! حتى تأتي لحظة الإنارة، فيها تقفز فكريّة إلى الفضاء وتلتقي بالضادّين الأزلييْن، القلب والرأس (العقل). وكيف يمكن لفكريّة حلّ هذا التضاد، وهل هناك حاجة أصلًا لحله من أجل الابداع والانتاج؟
، نص: أناستاسيا قراواني، رسومات: مايا كاستيلتس
ترحل القطة كوزي من دون أن يعرف صديقها الصغير إلى أين ذهبت، فقد كانت تشاركه معظم وقته وكان يشعر معها بالأمان. يواجه الطفل الصغير لحظاتٍ ومواقفَ صعبة بسبب فراقها، ويبحث عن ذكراها في كلّ مكان. تفاجئنا الحياة أحيانًا بغياب من نحبّ، تختفي القطّة كوزي من حياة صديقها الصّغير فجأة، فيحزن ويتألّم لغيابها. أين اختفت كوزي؟ وهل سيتمكّن الطّفل، بطل القصّة، من التّغلّب على مشاعر الحزن بسبب فراقها؟
، تأليف بتصرّف: نبيلة ماجد، رسومات: زينب دورال
استمرّت أصوات الطّرق الخفيف من داخل البيضة إلى أن تشقّقت القشرة البنفسجيّة فبرزت منها عينان.. ها هي حلزونة بنفسجيّة اللّون تخرج من البيضة. يتميّز كتاب "ليلكة الحلزونة البنفسجية" بأنّه يتضمن بطاقات مساعدة: بطاقة المشاعر وبطاقة عن هذا الكتاب وما بعد قراءة القصة. وقد خُصِّصت لتحفيز الطفل للتعبير عن مشاعره وما يجول في خاطره من أفكار فيما لو كان مكان أيٍّ من شخصيّات القصة.
، نصّ: نبيهة راشد جبارين، رسومات: إنصاف صفوري
"يا طيرِ الطّاير” قصّة مكتبة الفانوس لشهر آذار تنقل أطفال البستان في رحلة جميلة وممتعة بين قرى ومدن الوطن الفلسطيني الغالي. حين يتعرّف الطّفل على بيئته القريبة والبعيدة، ويتأمّل تفاصيلها الطّبيعيّة والحياتيّة، ويعايشها مع أشخاصٍ قريبين إليه، يرتبط فيها وتنحفر في وجدانه. “يا طير الطّايِر خذني معك رِحلة/ تنزور بلادي مُدُنْها وقُراها”، هكذا تحمل الأغنية الشّعبية الطّفل ليتعرّف على ما يميّز بلدته، وبلداتٍ وقرًى أخرى. هذا الكتاب هو دعوةٌ لنا إلى التّحليق مع طفلنا على أجنحة الطّير-الطّائرة الورقيّة، في رحلةٍ تبدأ من بلدتنا، وتنتهي فيها.
، يارا بامية
يحكي الكتاب قصة عصفور يستيقظ في أحد الأيام ولا يجد منقاره، يبحث العصفور عن منقاره في كلّ مكان من دون جدوى. يتعلم العصفور تدبّر أموره من غير منقاره، فباقي الطيور تألفه وتحبّه من دون منقار، وهو يحبّ نفسه. تساعده الطيور في الأكل وهو يساعدها في تنظيف مناقيرها. تساعده الشحرورة على بناء منقار جديد، وهو يصمّمه ويقوموا بتلوينه معًا. في أحد الأيام يلتقي العصفور بحصان على رأسه "قرن"، يبدو شكله بالضبط كشكل منقار العصفور. وفي نهاية الكتاب هناك رسالة رمزيّة تدعونا للتفكير باستمرارية القصة.
، نصّ: تغريد النجار، رسومات: علي الزيني
تنتقل كرمل مع عائلتها من المدينة إلى قرية "الوروار" للاعتناء بمزرعة الجدّة وإدارة شؤونها. تجد كرمل نفسها وحيدة من دون أصدقائها الذين اعتادت على وجودهم معها؛ فتنتظر المدرسة بفارغ الصبر كي تكوّن صداقات جديدة. تشغل كرمل وقتها باللعب مع قطتها وبالقيام ببعض الواجبات العائلية.
تقع أحداث غريبة تلتقي كرمل خلالها بزيكازام وزيكازوم، المخلوقيْن الفضائييْن، القادميْن من كوكب "الزيكا" وتشعر بالألفة والتعاطف معهما، كما تتعرّف بباسم الذي يشاركها مع زيكازام وزيكازوم مغامرة شيقة لتنفيذ المهمة التي حضر من أجلها المخلوقان الفضائيان إلى كوكب الأرض.
، نصّ: عباده تقلا، رسومات: نونزيو مونتوري
يحكي القصة مذياع قديم يشاركنا بتجربته مع العائلة، حيث يصف نفسه بأنه صديق الوالد الذي لم يتخلّ عنه "حتى عندما أصبحت في نظر الكثيرين جهازًا قديمًا". ماجد الطفل يراقب المذياع بفضول ويحاول فهم سرّ علاقة والده به. في اللحظة التي استنتج ماجد بأنّ المذياع لا يحتوي شاشة ولا ألوانًا وفقط يصدر الأصوات، يتركه ويعود إلى ألعابه الأخرى في الكمبيوتر وغيره. يشعر الوالد بضيق المذياع فيفكر بخطّة لحلّ الإشكاليّة. يبدأ الوالد بالتصرّف بغرابة، فيسأله ماجد عمّا حصل ولماذا "يمشي كرجل عجوز". سرعان ما يفهم الطفل أنه يمكنه ترجمة الأصوات في المذياع لمسرحيات كاملة يقلّدها ويمثّلها هو ومذياع والده. هكذا يكتشف الطفل "لعبة" جديدة تحكّ خياله وذاكرته وتساعده على التعبير عن الأصوات بطريقة مبدعة.
، ريان هيجينز
بينيلوبي ديناصورة لطيفة ولكنها آكلة لحوم البشر. في أول يوم في المدرسة تلتهم بينيلوبي بعض زملائها في الصفّ، فهم صغار ولطيفون، ما يجعلم كذلك لذيذين. عندما تخبرها المعلمة بأنّ هذا تصرف سيّئ، و"نحن لا نأكل زملاءنا في الصف"، تقوم بينيلوبي بقذفهم (فهم بخير ولكنهم لزجون بعض الشيء). في هذه القصّة الذكيّة، تتعلم بينيلوبي كيفيّة التصرّف في بيئتها الجديدة، وحتى لو تعثرت قليلًا والتهمت بعض الأصدقاء... كلّ شيء على ما يرام.
، جوزيف كويفلر
الرافعة، الجرافة، والحفار هي شخصيات تحصل على أنسنة في هذه القصة، وتقوم بنشاطاتها العادية في مواقع البناء. الحفار هو الوحيد من بينها الذي يملك قلبًا حنونًا؛ فعندما يقابل أمامه زهرة زرقاء واحدة تنمو في آخر بقعة من الأرض في المدينة، يحاول أن يعتني بها ويقيها من أضرار الصناعة والحفر والبناء، رغم أنّ ذلك غير مشروع في بيئة موقع البناء. إنها قصة عن حماية الطبيعة والبيئة. ربما القصة تروى من دون الكثير من الفكاهة ولكن بدلا عن ذلك، فهي مثل شخصية الحفار، مفعمة بالكثير من التعاطف والحب الصافي.
، كوري دويرفيلد
نادرة هي القصص التي يمكن أن تفسر بطريقة ذكية كيف يعالج الأطفال المشاعر الصعبة والتعامل معها. بعد مواجهة حزن شديد يهبط على تايلور، يتوجّه الطفل الصغير إلى مجموعة متنوّعة من الحيوانات، التي بدورها تحاول مواساته بشتى الطرق بنيّة المساعدة. ومع ذلك، كلّ ما يفعلونه هو الحديث في تايلور. يصرخ الدبّ ويدعو تايلور للصراخ معه. الثعبان يهمس ويخبر تايلور بأنّ الهمس هو الحلّ. لدى جميع الحيوانات نوايا حسنة ولكنها ليست ما يحتاجه تايلور. كلّ ما يحتاجه تايلور هو شخص يستمع بهدوء، وهذا بالضبط ما يوفره الأرنب. هذه قصة رائعة، وهي تصبح أكثر قوة عندما يتعرّض الأطفال الصغار للمشاعر الحزينة والصعبة ويحتاجون إلى مواساة لتخطي المأساة.
، نص: لبنى طه، رسومات: مايا فداوي
عندما تقرّر عبير، والدة نورة، الانضمام إلى صفّ ابنتها لتحسين لغتها الإنجليزيّة تصاب نورة بالهلع، فهي لا تريد أن تكون مع أمّها في الصّف نفسه! تنشغل نورة بمراقبة تصرّفات أمّها في المدرسة وفي البيت عن بُعْد. فهل ستتمكّن نورة من التّعامل مع هذا الوضع الجديد الّذي وجدت نفسها فيه؟ قصّة طريفة تبحث بأسلوب خفيف الظّل مشاعر نورة، عندما أصبحت أمّها “عبير” بين ليلة وضحاها بنت صفّها.
تعليقات (0)
إضافة تعليق