#مئة_توصية_على_أدب_أطفال
توصية # 42 - غوريلا، أنتوني براون
غوريلا كانت من أول قصص الأطفال اللي درستها خلال التعليم، ومن ناحيتي كانت هي الباب اللي انفتحلي على أدب الأطفال النوعي وكمصدر أولي للبحث. عشقت الكتاب برسائله ورموزه ورسوماته وكلماته.
هانا (أو هناء اذا بدكم) تحب الغوريلات جداً، لكنها لم ترها في الحقيقة أبداً. والدها مشغول للغاية وليس لديه أي وقت ليأخذها لزيارة حديقة الحيوانات - ولا لعمل أي شيء آخر. في عيد ميلادها ، تطلب هناء من والدها غوريلا، ولكنها تشعر بخيبة أمل عندما تكتشف أن الغوريلا التي جلبها هي مجرد دمية. في تلك الليلة يحدث شيء غير عادي... تتحول الدمية إلى غوريلا حقيقية، تعتمر قبعة والدها ومعطفه وتأخذها بزيارة ساحرة لحديقة الحيوانات، والسينما، والمطعم والحديقة. بعدما يعودوا إلى البيت، تستيقظ هناء في سريرها وتجد الدمية بجانبها فتبتسم. في الصباح يقترح والدها زيارة حديقة الحيوانات فتوافق.
الكتاب رائع في رموزه المزروعة في كل صفحة، فهو مفعم بالغوريلات بجميع الأحجام والأنواع، حتى أنها تظهر وكأنها رسومات فنية شهيرة مثل الموناليزا. الكتاب يتعامل مع موضوع علاقة الأب بابنته، وحاجتها الماسة إليه، ويتطرق للمفارقة في أن عمله الذي يهدف لتوفير ظروف معيشية ومادية جيدة لابنته، هو ما يبعده عنها. الرسالة الأخرى في الكتاب، هي رسالة نضال المطالبة بالحرية الذي يتمثل في سجن الحيوانات في حديقة الحيوانات، ونوعًا ما سجن البنت في بيتها، كونها ما زالت صغيرة، وسجن الأب في قيود العمل الذي يبعده عن عائلته.
رسومات الكتاب رائعة وتثير الكثير من التفكير والتأمل في كل أمر صغير، من ظلال الأشياء، وحتى الرسومات المعلقة على الحائط. وملاحظة هامة أخيرة: أنتوني براون يعشق القرود والغوريلات، لذلك يمكن ايجادها في جميع كتبه، حتى لو لم يكن لها أي دور في النص أو السرد. باختصار، كتاب رائع وقيم ومركب وثري! أنصح به بشدة.
الكتاب يناسب أجيال 4 سنوات وما فوق. للأسف هو غير متوفر في اللغة العربية (أتمنى أن تفاجئوني بأني مخطئ في هذا)، ولكن يمكن الحصول عليه في الانجليزية (Gorilla) أو العبرية (גורילה).
تعليقات (0)
إضافة تعليق