حكايا

توصية # 75 - يوم طار الفيل


توصية # 75 - يوم طار الفيل
مئة توصية على أدب أطفال
لؤي وتد

#مئة_توصية_على_أدب_أطفال

توصية # 75 - يوم طار الفيل، نص علاء حليحل ورسومات عامر شوملي

قصة رائعة عن كسر الحدود والقيود الفكرية التي تحدد فكرنا، عندما نتربى عليها أطفالاً.

يحكي الكتاب قصة شذى، الطفلة التي تزور السيرك مع والدتها وتشاهد الحيوانات في أسرها. أحد هذه الحيوانات هو الفيل المربوط بوتد صغير. تتساءل شذى كيف لهذا الفيل الضخم أن يكون مربوطاً بوتد صغير؟ والاجابة تأتي من السائس الذي يحكي للأطفال، أن الفيل وصل إلى السيرك وهو صغير، وحاول كثيراً التحرر من الوتد، الا أنه كان ضعيفاً ويأس المحاولة، وعندما كبر، بقي خوفه من الوتد، فلم يحاول مجدداً التحرر منه.
شذى مقتنعة بأن الفيل سيتمكن من التغلب على الوتد، فتخبره بهذا وتخرج من خيمة السيرك لأنها لا تحب رؤية الحيوانات في الأسر. في الليل يفكر الفيل في امكانية تغلبه على الوتد، وفي الصباح عند قدوم السائس يحاول سحب الوتد ويتمكن من هذا بسهولة. يخرج الفيل من الخيمة ويشعر أنه خفيف الوزن، فيطير بتحريك أذنيه كالمروحة (وفي الرسم نرى أن البالونات قد ساعدته على ذلك).

بالاضافة لفكرة النص، فالرسومات تطبقه بطريقة مبدعة ورائعة، وتأخذه حطوة إلى الأمام في تمثيل خيال الفيل الذي يرى الوتد الصغير والسائس وكأنهم عمالقة ولا يمكن التغلب عليه. وفقط عندما يثق بنفسه ويحاول التغلب على هذه القيود، يتمكن من التحرر. الرسومات تحكي الكثير بالاضافة للنص، ففيها نشاهد كذلك كلب يطارد قطعة حلوى على عود، يحاول أن يخطفها من طفل ومن عصفور (حتى يتمكن منها هو أيضاً).

هذا الكتاب يناقش قضية التربية في الصغر، والحدود التي يفرضها الكبار على حرية ابداع الأطفال في كل مقولة مثل "لا يمكنك فعل هذا" التي تتحول في المستقبل إلى وتد ضخم، يمثّل حاجز فكري وحد يصعب جدًا التغلب عليه. من خلال هذا الكتاب يقترح حليحل على الأطفال تطوير الثقة بقدراتهم. هذا بالاضافة إلى رسالة لاذعة نحو الأهالي والمربين تنبههم من فرض القيود الذهنية على قدرات أطفالهم فقط لاقتناء راحة بالهم الشخصية، ان كان هذا حدًا واعيًا للأطفالهم أو غير واعٍ.

كتاب رائع أحبه جداً وأنصح به بشدة. الكتاب صادر عن دار قديتا، وهو يناسب أجيال 4 سنوات وما فوق.
# مشاركة: أعجبتني كثيراً فعاليات رأيت الكثير من المدربين والمربين يستعملون فيها الكتاب كأداة لمناقشة موضوع الحدود الفكرية والذهنية، من خلال كتابة "أوتادهم الصغيرة" على قصاصات ورق، والتحرر منها من خلال ربطها ببالونات وتركها تطير في الهواء.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق