#مئة_توصية_على_أدب_أطفال
#مئة_توصية_على_أدب_أطفال
توصية # 56 - لما عطس الحوت، نص مريم ترحيني ورسومات براء العاوور
بشكل شخصي، لدي تحفّظ شديد من الكتب التي تعالج موضوع عيني بصورة مباشرة. وهذا ما يبدو عليه "لما عطس الحوت". لكن بعد قراءة النص، وجدته أعمق بكثير مما ظننت في البداية. ربما هو موجه لمعالجة موضوع عيني جداً ولكن فيه عمق رائع يساعد على الانكشاف لأمور أوسع وأكبر بكثير.
يحكي الكتاب أن الحوتُ الأزْرَقُ يَسْبَحُ في البَحْرِ الكَبير، يَبْتَلِعُ الأكْياسَ والنُّفايات... بَطْنُهُ تُكَرْكِر، ويَوَدُّ لَوْ يَرْتاحُ مِنَ الشُّعورِ غَيْرِ المُريح. يَحُطُّ عَلَيْهِ نَوْرَسٌ تَفْلَتُ مِنْهُ ريشَةٌ فَتَكونُ الحَلَّ الَّذي يُريحُ «عَنْبَر»، لِيَسْبَحَ بَعيدًا عَنْ شاطِئٍ مَلِيءٍ بِالقاذورات...(عن الغلاف)
اختيار حوت العنبر ليكون هو بطل القصة ليس عشوائياً، فالعنبر هي مادة تستخرج من بطن الحوت وتصنع منها العطور منذ مئات السنين في الشرق. في قصتنا، عنبر يبتلع النفايات والخردوات التي تؤدي لرائحة كريهة من فمه. هذه الرائحة تحصل بسبب البشر بشكل حصري وواضح، ولا يتمكن الحوت من التخلص منها إلا عندما "يعطس" ويستخرج كل النفايات من بطنه. النفايات لا تؤدي فقط لرائحة كريهة من بطن الحوت، انما أيضاً لخمول شديد لديه - هذا الخمول الذي يؤدي في الكثير من الاحيان لموت الحيوانات في الطبيعة.
في الكتاب هناك رمزية واضحة لدور الأطفال في الحفاظ على البيئة، ففي احدى الصفحات يتم "تذنيبهم" بطريقة التفافية بدعم التلويث البيئي، عندما يرمون ألعابهم في البحر.
رسومات براء العاوور الزرقاء الصارخة، تمثل القصة بطريقة مجرّدة ومبسطة من دون أي لف ودوران. يصعب تصنيف الرسومات كفن تجريدي، إلا أنها أقرب ما يمكن إليه.
كما ذكرت، الكتاب يتعامل بشكل واضح مع موضوع الحفاظ على البيئة، ولكن فيه رموز أوسع من هذا لعدة أمور، مثل دور الشرق في الابداع البشري.
أنصح بالكتاب جداً، وهو مناسب لأجيال 3 سنوات وما فوق.
تعليقات (0)
إضافة تعليق