حكايا

توصية # 54 - مذياع الحكايات


توصية # 54 - مذياع الحكايات
مئة توصية على أدب أطفال
لؤي وتد

#مئة_توصية_على_أدب_أطفال

توصية # 54 – مذياع الحكايات، نص عباده تقلا ورسومات نونزيو مونتوري

قصة جديدة عن دار كلمات، وصلت طازة للمكاتب العامة المحلية.
القصة تحكي عن العلاقة بين الأطفال وأهاليهم، بالذات حول مواضيع التكنولوجيا الحديثة والقديمة. يحكي القصة مذياع قديم يشاركنا بتجربته مع العائلة، حيث يصف نفسه أنه صديق الوالد الذي لم يتخلّى عنه "حتى عندما أصبحت في نظر الكثيرين جهازاً قديماً". ماجد الطفل يراقب المذياع بفضول ويحاول فهم سر علاقة والده به. في اللحظة التي استنتج ماجد أن المذياع لا يحتوي شاشة ولا ألوان وفقط يصدر أصوات، يتركه ويعود إلى لألعابه الأخرى في الكمبيوتر وغيره. يشعر الوالد بضيق المذياع فيفكر بخطّة لحل الاشكالية.
يبدأ الوالد بالتصرف بغرابة، فيسأله ماجد عما حصل ولماذا "يمشي كرجل عجوز". سرعان ما يفهم الطفل أنه يمكنه ترجمة الأصوات في المذياع لمسرحيات كاملة يقلّدها ويمثّلها هو ومذياع والده. هكذا يكتشف الطفل "لعبة" جديدة تحك خياله وذاكرته وتساعده على التعبير عن الأصوات بطريقة مبدعة.
رسومات الكتاب مهنية جداً ورائعة، تساعد على استيعاب قيم وأفكار جديدة قد يتجاهلها القارئ ويسهو عنها في القراءة الأولى. في الرسومات نجد الوالد يشعر بشعور المذياع، ويحزن لحزنه ويفرح لفرحه. عملياً هذا المغزى المركزي من الكتاب، حيث قد يبتعد الأطفال عن أهاليهم كونهم "أجهزة قديمة"، ولكن دائماً هناك امكانيات أخرى ابداعية للتواصل بين الأجيال والتفاهم، بالرغم من تحديات التكنولوجيا الحديثة التي تشكك في دور الأهالي البالغين والمتعة بالتعامل "واللعب" معهم.

أحببت الكتاب وأنصح به بشدة. يناسب جداً لأجيال 4 سنوات وما فوق، كأداة لكشف الأطفال على امكانيات أخرى للتعامل مع أهاليهم والعكس طبعاً، في وجه تحديات التكنولوجيا الجديدة.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق