تزامنًا مع يوم المرأة العالمي وشهر رمضان المبارك وعيد الفطر السّعيد، احتفلت دار أطافيل للنشر بإطلاق إصدارها الثالث، منذ تأسيسها عام 2020، وهي قصة للأطفال من تأليف منال صعابنة، مؤسسة دار النشر، بعنوان "دولاب العيد" في كتاب مصوّر، رسم لوحاته الفنان الفلسطيني عبد الله قواريق.
تدورُ أحداث القصّة في بدايَةِ القَرنِ العِشرين، أي قَبْلَ 100 عامٍ مِن موعِدِ إصدارِها، تحديدًا في اليوم الأوّلِ من أيّامِ العيدِ في العامِ 1922 في مدينَةِ نابلِس.
كانت مدينة الملاهي المتنقلّة، تأتي مرّتين في العامِ، في عيديّ الفِطر والأضحى إلى مدينة نابلس (وغيرها من المدن) فيستمتع الكِبار والصّغار بزيارتها، وهو أمرٌ يحصُلُ حتّى يومنا هذا، حيث تُقام مساحات الملاهي خِصّيصًا أيّام العيد في بعض القرى والمدن في البلاد، ما يُسهّل على الأطفال التواصل مع تلك الفترة الزمنيّة.
كانت الفتياتُ والصّبيان ينتظرون العيدِ، حتّى ينعموا بقروش العيديّة، تمامًا كما هو الحال في أيّامِنا أيضًا، وهي مناسبةٌ للحديث عن العيديّة وتقسيمها ما بين المتعة والمشتريات والتوفير.
تقول صعابنة إن أحداث القصة وردتها خلال قراءتها للسيرة الذاتية للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، "رحلةٌ جبليّة، رحلةٌ صعبة"، إذ تتحدث طوقان عن أجواء العيد والسّعادة التي كانت تغمرها يوم العيد، عندما تخرج ومعها قروش العيديّة برفقة صديقة طفولتها، علياء. وكانت مدينة الملاهي المتنقلّة من أهمّ فعاليّات العيد عندها، وتخصّ بالذِّكر الدّولاب الخشبيّ ومشاعرها عند ركوبها لهُ. جاء الإلهام لكتابة أحداث هذه القصّة من هذه السيرة الذاتية، وخلال العمل على كتابة رواية "مذكرات المطوّقة" التي ستعرض قصة فدوى طوقان على شكلِ مذكّرات، والتي ستصدر قريبًا عن نفس دار النشر (دار أطافيل للنشر) من تأليف صعابنة ورسومات: براء العاوور.
تعمّدت المؤلفة إدخالَ جُملٍ بالعاميّة في الحوارات بين الشخصيات، وذلك بهدف إدخال القارئ/ة والمُستمع/ة إلى قلبِ الحدث، كما يَردُ ذِكرُ أسماء مواقع وأماكن في نابلس وضواحيها (جَبَلُ عيبال وَجَبَلُ جرزيم، المُدَرَّجُ القَديمُ، المَسْرَحُ الرومانِيُّ، مَدينَةُ شْكيم، بِئْرُ يَعْقوب)، طمعًا في إثارةِ فضول الأطفال والأهل للبحث عنها أو زيارتها إن أمكن.
تَدورُ أحداثُ القِصَّةِ حَوْل نائِلة، طِفْلةٌ في الثّامنةِ مِن عُمْرِها، يَمْنعُها المَسؤولُ عن الدّولابِ من الرُّكوبِ لأنها لَم تَصِلِ الطّولَ المَسموحَ بهِ، مَعَ أنّ عُمْرَها مُناسٍبٌ لِلرّكوب عَلى هذه اللُّعبةِ، وقد انتظرت عامًا كاملًا حتّى يُسمح لها بذلك.
كيفَ سَتَتَصرّفُ نائلة وَكيف سَتَتَعامَلُ مَعَ هذا الظُّلْمِ الذي وَقَعَ عَلَيْها؟
تقْترحُ المؤلفة في ملحقٍ تمّت إضافته في نهاية الكتاب، التَحدّث مع الأطفالِ عن رأيهم بتصرّف الفتاةِ نائِلَة، بطلَةِ القصّةِ وتصرّف الشّابِّ المسؤول عن ركوبِ الدّولاب.
ولنفكّر معًا، ماذا يمثّل كلّ واحدٍ منهما؟ وهل صادفتنا في الحياة مواقف خاصّة أو عامّة واجهنا فيها الحكم الظالم، الذي رغبنا بالتحايل عليه؟
دولاب العيد
تأليف: منال صعابنة
رسومات: عبد الله قواريق
8/3/2022
إصدار: دار أطافيل للنشر
تعليقات (0)
إضافة تعليق