إلى هذا الكتاب أصل عادة في نهاية ورشات الكتابة، كونه أحد أصعب الكتب على القارئ التقليدي لأدب الأطفال. هذا الكتاب يحمل في طياته نقد لاذع لأدب الأطفال، لدور المؤلف ودور الرسام وللكتابة عامة. أتوقع أن الأطفال سوف يفهموه بسهولة وبساطة أكبر من البالغين.
يحكي الكتاب قصة الكاتب ماك بارنيت في محاولته لكتابة قصة أطفال تحكي عن طفلة تواجه أسد مخيف. إلا أن الرسام لا يعتقد أن الأسد مخيفًا كفاية، فيختار رسم تنين بدلًأ عن الأسد. هنا يعترض الكاتب ويحاور الرسام (في داخل النص)، ويحاول اقناعه بأنه هو مؤلف الكتاب، وقراره بأن يكون الكائن المخيف يتمثل بالأسد، هو قرار حتمي ومطلق ولا يمكن التشكيك فيه واستبداله بتنين في الرسم. آدم ريكس الرسام، يعترض على هذا ويعبر عن دوره كجزء لا يتجزء من بناء الكتاب، ويقول أن دوره هام أيضاً وأفكاره يجب أن تأخذ دور واضح في النص.
ماك بارنت يقيل الرسام، ويستدعي رسام جديد لرسم النص، ولكن رسومات الرسام الجديد مختلفة كل الاختلاف عن رسومات آدم ركس، مما يغيّر في شخصية البطلة. يغضب المؤلف ويُقيل الرسام الجديد، ويحاول أن يرسم الكتاب بنفسه، إلا أن رسوماته هي مجرد خربشات عفوية ليس لها معنى. هنا تتدخل البطلة كلوي، وتحاول اقناعه بتوظيف آدم ريكس من جديد ليصلح الفوضى التي حصلت في الكتاب. هكذا يتنازل الكاتب ويتصّل بآدم ريكس ليعتذر عمّا بدر عنه. يعود آدم ريكس، وتستمر قصة كلوي..
رسومات آدم ريكس في الكتاب عبقرية بطريقة رهيبة، وبنظري يجب أن يدرّس هذا الكتاب لكل من يتوجه لرسم أدب الأطفال في العالم. ريكس يرسم بثلاث طبقات، حيث الأولى ثلاثية الأبعاد وهي رسم شخصيات الكاتب والرسام، والثانية هي المسرح الذي تحصل عليه أحداث القصة، والثالثة هي شخصيات القصة ثنائية الأبعاد. كل طبقة تتغيّر بشكل جذري بحسب أحداث القصة، وتبقى الطبقة الأولى المركزية فيها شخصيات الكاتب والرسام، وكأنها جزء من حياة القارئ.
لمن يعرف نظريات الأدب الحديثة، يمكن تلخيص الكتاب بأنه جاء ليشكك بفكرة موت المؤلف واحيائه من جديد كشخصية بطل في داخل كتابه.
باختصار أحب الكتاب كثيراً، وأعلم جيدًا التحفظات من صعوبته وتركيبه، ولكنني أنصح به بالرغم من هذا لأطفال بأجيال 6 سنوات وما فوق، الذين كبروا على أدب أطفال، ويمكنهم فهم التحدي المركب في الكتاب (Chloe and the Lion).
تعليقات (0)
إضافة تعليق