توصية # 57 - كوزي، أناستاسيا قراواني ومايا كاستليتس
كل من يعرفني، يعرف حبي وتقديري العميق لأدب الأطفال الحزين*. سرعان ما أحببت قصة "كوزي" لاصدارها واخراجها الفني المهني والنّوعي، لرسوماتها الخلّابة وألوانها خفيفة الشحوبة وطبعا لنصها البسيط، الواقعي، والغير معتذر.
تفاجئنا الحياة أحيانا بغياب من نحبّ، تختفي القطة كوزي من حياة صديقها الصغير فجأة، فيحزن ويتألّم لغيابها (عن الغلاف). يبحث الطفل عن كوزي كل يوم، إلا أنها لا تعود. يواجه الطفل الاشتياق والفقدان بالعديد من محاولات وطرق المواجهة، بما يشمل مرحلة تذنيب الذات، الصعبة. لكنه سرعان ما يفهم أن الفقدان هو جزء من الحياة. وأنه ليس شخصي ولا حصري، وهناك العديد من الطرق للتعامل معه.
القصة واقعية جداً، ولكنها محاطة بفرضيات وتأويلات الأطفال (كشرعية وجود الوحوش، ودور القطة في مراقبتها وطردها) التي تضفي جواً أطفاليًا رائعًا على النص وحتى خياليًا بعض الشيء. المضمون الحزين في النص هو تجربة يمر فيها كل طفل صغير، اما في اختفاء دمية أو دبدوب، أو في غياب حيوان أليف، أو حتى في فقدان شخص ما. هذا الفقدان هو جزء من الحياة، والأطفال كافة يمرّون فيه بطرق مختلفة، فهو ليس أقل من تراجيدية شخصية في ضياع وفقدان الشيء العزيز والغالي عليهم.
الرسومات الخلابة والمهنية للنص رائعة وتضيف الكثير على النص، فمثلاً مشهد الطفل في السرير، يعود ويتكرر مرة تلو الأخرى ويحاكي التأثيرات والتقلبات النفسية التي يمر فيها الطفل. اختيار الألوان الهادئة والشاحبة بعض الشيء يتماهى مع القصة بهارمونية حقيقية رائعة.
(فاز الكتاب بجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل اخراج)
باختصار، أحببت القصة وأنصح بها بشدة! القصة تناسب أجيال 4 سنوات وما فوق.
*بشكل شخصي أسمي أدب الأطفال الحزين، أدب "تراجيدي" وأقارنه بتراجيديات شيكسبير والأساطير اليونانية ولكن الكثيرون يخافون هذه التسمية فأحافظ عليها شخصية عادة.
تعليقات (0)
إضافة تعليق