إختيار الألعاب المُناسبة للأطفال الصّغار: دور طبيب/ة الأطفال
اللّعب هو أمر أساسيّ لتعلّم الأطفال. الألعاب هي أدوات اللّعب. يجدر عزو الأهمّيّة ذاتها لموادّ اللّعب الممنوحة ولكيفيّة استخدامها. يُمكن تذكير البالغين الذين يعتنون بأطفال بأنّ الألعاب تسهّل أحد أهمّ جوانب التّنمية - العلاقات الدّافئة والمُحبّة والتي يُمكن الاعتماد عليها - لكنّها ليست بديلًا لها. على الألعاب أن تكون آمنة، وأسعارها معقولة، ومُناسبة لتطوّر الطّفل. الأطفال ليسوا بحاجة إلى ألعاب باهظة الثّمن. على الألعاب أن تجذب الطّفل لفترة زمنيّة ما. يُقدّم هذا التّقرير معلومات وموارد كي يُعطي أطبّاءُ الأطفال الأهاليَ نصائح بخصوص اختيار الألعاب.
يتعلّم الأطفال منذ ولادتهم، ويكون الأهالي/أولياء الأمور هم المسؤولون الأساسيّون عن تقديم تجارب ذات جودة تُتيح للأطفال التّعلّم. كثيرًا ما يستشير الأهالي أطبّاءَ الأطفال طلبًا لنصائح حول أيّ ألعاب أو كُتب أو ألعاب الحاسوب أو الفيديو هي الأكثر ملاءمة، لأنّهم يعرفون أنّ هذه الأدوات من شأنها أن تكون مُهمّة لتطوّر طفلهم. يستطيع أطبّاء الأطفال أن يستغلّوا هذه الأسئلة حول الألعاب كفرص لمناقشة أهمّيّة بيئة الأطفال في المنزل وفي الحضانة. من شأن اللّعب أن يدعم تطوّر ونموّ الطّفل الصّغير. تجمع الألعاب بين الأهالي أو مُقدّمي العناية وبين الأطفال من خلال فعل اللّعب. بواسطة هذه العلاقات، يتعزّز تطوّر الدّماغ (1). إنّ هذه النّقاشات هي أيضًا فرصة كي يساعد أطبّاء الأطفال الأهالي على فهم دور اللّعب في جميع مناحي النّموّ، مثل النّموّ الإدراكيّ واللّغويّ والاجتماعيّ والجسديّ والعاطفيّ.
يُمكن للألعاب أن تُشكّل جسرًا لتفاعل الطّفل مع الأهالي أو مُقدّمي العناية الآخرين (1). ومع أنّه لا يجوز أبدًا أن تُستخدَم الألعاب بديلًا للانتباه المُحبّ وغير المشروط الذي يُقدّمه الأهالي ومُقدّمو العناية الآخرون، فمن شأن الألعاب أن تُعزّز هذه التّفاعلات. عندما يُشارك الأهالي الأطفال في اللّعب، تتعزّز عمليّة التّعلّم (1). يستطيع الأهالي أن يراقبوا مهارات الأطفال وأن يساعدوا على توسيعها. على سبيل المثال، إذا كان طفل في عمر الـ 18 شهرًا قد بدأ يدخل عالم التّظاهُر خلال اللّعب، وإذا كان يبني برجًا من المُكعّبات، يُمكن لوليّ الأمر أن يُعرّفه على فكرة استخدام المُكعبّات لبناء مرأب للسّيارة أو منزل لدمى الحيوانات. كذلك، فإنّ ثقة الطّفل بنفسه ومستوى براعته يتعزّزان عندما يشاركه البالغون اللّعب (1). تستطيع الألعاب أن تُسهّل تطوير العلاقات عندما يتشارك وليّ الأمر والطّفل الفرحة والبهجة المتُبادلتين أثناء الاكتشافات الجديدة (1). عندما ينصح أطبّاء الأطفال الأهالي، من المُهمّ التّركيز على أنّ الألعاب تلعب دورًا داعمًا في تعزيز تطوّر الطّفل. يجدر على موادّ اللّعب أن تُلائم تطوّر كلّ طفل واحتياجاته الشّخصيّة. قد يحتاج بعض الأطفال إلى ألعاب مُلاءمة لإعاقات حركيّة أو إعاقات بصريّة أو إعاقات أخرى لديهم (2). يستفيد جميع الأطفال من ألعاب تُعزّز النّشاطات الجسديّة الآمنة.
تُشكّل بعض الألعاب مخاطر عاطفيّة أو اجتماعيّة. قد يؤدّي دمج تصويرات فادحة للعنف بطريقة تفاعليّة، كما في بعض ألعاب الفيديو، إلى ارتكاب الأطفال لأعمال عنف (4،3). ومع أنّ هناك تدريجًا لألعاب الفيديو، فإنّ بعض تلك الألعاب التي يُفترض أن تكون مُعدّة "للجميع" قد تحتوي على درجات لا يُستهان بها من العنف (5). لا يجدر تشجيع استخدام ألعاب على شكل أسلحة أو أيّ ألعاب أخرى تُعزّز العنف. على الأهالي أن يفكّروا أيضًا في ما إذا كانت لعبة ما تُعزّز أفكارًا مُسبقة عرقيّة أو إثنيّة أو ثقافيّة أو جندريّة. إنّ الألعاب التي يزوّدها (أو تلك التي لا يزوّدها) الأهالي لأطفالهم هي بمثابة رسالة حول أيّ القِيَم هي المُهمّة.
تحتوي بعض دعايات الألعاب على ادّعاءات مفادها أنّ بعض الألعاب سوف تُعزّز نقاطًا رئيسة في نموّ الطّفل. ليست هناك أدلّة علميّة تُشير إلى كون أيّ لُعبة ضروريّة أو كافية للتّعلّم الأمثل. إنّ مثل هذه الدّعايات تُروّج للمعلومات الخاطئة، والتّوقّعات غير المُلائمة، والإنفاق المُبالغ. والأسوأ من ذلك هو جعل الأهالي يشعرون بذنب لا أساس لصحّته لكونهم غير قادرين على شراء هذه الألعاب أو لأنّهم اختاروا ألّا يشتروها.
إنّ الأنظمة الحكوميّة، ومعايير الأمان المُحسّنة لصناعة الألعاب واستخدامها، وعمليّة اختبار المُنتجات جعلت غالبيّة الألعاب آمنة لدى استخدامها بالطّريقة الصّحيحة مع الأعمار ومراحل النّموّ المُوصى بها. لكنّ مُجرّد كون المُنتج متاحًا في السّوق لا يعني بالضّرورة أنّه آمن. لدى تحديد مدى أمان أيّ لعبة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار خواصّها، بالإضافة إلى الطّرق المُمكنة لاستخدام أو إساءة استخدام هذه اللّعبة، ودرجة الإشراف أو المُساعدة التي تتطلّبها اللّعبة لضمان اللعب الآمن. من المهمّ لأطبّاء الأطفال أن يكونوا على اطّلاع بالتّوصيات الأحدث بخصوص أمان الألعاب والإرشادات بخصوص تنظيف الألعاب والحفاظ عليها بشكل سليم (6-10).
يستطيع أطبّاء الأطفال أن يستخدموا المعلومات الواردة في هذا التّقرير لإرشادهم في اختيار الألعاب لعياداتهم والحفاظ عليها، وكذلك لإعطائها إلى الأهل (راجعوا قائمة الموارد). وعلى الرّغم من أنّه لا يبدو أنّ هناك ارتفاعًا في وتيرة أيّ أمراض حادّة لدى الأطفال بعد زيارتهم عيادة أطبّاء الأطفال (11)، يجب تنظيف الألعاب في العيادة بشكل دائم. إنّ الألعاب الموجودة في عيادة طبيب الأطفال وكيفيّة الحفاظ عليها تشكّل نموذجًا يحتذي به الأهل.
1. يُستحسن أن تكون الألعاب آمنة لجميع الأعمار.
* لا تُقدّم/ي ألعابًا صغيرة أو ألعاب يُمكن بسهولة نزع أجزاء منها ليضعها الرّضيع في فمه (2، 5-8).
* لا تُقدّم/ي ألعابًا تحتوي على خيوط أو حبال أو أشرطة أو أوتار حُرّة (2، 6-9).
* لا تُفدّم/ي ألعابًا فيها زوايا حادّة (2، 6-9).
* لا تُقدّم/ي ألعابًا تُطلق أصواتًا عالية أو صاخبة (2، 6-9).
* قدّم/ي فقط ألعابًا مصنوعة من موادّ غير سامّة (2، 6-9).
* إحفظ/ي الألعاب بشكل آمن دومًا، وامتنع/ي عن استخدام صناديق الألعاب التي لها غطاء (2، 6-9).
* إختر/إختاري ألعابًا يُمكن تنظيفها بسهولة وبوتيرة عالية. يجدر تعقيم أيّ لعبة لامست لُعاب أو سوائل جسديّة أخرى، قدر الإمكان (لمدّة دقيقتَين من ملامسة محلول الكلور بنسبة %10 [ملعقة كبيرة واحدة من الكلور المنزليّ لكلّ رُبع غالون من الماء]، يُحضّر يوميًّا من جديد، أو بواسطة استخدام محلول تعقيم مصادق عليه من قبل وكالة حماية البيئة، بحسب إرشادات المصنع)، ثمّ شطفها وتجفيفها بمساعدة الهواء (10).
2. يُستحسَن أن تكون ألعاب العيادة جذّابة وتشجّع على الإبداع (2، 6).
3. يُستحسَن أن تشتمل العيادة على كتب ومجلّات ملائمة لمراحل النّمو يُضاهي عددها عدد الألعاب في العيادة، على الأقلّ.
4. يُستحسن أن تعرض العيادة بشكل بارز ملصقات من الأكاديميّة الأمريكيّة لأطبّاء الأطفال ولجنة أمان منتجات المُستخدِم بخصوص الألعاب وسحب مُنتجات من الأسواق بسبب مشاكل في الأمان.
5. لقائمة تضمّ الألعاب المُلائمة والآمنة، راجع/ي غودسون وبرونسون (Goodson and Bronson) بعنوان "أيّ لُعبة لأيّ طفل" (Which toy for which Child)، والمتوافر حسب الطّلب أو على الإنترنت (9).
1. تذكّروا أنّ الألعاب الأكثر تربويّة هي تلك التي تُحفّز على تفاعل البالغ مع الطّفل في لعب داعم وغير مشروط. لا يجوز أن تكون الألعاب أبدًا بديلًا لإعارة مُقدّمي العناية الانتباه للطّفل (1).
2. وفّروا للأطفال ألعابًا آمنة وبأسعار معقولة، تكون مُلائمة لمراحل تطوّرهم. اختاروا ألعابًا تُساعد على تعزيز التّعليم والنّمو في جميع مناحي النّموّ. تجنّبوا الألعاب التي تثني الأطفال عن استخدام حسّها الإبداعيّ. يُمكن تطوير المهارات الاجتماعيّة/العاطفيّة والإدراكيّة ويُمكن تعزيزها من خلال استخدام الأطفال اللّعب بهدف حلّ مسائل حقيقيّة في الحياة (2، 6-9).
3. إختَاروا مجموعة من الألعاب بعناية وتذكّروا أنّه ليس على اللّعبة أن تكون بالضّرورة رائجة أو باهظة الثّمن (2، 6).
4. إستخدموا الكتب والمجلّات للّعب والقراءة سويّة.
5. شكّكوا في أيّ ادّعاءات تربويّة أو تنمويّة تُطلقها الإعلانات، وبخاصّة تلك التي تدّعي إحداث تطوّر ذهنيّ.
6. أقصدوا أطبّاء الأطفال لنصائح حول تمييز الألعاب الآمنة من تلك غير الآمنة (راجعوا قائمة المصادر، 2، 6-9).
7. تذكّروا أنّ بعض الألعاب تُشجّع على العنف أو على أفكار اجتماعيّة أو عرقيّة أو جندريّة مُسبقة وسلبيّة. لا يُوصى بتقديم هذه الألعاب للأطفال (3).
8. حدّدوا درجة استخدام ألعاب الفيديو وألعاب الحاسوب. لا يجدر أن يتعدّى زمن الشّاشة الكلّيّ - ويشمل ذلك التّلفاز والحاسوب - أكثر من ساعة واحدة إلى ساعتين يوميًّا (4). يُمكن لأطفال أصغر من سنّ 5 سنوات أن يلعبوا ألعابَ الحاسوب أو الفيديو فقط إذا كانت الألعاب مُلائمة لمرحلة تطوّرهم، ويُستحسن أن تكون هناك مُرافقة من قبل الأهالي أو مُقدّمي العناية (1).
9. لقائمة بالألعاب المُلائمة والآمنة، راجعوا غودسون وبرونسون (Goodson and Bronson) بعنوان "أيّ لُعبة لأيّ طفل" (Which toy for which Child)، والمتوافر حسب الطّلب أو على الإنترنت (9).
1. Shonkoff JP, Phillips DA, eds. From Neurons to Neighborhoods: The Science of Early Childhood Development. Washington, DC: Institute of Medicine, National Research Council, Board on Children, Youth, and Families; 2000
2. Bronson MB. The Right Stuff for Children Birth to 8: Selecting Play Materials to Support Development. Washington, DC: National Association for the Education of Young Children; 1995
3. American Academy of Pediatrics, Committee on Public Education. Media violence. Pediatrics. 2001;108:1222–1226
4. American Academy of Pediatrics, Committee on Public Education. Children, adolescents, and television. Pediatrics. 2001;107:423–426
5. Thompson KM, Haninger K. Violence in E-rated video games. JAMA. 2001;286:591–598
6. National Association for the Education of Young Children. Toys: Tools for Learning. Washington, DC: National Association for the Education of Young Children; 1999
7. American Academy of Pediatrics. Toy Safety: Guidelines for Parents, Parts I and II. Elk Grove Village, IL: American Academy of Pediatrics; 1994
8. Consumer Product Safety Commission. For Kids’ Sake: Think Toy Safety. Washington, DC: Consumer Product Safety Commission; 1995. Available at: http://www.cpsc.gov/cpscpub/pubs/281.htm. Accessed June 6, 2002
9. Goodson B, Bronson MB. Which Toy for Which Child: A Consumer’s Guide for Selecting Suitable Toys, Ages Birth Through Five. Washington, DC: Consumer Product Safety Commission. Available at: http://www.cpsc.gov/cpscpub/pubs/285.pdf. Accessed June 6, 2002
10. American Academy of Pediatrics, American Public Health Association, and Maternal and Child Health Bureau. Caring for Our Children. National Health and Safety Performance Standards: Guidelines for Out-of-Home Care. 2nd ed. Elk Grove Village, IL: American Academy of Pediatrics; 2002
11. Lobovits AM, Freeman J, Goldmann DA, McIntosh K. Risk of illness after exposure to a pediatric office. N Engl J Med. 1985;313:425–428
American Academy of Pediatrics, American Public Health Association, and Maternal and Child Health Bureau. Caring for Our Children. National Health and Safety Performance Standards: Guidelines for Out-of-Home Care. 2nd ed. Elk Grove Village, IL: American Academy of Pediatrics; 2002. Available at: http://nrc.uchsc.edu/
American Academy of Pediatrics. Toy Safety: Guidelines for Parents, Parts I and II. Elk Grove Village, IL: American Academy of Pediatrics; 1994
Bronson MB. The Right Stuff for Children Birth to 8: Selecting Play Materials to Support Development. Washington, DC: National Association for the Education of Young Children; 1995
Consumer Product Safety Commission. For Kids’ Sake: Think Toy Safety. Washington, DC: Consumer Product Safety Commission; 1995. Also available in Spanish. Available at: http://www.cpsc.gov/cpscpub/pubs/281.htm
Goodson B, Bronson MB. Which Toy for Which Child: A Consumer’s Guide for Selecting Suitable Toys, Ages Birth Through Five. Washington, DC: Consumer Product Safety Commission. Available at: http://www.cpsc.gov/cpscpub/pubs/285.pdf
National Association for the Education of Young Children. Toys: Tools for Learning. Washington, DC: National Association for the Education of Young Children; 1999
تعليقات (0)
إضافة تعليق