للفن عنوان، هو هذا الكتاب. متحف ومعرض فني كامل في كتاب واحد، لكشف الأطفال على أفضل الرسامين في العشرين.
أنّا هي طفلة في السابعة من عمرها، تذهب برحلة مع عمها هارولد إلى المتحف. العم هارولد هو مرشد في المتحف الفني، ويرافق مجموعة من البالغين في المتحف. أنّا تشعر بحاجتها إلى الحمام فتبدأ بالبحث عنه. في البداية تلتقي بلوحة الفنان رامبرانت فان رين، الذي يوجهها بفكاهة واستهزاء للبحث عن تواليت مارسيل دوشان في المتحف. تجد أنّا ثوب أحمر على الأرض وفي اللحظة الذي ترتديه، تشعر بأنها دخلت إلى عالم اللوحات وخرجت من المتحف. وهكذا تنتقل أنّا بين لوحات أروع وأبرز الفنانين في القرن العشرين (مرفقة قائمة في النهاية)، وتحاورهم. كل واحد منهم يعرض بطريقة ذكية وفكاهية أسلوب رسمه، وقسم منهم يحاور الواحد الآخر، وبعضهم يعبّر عن استياءه أو اعجابه بعمل دوشان وتواليته (أو مبولته).
الرائع في الكتاب، أنه ليس كتاب تلقيني وليس مكتوبا بطريقة الكتب التعليمية، بل هو حقاً قصة، فيها تنتقل الطفلة من عالم إلى آخر. ولقاءها مع الرسامين، ليس لقاءً عشوائياً بل هو يعبر كثيراً عن حياتهم الشخصية ورسوماتهم. فمثلاً عندما تلتقي بآندي وارهول، فهو يقترح عليها شراء "حساء طماطم"، ويشاركها بأنه يريد أن يحوّل كل شيء إلى فن. وعند لقاءها بعالم رينيه ماغريت، فهو يعبر عن كونه كل شيء ولا شيء في آن واحد: "أنا لوحة مرسومة. لست شيئاً، أو أنا أي شيء... لكني بالتأكيد لست غليوناً".
وبالإضافة إلى كل هذا - تضيف الطفلة أنّا نقدًا لكونهم كلهم رجالاً في عالم الفن المعروض!
الكتاب مفعم بالدروس الفنية والثقافية، من غير أن تكون تلقينية. يمكن استعمال الكتاب لتعليم سلسلة دروس كاملة حول الفن وأسسه ومبادئه. وحتى من أجل تعليم الطفل تقبّل مفهوم الفن الحديث والتقرب من فهم فن ما بعد الحداثة. فمِبوَلَة دوشان هي فن، بالضبط كما هي تفاحة ماغريت وتفاحة سيزان، وحتى خطوط موندريان وساعات دالي و"خربشات" بولوك على الأرض.
درس في تقبل وفهم مفاهيم الفن الحديث للأطفال، هو كذلك درس هام جداً في تقبّل الآخر وفهمه بالرغم من كل اختلافه.
أحببت الكتاب كثيرًا وأنصح به بشدة لأطفال بأجيال 6 سنوات وما فوق وهو من اصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي. رائع جدًا!
القرن الـ17: رامبرانت فان رين.
القرن الـ20: إدفارد مونش، بييت موندريان، فنسنت فان جوخ، بابلو بيكاسو، آندي وارهول، رينيه ماغريت، مارك شاغال، بول سيزان، هنري ماتيس، جاكسون بولوك، مارسيل دوشان، سلفادور دالي والطفلة أنّا.
تعليقات (0)
إضافة تعليق