ماذا لو قلنا لكم إنّ سبايدرمان، آيرونمان، هالك، ثور، مجموعة الإكس-مِن، وغيرها من أبرز الأسماء في عالم الكوميكس هي من ثمرة تأليف شخص واحد؟ نعم. هو شخص واحد، ويدعى ستان لي. أليس هذا عملاً خارقًا حقًا؟ ستان لي، هو بلا شك أحد أهم المؤلفين وأكثرهم إبداعًا في عالم الكوميكس.
ولد سنة 1922 باسم ستان لي مارتين لايبر في مدينة نيويورك، لوالدين فقيرين. عمل والده في صناعة الملابس ولكن عمله لم يكن مستقرًّا أبدًا بسبب الكساد الكبير في أمريكا، لذا تنقّل ستان لي مع والديْه بين شقق مانهاتن باحثين عن مصدر رزق مستقلّ وآمن لهم. هذا الفقر المدقع أجبر ستان لي على العمل في شبابه ليتمكّن من مساعدة عائلته، لذا انضم للعمل عند قريبٍ له يدعى مارتين غودمان، في دار ماركر للنشر، التي أصبحت مؤخّرًا دار مارفِل للنشر.
في جيل 17 عامًا، أصبح ستان لي أصغر محرّر في مجال الكوميكس، عندما تمّ توظيفه كمحرّر صفحات مكمّلة للنصوص في مجموعة الكوميكس "كابتن أمريكا". في أثناء الحرب العالميّة الثانية، عندما كان في العشرينات من عمره، تجنّد للجيش وعمل في الأساس كمؤلف دفاتر إرشاد للجنود. بعد انتهاء الحرب، عاد للعمل في مارفِل ولكنه سرعان ما مَلّ من تحرير دفاتر كوميكس تُكرّر قصصها، وخطّط للرحيل والبحث عن وظيفة أخرى، حتى عرض عليه مارتين غودمان وظيفة تأليف مجموعة من الأبطال الخارقين. عندها نصحته زوجته بأن يكتب بأيّ طريقة يرغب فيها، ولا يتقيّد بقوانين النوع الأدبيّ لقصص الأبطال الخارقين. عندها قرّر ستان لي أن يغيّر قوانين الأبطال الخارقين وبدأ نوعًا أدبيًّا جديدًا.
أوّل قصة كتبها ستان لي بهذا النوع، كانت قصة "المُدهِشون الأربعة" (The Fantastic Four)، وفيها خلق شخصيات أبطال خارقين تختلف عمّا عهده القراء حتى ذلك الوقت. أبطال ستان لي هم بشر أولاً، لهذا لديهم نقاط ضعف وليسوا مثاليين: لديهم فواتير يجب دفعها، وعائلة يجب القلق عليها، ووظيفة يجب المواظبة عليها وعلاقات عامة يجب التعامل معها. عند أبطاله لحظات يأس وغضب وتعكير مزاج، وهناك حزن واكتئاب وغيرة وطمع. كلّ هذه الصفات جعلت أبطاله أقرب إلى الواقع من كل الأبطال الخارقين السابقين.
رُغم قدرات شخصياته الخارقة، إلّا أنّ واقعيتها جعلتها محبوبة جدًا عند القراء، ونجاح سلسلة "المدهشون الأربعة" شجّعت ستان لي على تكرير النموذج وخلق أبطال جدد بنفس الطريقة، ما ضاعف النجاح مرة تلو الأخرى في شخصيات مثل سبايدرمان وآيرونمان وهالك وثور ومجموعة الإكس-مِن وغيرها.
في الثمانينات، نقل لي إقامته إلى فلوريدا لتكثيف العمل على تحويل عالم الأبطال الخارقين إلى شاشات السينما، وأشرف على إنتاج وإصدار غالبيتها، حتى أنه ظهر كمشارك في البعض منها.
تعليقات (0)
إضافة تعليق