في التوصيات القريبة سوف أتطرق بشكل خاص لأبرز الاصدارات التي تحكي قصة الطفلة ذات الرداء الأحمر (أو القبعة).
بحثت قصة ليلى الحمراء والذئب كثيراً، وكتبت عنها بحثي في الماجستير، وأجمع بشغف الكثير من اصدارات القصة من حول العالم. أحد أكثر الكتب تميّزا في فكرته وفي رسوماته هو كتاب "قصة الذئب".
يحكي الكتاب ذات قصة ليلى الحمراء التي نعرفها، ولكن من وجهة نظر مختلفة بطلها الحصري هو الذئب. هذا الكتاب جاء لينتقد النصوص التقليدية المألوفة. تُظهر القصة ، كيف تؤدي سلسلة من سوء الفهم والأخطاء المتكررة والحوادث إلى تشويه سمعة الذئب. في القصة يدّعي الذئب كونه المساعد البار للجدة، الذي يعتني بها في غياب الطفلة (التي تزورها مرة في السنة). يساعد الذئب الجدة في الطبخ وفي أعمال البيت كلها وحتى أنه يقترح على القراء مساعدتهم في أعمال تصليح منازلهم كما يفعل مع الجدة. وينتهي الكتاب في جملة رهيبة على لسان الذئب، يمكن دراستها لوحدها - "لم لي الكذب؟".
يتطرق الكتاب إلى فكرة الاستماع إلى طرفي الرواية بالذات عندما تكون مركّبة وتقليدية وشعبية. والسؤال المركزي، هل هناك حقاً شرعية لرواية الآخر؟ وهل يمكن أن تكون القصة مركبة أكثر مما نعرفها؟
أعتقد أن احدى ميزات الكتاب المركزية هي لوحات كوهن الخلابة الرهيبة التي تحوّل القصة إلى عمل ابداعي وفني من نوع آخر. في احدى الصفحات مثلاً ينظر القارئ إلى الطفلة الصغيرة من داخل فم الذئب، وكأنه يتحول هو بنفسه إلى الذئب. وصورة الذئب على الغلاف وهو يغمز للقارئ، تحوّلت إلى لوحة أيقونية يدرسها كل من يبحث في القصة الشعبية، فهل القصة حقاً كما يحكيها الذئب؟ أم أن ليس هناك جديداً تحت الشمس وكلنا نصدّق براءة الصغيرة الحمراء؟
أحب هذا الكتاب بشكل خاص من بين كتب ليلى الحمراء، وأنصح به جداً لأطفال تعرفوا على القصة، وجاء الوقت ليسمعوها بأصوات جديدة وصياغات مختلفة. الكتاب يناسب كثيراً لأطفال في جيل 4 سنوات وما فوق.
صدر الكتاب في اللغة الانجليزية (The Wolf's Story: What Really Happened to Little Red Riding Hood) والعبرية (הזאב מספר: מה באמת קרה לכיפה אדומה).
* الاسم الكامل: قصة الذئب: ماذا حصل حقاً لليلى الحمراء.
تعليقات (0)
إضافة تعليق