يوجد في العالم أكثر من 150 مليون طفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة. ورُغم هذا الكمّ، ما تزال ثقافة الأطفال تفتقر لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصّة، سواءً أكان في الأدب، أم في الأفلام أم في الألعاب حتى. وقد بدأت تظهر التغييرات نحو تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مسلسل الأطفال شارع سمسم سنة 1988، في شخصية كاتي وبصيغته الفرنسية سنة 2005، في شخصية جريوت.
في عالم ألعاب الأطفال بدأ المشروع المركزيّ لتشجيع إنتاج ألعاب ودمى أطفال تمثل عالم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة في سنة 2016، على يد الصحافية ريبيكا أتكينسون. أتكينسون بدأت حملة توعية للفقر الكبير بشركات الألعاب والدمى لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة: "لم أر أبدًا دمية تشبهني. رغم أنّ دميتي المفضلة "باربي" كان لها شعر بنيّ، مثل شعري، وملابس تشبه ملابسي، كالتنورة والجوارب البيضاء العالية. لكنها لم تكن معوّقة مثلي ولم يكن لديها أيّ علامات تُظهر أيّ نوع من الإعاقة. فكرت أنه، في العالم الحقيقي، كان هناك أشخاص مثلي. ولكن في عالم الدمى، لم أكن موجودة." وأضافت: "حال خروج هؤلاء الأطفال إلى العالم لحظة ولادتهم، يواجهون العنصريّة الجارفة تجاههم، بالذات من الصناعة العملاقة في العالم التي خلقت في الأساس من أجل إسعادهم وتغذية نموّهم: صناعة الألعاب".
تُقدّر صناعة الألعاب العالميّة بأكثر من 2.9 مليار يورو، ورغم هذا الكمّ فإنّك لن تجد في أيّ حانوت ألعابَ دمية مقعدة على كرسي عجلات، أو تحمل عصا إرشاد للمكفوفين. وقد بدأ مشروع أتكينسون بهاشتاغ سريع على شبكة التويتر الاجتماعية، #ToyLikeMe، أي دمية تشبهني أو دمية مثلي، وسرعان ما انتشر الهاشتاغ وبدأ المشروع بمسيرته.
في البداية طلبت أتكينسون من متابعيها أن يرسلوا صورًا لدمى تمثل ذوي الاحتياجات الخاصّة. وقد وصلت إليها أفكار بسيطة مثل باربي صلعاء أو دمية مع جهاز سمع. بعد هذا نشرت أتكينسون على شبكة فيسبوك صورة لدمية تينكربل مع جهاز سمع (الجنية من فيلم ديزني "بيتر بان"). هذا الصورة انتشرت بشكل كبير في الشبكات الاجتماعية وتلقت أكثر من 500 مشاركة في يوميْن من نشرها. هذا النشر المكثف دفع الكثير من الأمهات لإرسال رسائل طلب لتمثيل أطفالهنّ ذوي الاحتياجات الخاصّة لشركات الألعاب الكبيرة.
نتيجة لذلك توجّهت أتكينسون مع مجموعة أمهات بشكل مُركّز لشركات الألعاب العملاقة لطلب التمثيل، وأول من لبّت الطلب كانت شركة ليغو LEGO العالمية، إذ أضافت إلى خط انتاجها شخصية مقعدة في كرسي عجلات. نجاح تسويق الشخصية الكبير أثبت نهائيًّا لشركات الألعاب العالميّة أنّ سوق ألعاب الأطفال بحاجة ماسّة لدمى تمثل التعدّديّة الاجتماعيّة بحقّ.
بدأت أتكينسون حملة توعية للفقر الكبير بشركات الألعاب والدمى لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصّة. لبت الطلب شركة ليغو العالمية، إذ أضافت إلى خط انتاجها شخصية مقعدة في كرسي عجلات
تعليقات (0)
إضافة تعليق