(الحذر: كشف معلومات عن حبكة الفيلم!)
صدر في آخر الأسبوع الماضي فيلم "فرقة العدالة" لاستديوهات وارنر برذرز وشركة دي.سي للكوميكس. الفيلم يجمع فرقة أبطال دي.سي، باتمان، ووندروومان، وسايبورغ، وفلاش وأكوامان.
يبدأ الفيلم في نهاية فيلم "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة"، ويعرض عالما بلا سوبرمان، ووجود التكنولوجيا الفضائية أصبح حقيقة لا جدال فيها. باتمان يحمل الشعور بالذنب على موت سوبرمان، ويرى بنفسه مسؤولاً عن أحوال العالم في ضياع البطل الميثولوجي. نتيجة صحوته وانتباهه، يتوقّع باتمان مصائبَ وشرورًا جديدة محدقة بالعالم، ويرى الحاجة لتجميع فريق يحارب من أجل العدالة. تنضم إليه في جمع الفريق بطلة الأمازون، وندروومان، ومعًا يجنّدان باقي الأبطال: فلاش، سايبورغ وأكوامان.
بعد تجميع أعضاء الفرقة، يكتشفون أن الخطر الحائم في سماء الكرة الأرضية هو ستيبنوولف، الشرير الأسطوري الذي حاول تدمير الكرة الأرضية سابقًا- ولكن في الماضي كان هناك حاجة لاتحاد الجيوش الأرضية الثلاث للتغلّب عليه: جيش أبناء أطلنتيس أبناء البحار، جيش الأمازونات وجيش البشر. تروي الأسطورة أن ستيبنوولف يعتمد في قوته على تجميع الماذر بوكسز (صناديق الأم) الثلاثة لتدمير العالم، وللتغلب عليه يجب فصل الصناديق عن بعضها البعض، وهذا ما تفعله الجيوش الأرضية في الماضي، وتخبّئ الصناديق كل في مكان مختلف. هذه المرة، لم يعد من الممكن تجميع الجيوش، لأن الأعراق لا تثق ببعضها البعض، كما كان الوضع في السابق، لهذا تنطلق فرقة العدالة بأبطالها الخمسة للتغلّب على ستيبنوولف وحدها. وهذه هي قصة الفيلم ببساطة.
لكن هذه البساطة في القصة تصبح إحدى مشاكل الفيلم المركزية، إذ يحاول أن يحكي قصص جميع الأبطال ببساطة مجرّدة، وينسى التطرّق لفكرة بناء الشخصيات بما فيها بناء شخصية الشرير ستيبنوولف! ربما التميّز المركزي الذي كان في أنجح فيلم لشركة دي.سي (Batman: The Dark Knight) هو في بناء شخصية الجوكر بالتفصيل.
بروس واين – المعروف على لسان الجميع كباتمان – الرجل الوطواط. باتمان هو القائد الميثولوجي للمجموعة، وهو دينامو الفريق. باتمان هو من يكتشف التهديد أولاً، لذلك يجمّع الفريق ويحاول جاهداً أن يقنعهم جميعاً بالعمل معاً. طيلة الفيلم يتباكى باتمان –بطبيعته الباردة والمظلمة المألوفة لكل من يعرف الشخصية– على أنّ العالم بحاجة إلى سوبرمان. ربما يكون مصدر هذا التباكي الشعور بالذنب على مقتل سوبرمان في فيلم "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة"، ولكن ربما مصدر هذا التباكي والأسى هو في مشاعر دونية كونه بطلًا من غير قوى خارقة نسبة لسوبرمان.
ديانا برينس – هي وندروومان. لا ننسى أن فيلمها الفردي قد صدر قبل أشهر معدودة، فقط، وهو يحدث في الأساس في منتصف القرن العشرين، بينما "فرقة العدالة" يحدث في القرن الحادي والعشرين – فكانت هناك حاجة ليشرح الفيلم ماذا حصل معها في هذه السنوات. دورها في هذا الفيلم هو اثبات حي وواضح للفروقات في الانتاج عندما يتغير جنس المخرج. في فيلمها الخاص "وندروومان" الذي أخرجته امرأة (باتي جنكينس) تميّزت ديانا بقوة شخصية وبطولة، بينما في "فرقة العدالة"، الذي أخرجه رجل (زاك سنايدر)، فهناك تركيز أكبر على جسد وندروومان وهناك حاجة لرجل قوي (باتمان) ليدفعها ويشجعها على القيادة.
أرتور كوري– أكوامان، ربما لم نتذوق الكثير من شخصية أكوامان حتى الآن في عالم السينما، ولكن بالقليل الذي شاهدناه في فيلم "فرقة العدالة" نعرف جيدًا أنّ اختيار جيسون مومواة ليمثّل الشخصية هو اختيار عبقري لشركة دي.سي. دور أكوامان في الفيلم كان غاية في الروعة، بالرغم من أن المشاهد التي كانت تحت الماء لم تكن جيّدة بتاتاً. نأمل أن يتم تطوير تقنيات تصوير ابداعية وناجعة أكثر في فيلمه الخاص القادم قريباً.
باري آلين – فلاش. لا شكّ أنه من أضعف ما حصل مع هذا الفيلم، بالذات أن هناك مسلسلًا ناجحًا جدًا يجري في ذات الوقت على الشاشات الصغيرة البيتية. فلاش هو شخصية مهمّة جداً ومركزية في عالم أبطال دي.سي، ولا شك أن جزءًا كبيرًا من هذه الأهمية والشعبية في السنوات الأخيرة، يعود إلى تمثيل توماس غرانت غستين الرائع في المسلسل التلفزيوني الجاري منذ 2014. اختيار عزرا ميلر ليمثّل دور فلاش هو استهتار معيّن بجميع معجبي المسلسل، ولكن ردّ المخرج كان مقنعاً للمعجبين وهو أنّ عزرا ميلر هو مجرد فلاش آخر من عالم مقابل. بالرغم من كل هذا، تمكّن عزرا ميلر من التجديد اللطيف على شخصية فلاش في إضفاء سذاجة معيّنة عليها.
فيكتور ستون- سايبورغ. كان وما زال سايبورغ شخصية غريبة ومجهولة نسبياً إلى باقي الشخصيات. لم يساعد الفيلم على بناء شخصيته، بل مجرد روى قصة الشخصية بسرعة وبساطة وأكمل الفيلم. ربما تعود هذه الهامشية إلى أن الشخصية هي حديثة نسبياً لباقي الشخصيات في الفيلم، فسايبورغ ولد في الثمانينات، بينما باقي الشخصيات قد ولدت في الأربعينات ولها تاريخ أطول وأعرق في عالم الكوميكس.
ربما وضعت دي.سي آمالًا كبيرة في فيلمها الجديد، إلاّ أنّ حجم التوقعات كان كحجم خيبة الأمل من الفيلم. بالرغم أنه فيلم من ساعتين، إلّا أنّها مرّت بسرعة وتبدو غير كافية لإشباع عطش المعجبين لفيلم يجمع أبطال دي.سي – كما تفعل أفلام مارفل لمشاهديها. بكلمات أخرى، لم تتمكن دي.سي من اقناع المعجبين بأنّ بإمكانها إصدار فيلم قيّم ورائع، حتى عندما تجمع كلّ ذخيرتها وأقوى أبطالها. ربما شعار الفيلم هو الطريقة الأفضل لتلخيص ذلك: لا يمكنك انقاذ العالم وحدك- ولا مع مجموعة.
في خلفية خيبة الأمل هذه، نذكّر أنّ هناك فيلمًا آخر في دور العرض لمجموعة أبطال خارقين، هو فيلم "ثور: راغناروك"، فيه يلعب ثور وهالك دور بطلين رائعين ومضحكين جدًا يحاولان انقاذ أسغارد، مما يجعله فيلمًا أنجحَ من فيلم "فرقة العدالة".
تحذير: سبويلر أمامك
*
*
*
*
*
*
*
أحد الأسرار التي حاول المنتجين تخبئتها – هو عودة سوبرمان إلى الحياة. في الفيلم تستعمل فرقة العدالة أحد صناديق الأم لاحياء سوبرمان – بالذات أن باتمان لم يؤمن بأنّ بإمكانهم التغلب على ستيبنوولف من غير قوة سوبرمان. بعد عودته، يتميّز سوبرمان بقوى خارقة أكبر وأشد من القوى التي كانت لديه قبل مماته. قوته اللانهائية تجعله غير قابل للهزيمة فيصبح نوعًا ما إلهًا قادرًا على كل شيء.
تعليقات (0)
إضافة تعليق